على عكس العديد من الولادات التي تمر في أجواء طبيعية في إسبانيا، شكلت ولادة الطفل أيوب لأبويين مغربيين، حدثا بارزاً جرى الاحتفال به بشكل جماعي في إحدى القرى الإسبانية.
وكشف موقع “cope” الإسباني، أن السكان احتفلوا بأيوب، الذي يعتبر أول طفل تتم ولادته في قرية “يغا دي فيلالوبوس” بولاية زامورا، التي عانت من الهجرة السكانية، منذ حوالي 20 سنة.
وقال الموقع، إن الهجرة السكانية التي عرفتها إسبانيا على مر السنين، جعلت من العديد من القرى، أماكن شبه خالية من السكان، وفي بعضها، بات من المستحيل رؤية طفل صغير.
رئيسة البلدية تحتفل بالولادة.. وعدد السكان يرتفع لـ 92
وأضاف، أن سكان المنطقة، احتفلوا مؤخرا بقدوم طفل إلى مدينتهم، وأكدت رئيسة بلدية القرية، ريبيكا نافيا، إن “الجيران كانوا سعداء للغاية عندما علموا أن لديهم جارا جديداً آخر”.
وأوضح الموقع، أن رئيسة البلدية، اعرتفت في تصريح لبرنامج “لا لينتيرنا”، أنها كانت “متحمسة للغاية، لأنه بعد كل هذه السنوات، لدينا مشهد ميلاد في مدينتها”.
وذكر المصدر نفسه، أن قرية فيغا دي فيلالوبوس، فقد ما يقرب من ثلث سكانها في السنوات الـ 18 الماضية، لهذا السبب احتفلوا الأسبوع الماضي، بانتقال عدد سكانها من 91 إلى 92، وذلك بفضل ولادة الطفل أيوب.
من الناظور إلى زامورا
وأشار الموقع، إلى أن والدا هذا الطفل، هما كريمة ومحمد، وهما مهاجران من أصل مغربي، وصلا إلى المدينة قبل عدة سنوات، بحثا عن الهدوء، ونمط حياة يعتبرانه المكان المثالي لتربية الطفل.
وأردف المصدر، أنه بعد كل شيء، فإن “فيغا دي فيلالوبوس”، هي المدينة التي سمحت لهم بتأسيس عائلة في إسبانيا، بعد أن جاء محمد، من مدينة الناظور المغربية، بحثا عن مستقبل أفضل في إسبانيا قبل أكثر من 10 سنوات.
وبعد أن عاش في مورسيا لعدة سنوات، وجد محمد عملاً في مزرعة للمواشي في هذه القرية، وبفضل هذا، تمكن لاحقا من إحضار زوجته كريمة إلى البلدة، لتأسيس عائلة، وبعد بضع سنوات أنجبا الطفل أيوب إلى العالم.
تعليقات عنصرية من حزب “فوكس”.. ومنظمة تضع شكاية ضده
ومقابل مشاعر الفرح التي أعرب عنها سكان القرية الإسبانية، ورئيسة بلديتها، لم تخل ردود الفعل من الكراهية، إذ دقت نائبة حزب “فوكس” روسيو دي مير، ناقوس الخطر، بسبب “التغير الديمغرافي”.
واعتبرت منظمة “العمل ضد الكراهية”، تصريحات دي مير، بمثابة جريمة كراهية محتملة ضد الطفل أيوب ووالديه، ما دفعها لتقديم شكاية لدى مكتب المدعي العام الإقليمي في ولاية زامورا.
واعتبرت المنظمة، فإن التعليقات الصادرة عن النائبة البرلمانية ضد أم أيوب على وجه الخصوص، “لها هدف واضح، وهو شيطنة مجموعة المسلمين الذين يعيشون في إسبانيا”.
وذكّرت صحيفة “cope” الإسبانية، في التقرير نفسه، بالمشاكل التي يعاني منها الريف الإسباني غير الهجرة السكانية، من ضمنها غياب المدارس والأطباء ووسائل النقل، وهي أمور أساسية لإحياء القرى.
تعليقات الزوار ( 0 )