في اطار التشجيع على ركوب السيارات، والتشجع على الرياضة، والحث على استكشاف المناظر الطبيعية للملكة المغربية، اختتمت أمس السبت 27 ابريل الجاري بالجماعة الترابية بوروس التابعة لإقليم الرحامنة، النسخة ال 14 من “لحاق المغرب التاريخي”، في أجواء احتفالية وذلك بعد أيام غنية بالاكتشاف والأحاسيس.
وبهذه المناسبة أ قيم حفل ختامي كبير على شرف المشاركين في هذه النسخة الاستثنائية، بحضور مجموعة من عشاق رياضة السيارات مغاربة وأجانب.
وجمعت هذه الدورة، التي نظمها النادي المغربي للرياضات الميكانيكية، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للسيارات العتيقة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عشاق رياضة السيارات من عدة دول الذين قطعوا مسافة تفوق 1500 كيلومتر، بما في ذلك 400 كيلومتر من المراحل الخاصة.
والهدف من ذلك معانقة التقاليد التي عرفت بها الراليات القديمة، واستكشاف المسارات المنسية، فضلا عن تثمين المناطق البعيدة في المملكة.
ويعد هذا اللحاق سباقا أسطوريا يستحضر أمجاد رياضة السيارات في المغرب، باعتبار أن أول سباق سيارات عرفه المغرب كان سنة 1912.
أما بالنسبة للسيارات العتيقة المشاركة في هذا اللحاق، فلم ينل القدم من قدرتها على التحمل وتنافسيتها، حيث أبهرت الجميع بأدائها الجيد.
وشكل هذا الرالي فرصة للأطقم المشاركة لاكتشاف المؤهلات السياحية والطبيعية والتاريخية والحضارية الهائلة التي تزخر بها المملكة، وذلك بفضل مسار ر س م بعناية من قبل المنظمين، كان كفيلا بإبراز غنى وتنوع المناظر الطبيعية الخلابة التي تؤثت مختلف مناطق العبور.
وهكذا تمكن المشاركون على متن حوالي 40 سيارة عتيقة أنيقة من السفر عبر العديد من المدن والمناطق، من بينها الدار البيضاء وبوسكورة وبوزنيقة وأكلموس وإفران وخنيفرة وبين الويدان والبروج وصخور الرحامنة وبوروس بعد المرور بمراكش.
ولضمان النجاح الكامل لهذه النسخة وضمان راحة المتنافسين، عبأ المنظمون طاقم عمل مكون من أكثر من 300 شخص، بالإضافة إلى موارد ومعدات لوجستية كبيرة تحافظ لهذه التظاهرة على مكانتها ضمن أكبر الفعاليات المرموقة لأنشطة السيارات حول العالم.
وفي ختام هذه النسخة، احتل الطاقم المشارك المكون من “Auriol.D وGiraudet,D” على متن سيارتهم فورد إسكورت RS 2000، المركز الأول في التصنيف العام، بزمن (4:28:31،8)، يليه الثنائي “Devedza. A” و”Vilmot. M” على متن سيارة بورش SC911 ، والثنائي “Lafay. P” و” Quartini. C” على متن سيارة فورد إسكورت (4:31:07،1).
وفي تصريح لبعض وسائل الاعلام، قدم إيف لوبي، المشرف على “لحاق المغرب التاريخي”، لمحة مفصلة عن التاريخ العريق لهذا الرالي، معتبرا هذه المنافسة واحدة من أهم الراليات في العالم.
وتابع “إنها رحلة في قلب المملكة المغربية”، مبرزا خصوصية وحفاوة الاستقبال التي حظي بها المتسابقون خلال مختلف مراحل هذه المنافسة.
وفي تصريح مماثل، أبرز رئيس النادي المغربي للرياضات الميكانيكية، شكيب رحمون، الخصوصية والأهمية التاريخية لهذا اللحاق المرموق، مشيرا إلى أنه تم بذل جهد كبير على مر السنين ليصبح أحد أهم التظاهرات في هذا المجال.
واعتبر أن الأهم في هذه التظاهرة هو الوصول بسلام دون حوادث أو أضرار، لافتا إلى أن هذه النسخة جرت مرة أخرى في أفضل الظروف.
وأعرب رحمون، عن بالغ امتنانه “لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته للرياضة”، مشيدا بالمجهودات التي بذلتها السلطات المحلية ومختلف الشركاء لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية.
بقي ان نشير الى ان مثل هذه الرياضات تشكل فرصة خاصة بالنسبة للاجانب فرصة من اجل استكشاف المغرب والوقوف على عاداته وتقاليده وقيمه، كما يشكل السباق مناسبة للتواصل الحضاري بين البلدان والشعوب.
تعليقات الزوار ( 0 )