على الرغم من أن موقع “مغرب إنتلجنس”، سبق له تسليط الضوء على مجموعة من القضايا، إلا أن حديثه عن وقوف سلطات قصر المرادية وراء اعتقال الغنوشي، أثار غضب الجزائر بشدّة.
ونشرت الصحف الجزائرية، تصريحات منسوبة إلى مصادر دبلوماسية، جاء فيها، أن ما نشره الموقع المذكور، لا أساس له من الصحة، ومحاولة من “المخابرات المغربية، لإظهار الجزائر على أنها تتدخل في شؤون جيرانها الداخلية”.
وأضافت المصادر، أن قضية زعيم حركة النهضة، شأن داخلي في تونس، بينما “سياسة ومبادئ الجزائر معروفة ولم تتغير، وهي عدم التدخل في شؤون الدول الصديقة والشقيقة”.
وتابعت المصادر نفسها، أن الجزائر “قررت وبصفة رسمية مقاضاة موقع مغرب إنتليجنس الذي تسيّره المخابرات المغربية ومقاضاة كاتب المقال والذي يهدف من وراء مقاله إلى خدمة أجندة المغرب بالمنطقة”.
واعتبرت أن ما نشره الموقع، لا يخرج، عن “الدور المغربي الذي يريد الوقيعة بين الجزائر والرأي العام التونسي المعارض لسياسات قيس سعيد، لمحاولة حشر الجزائر في الزاوية ونزع المصداقية عن موقفها المعلن بعدم التدخل في الشأن التونسي”.
جاء هذا، ردّاً على ما نشره “مغرب إنتلجنس”، الذي تتهمه الجزائر بالتبعية للمخابرات المغربية، بخصوص أن “الجزائر كانت على علم مسبق بقرار السلطات القضائية التونسية توقيف الغنوشي في إطار صفقة سرية بين الرئيسين عبد المجيد تبون وقيس سعيد”.
وأوضح الموقع الفرنسي ذاته، أن “القصر الرئاسي في قرطاج، أرسل مراسلات وأجرى اتصالات مع الرئيس الجزائري وحكومته لإطلاعه على خطة اعتقال رئيس حركة النهضة”، متابعاً أن الطرفين توصلاً إلى “صفقة تتمثل في إلقاء القبض على راشد الغنوشي بسرعة، ومن ثم توجيه الاتهام إليه رسميا أمام محكمة تونسية من أجل تبرير اعتقاله”.
كما أشار المصدر، إلى أن الجزائر، اشترطت “ضمان معاملة جيدة جدا لزعيم النهضة تليق برتبته كشخصية سياسية بارزة في تونس والتعهد بعدم الإبقاء على راشد الغنوشي في السجن طويلاً، وعدم إصدار أي إدانة جنائية شديدة بحقه، وذلك ضمن هدف أبعد هو السماح لقيس سعيد بتحييد حركة النهضة وتعليق أنشطتها السياسية دون إذلال قيادتها الوطنية أو إلحاق الأذى بزعيمها الأول مما قد يعرض حالته الصحية للخطر”.
اتهامات تحكم الجزائر في قيس سعيّد، ليست جديدة، بل صارت سائدة وسط النخبة السياسية أيضا، التي تتحدث في كل مرة يخرج فيها تبون، للحديث عن وقوفه اللامشروط مع قصر قرطاج، عن هذا الموضوع. وكان الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، قد انتقد بشدّة ما أسماه بالوصاية التي تمارسها الجزائر على بلاده.
جدير بالذكر أن الغنوشي، حظي لسنوات بمعاملة شبه رئاسية من قبل الجزائر، سواء في عهد بوتفليقة، أو في فترة تبون، وسبق لزعيم حركة النهضة، أن زار جاره الغربي في أكثر من مناسبة.
تعليقات الزوار ( 0 )