دعا المتحدث باسم حكومة سبتة، كارلوس رونتومي عن (حزب الشعب)، إلى استقالة مدير مركز البحوث الاجتماعية، خوسيه فيليكس تيزانوس، فورا، بعد أن سأل “البارومتر” الأخير لرابطة الدول المستقلة عن الطبيعة الإسبانية لمدينتي سبتة ومليلية، أو مستقبل المدينتين في السنوات المقبلة.
وقال كارلوس رونتومي، إنّ البارومتر الأخير لرابطة الدول المستقلة طرح ووجه أسئلة “منحرفة” حسب وصفه، حول مستقبل ثغري سبتة ومليلية بعد مرور 20 أو 25 سنة، لأنها تطرح شكا حول ملاءمة المدينتين.
واتهم المصدر ذاته، مدير مركز البحوث، خوسيه فيليكس تيزانوس، بشراء “المعطيات والأطروحات” الواردة في الاستطلاع من المغرب.
واعتبر رونتومي، بأن ما تمت الإشارة إليه في الاستطلاع “خطير جدا”، لافتا إلى أنه “لا أحد يفكر في السؤال عما إذا كان يعتقد أن مدينة سالامانكا إسبانية وفي غضون خمسة وعشرين عامًا ستكون برتغالية”.
وأشار المتحدث باسم حكومة سبتة، إلى أن طرح أسئلة من قبيل “هل تعتقد أن سبتة ومليلية إسبانية مثل ملقة وآكورونيا؟” أو ” هل تعتقد أنه في مطلع 20 أو 25 عامًا، سيتم تسليم المدينتين إلى المغرب”، يعد انحرافا في طريقة طرحهما”.
في المقابل، يرى رونتومي أنه من “المنطقي” أن يتم إدراج “سؤال يخص وضع الحدود بعد أزمة الهجرة” في قائمة المشاكل الرئيسية في البلاد، ولكن من “المشين” أن تطرح رابطة الدول المستقلة “هذه الأنواع من الأسئلة.
وتأسف المصدر ذاته، من حجم الضرر الذي يمكن أن تلحقه هذه الأنواع من الاستطلاعات في الراي حوب بسبتة، معتبرا أن مؤسسة مثل مركز البحوث الاجتماعية قد تسيء إلى هيبة إسبانيا في الخارج.
وأظهر استطلاع للرأي، الذي أجراه مركز البحوث الاجتماعية الإسباني، المعروف اختصارا بـ (CIS) لشهر يونيو الجاري، أنّ واحد من كل خمسة إسبان يعتقدون أن ثغري سبتة ومليلية سترجعان إلى المغرب في غضون 20 عامًا المقبلة.
ورصد تقرير المركز الآنف ذكره، رأي عدد من المواطنين الإسبان في مدينتي سبتة ومليلية وباقي الجزر المحتلة، وذلك على ضوء أزمة الهجرة على الحدود بين المغرب وإسبانيا، ودخول زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي إلى الأراضي الإسبانية بهوية مزورة إلى مستشفى في لوغرونيو.
وقامت الهيئة التي يرأسها خوسيه فيليكس تيزانو باستجواب الإسبان، عما ينذر به المستقبل بالنسبة لثغري سبتة ومليلية، وما إذا كانوا يعتقدون أن المدينتين السليبتين ستظلان إسبانيتين في غضون 20 أو 25 عاما، حيث أقر أزيد من (53.6) في المائة من المستجوبين بذلك.
وأشار مركز البحوث الاجتماعية الإسباني، إلى أن واحد من كل خمسة إسبان (20.3٪) يعتقد أن مدينتي سبتة ومليلية ستصبحان جزءًا من المغرب في غضون عقدين من الزمن، في حين أن 25٪ آخرين ليسوا واضحين بشأن ذلك.
وفي الأيام الأخيرة، تكهنت الحكومة الإسبانية بإمكانية إدراج ثغري سبتة ومليلية في منطقة شنغن، وبالتالي إلغاء النظام الخاص الذي تتمتع به المدينتان المتمتعتان بالحكم الذاتي، الذي يسمح للمقيمين في مدن تطوان ووالناظور المغربيتين بالوصول إلى هذه الأراضي المغربية المحتلة دون تأشيرة.
ويسأل البارومتر أيضا عن الشعور الحالي بالانتماء للإسبان حول مدينتي سبتة ومليلية، حيث دافع ثلاثة من كل أربعة مجيبين عن أن المدينتين المحتلتين هما بلديتان إسبانيتان مثل آكورونيا أو ملقة، ومن ناحية أخرى، يعتقد 15.1 أن سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان، وهي نسبة أقل قليلا، على الرغم من قربها من 20 مدينة تؤكد أنه في غضون سنوات قليلة ستكون سبتة ومليلية جزءا من المملكة المغربية.
وتم تنفيذ العمل الميداني لرابطة الدول المستقلة خلال النصف الأول من يونيو، بعد اندلاع أزمة الهجرة والدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، التي لا تزال في حالة توتر، ومن حيث الوزن الديموغرافي، فإن سبتة ومليلية اللتين يقطن بكل منهما حوالي 84,000 نسمة، هما المنطقتان الأقل تمثيلا في رابطة الدول المستقلة، التي تختار فقط حوالي عشرين شخصا من كل مدينة مستقلة للدراسة، في حين أن العتبة المنخفضة في بقية المجتمعات المحلية هي 100.
تعليقات الزوار ( 0 )