بالموازاة مع اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً عالمياً، لمناهضة خطاب الكراهية، والذي اقترحه المغرب، أنعشت “اتهامات التجسس”، التي أطلقتها مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية ضد المملكة، هذا النوع من الخطابات، بعدما لجأت عدة صحف لمهاجمة الرباط بشدة، باعتبارها “بلداً صغيراً ومسلماً”.
وكتبت “ميديا بارت”، أن تجسس المغرب على مسؤولين فرنسيين كبار، يعتبر عاراً، مضيفةً أن التجسس من قبل روسيا او الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية، يمر، ولكن أن يحدث ذلك “من قبل دولة مغاربية مسلمة صغيرة جداً”، فهذا أمر مرفوض، وعار كامل، ومواصلة في إيراد المصطلحات العنصرية والتي تحيل على الكراهية وتشجيع التمييز على أساسات جغرافية وسياسية ودينية.
وليس “ميديا بارت”، الذي حذف المقال الأخير بعد فترة من نشره، وحده من اختار التحريض على الكراهية ضد المغرب، “لوموند” أيضا، نسجت عبر مجموعة من تقاريرها على نفس المنوال، بالرغم من أن الموقع الذي نشر ادعاءات التجسس، لم يرفقها بأي أدلة تثبت قيام المملكة بهذا الأمر، وهو ما دفع الحكومة إلى المطالبة بإظهار الأدلة على الاتهامات.
واعتبر مراقبون أن الحملة التي تشنها وسائل الإعلام الفرنسية في الفترة الأخيرة، تؤكد أن هناك العديد من الجهات التي يزعجها التقدم الحاصل في المغرب، وتحركه القوي على المستوى الإقليمي والإفريقي، الأمر الذي دفع بعض كارهيه إلى تغذية هذا الخطاب العنصري، ونشره في تقارير صحفية بدون أدنى احترام لأخلاقيات العمل الصحفي.
وفي هذا السياق، كشف المحامي نوفل البعمري، خلفيات الهجمة التي يتعرض لها المغرب، حيث قال إن ما يحدث يلخص “العقدة التي تولدت لدى قطاع واسع من الأوربيين ممن ظلوا يرون في بلدان الجنوب، مجرد بقرة حلوب، لنهبها ونهب خيراتها، لدول يريدونها أن تكون تبعية لها، ذليلة، غير مستقلة لا اقتصاديا، ولا ماليا ولا مالكة لقرارها، ولا قادرة على التعاطي مع دول الشمال الند للند”.
وأضاف البعمري في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي: “هذا ما يحدث مع المغرب، ما يقع من حملة شنعاء ليس دفاعا عن حرية الصحافة، ولا عن المعطيات الشخصية ولا حمايتها، الأمر كله مُختزل في كون أن هناك أصواتا أروبية رجعية، عنصرية، لم تتخلص من عقد الفترة الاستعمارية.. تريد ضرب المغرب، تريد ضرب مكوناته الداخلية مع بعضها البعض وبينها مع الشعب المغربي..”.
وتابع أن هذه الأصوات تريد “إقناعنا أن المغرب يتحرك بدون أية ضوابط، وبدون أخلاق. وأن السلطات المغربية تتحرك خارح القانون. وتشن حملات إعلامية منسقة كلها استهداف للثوابت الوطنية”، مردفاً أنهم يحاولون “استبدالنا ليقنعوا المغاربة، أن أجهزته الأمنية تتنصت على القصر وعلى ملك المغرب!!!”.
واسترسل المحامي نفسه، أن هذه الأصوات، تحاول إقناعنا أيضا أن “أن هذه الأجهزة الأمنية تتنصت على زعماء دول خارجية، منها الرئيس الفرنسي ماكرون، وكأن الرئيس الفرنسي يستعمل هاتف من نوع سامسونغ، ونوكيا وآيفون مثله مثل عوام الناس!!!!”، مردفاً: “يريدون إقناعنا أن أجهزته الأمنية، تشتغل خارج المؤسسات وأنها “تُعربد” في المنطقة بدون حسيب ولا رقيب…”.
وأكد البعمري أن هدف هؤلاء “ليس الدفاع عن المعطيات الشخصية، ولا الحريات.. بل دفعنا للتشكيك في الأجهزة الأمنية المغربية، أن نشكك في عملها، وأن يتم ضربها داخليا وخلق حالة سخط شعبي و حقوقي عليها!!!”، متابعاً: “هذا هو الهدف، الهدف عزل المغرب من خلال عزل أجهزته الأمنية، وضربها، وتفكيكها، وخلق حالة صدمة دولية اتجاهها وسخط دولي..”.
ونبه إلى أن هؤلاء “تناسوا جميعا، أن هذه الأجهزة الأمنية هي من حازت على إشادة دولية، من فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، بلجيكا.. أن مسؤوليها حازوا على تقدير دولي كبير ومن مختلف الأجهزة الاستخباراتية… منها CIA”، قبل أن يتسرسل: “محاولة ضربهم للأجهزة الأمنية المغربية، فيه خدمة للإرهاب والفوضى، لأن هذه الأجهزة ولما وفرته من معلومات استخباراتية كبيرة جنبت المنطقة ضربات إرهابية شديدة”.
وشدد على أن من يريد ضرب الأجهزة الأمنية المغربية “متواطئ مع التنظيمات الإرهابية ويريدونها أن تنتشر وأن تتقوى، ويريدونها أن تقوم بعمليات إرهابية، ويرى نفسه فيها وقوته في استمراريتها!!!”، مردفاً: “هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقال لهم، بشكل واضح، و بدون مواربة، فرانس 24، ومن وراءها الصحف التي تقوم بهذه الهجمات ومن حركتها… تريد خدمة الإرهاب و تتواطئ!!”.
وأشار البعمري إلى أن هؤلاء “عجزوا عن إضعاف المغرب من خلال اختلاق وتضخيم بعض الملفات، وعجزوا عن خلق بلبلة داخلية، فكانت خطتهم في ضرب المؤسسة التي يعتبرونها عنصر قوة خارجي للمغرب، الذي راكم المصداقية نتيجة ما تقوم به”، مضيفاً: “المغرب سبق له أن رفع التحدي أمام أمنستي، و يرفعه الآن: (هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)”.
وواصل: “هاتوا الدليل على مزاعمكم.. هاتوا التقارير التقنية التي تربط بين بيغاسوس و الأجهزة الأمنية المغربية!!”، مسترسلاً: “ولأنها عجزت عن تقديم أدلتها، فهي عوضت ذلك بهذه الهجمات الإعلامية المكثفة، التي لم تنطل على المغرب ولا على المغاربة..”، مختتماً: “المغرب موحد… وراء ملكه وبشعبه، وداعم لأجهزته التي تقوم بعمل وطني كبير خدمة للحق في الحياة، ومواجهة للإرهاب”.
تعليقات الزوار ( 0 )