وقعت وكالة بيت مال القدس الشريف، خلال لقاء انعقد يوم أمس الثلاثاء عبر تقنية التناظر المرئي، اتفاقية تعاون وشراكة مع جامعة القدس الفلسطينية، بشأن تخصيص منح تشجيعية للطلبة والأساتذة الباحثين للاشتغال على موضوعات تهم حاضر القدس وتاريخها وموروثها الديني والحضاري وأوجه ارتباط المغاربة بها.
وتروم هذه الاتفاقية، التي وقعها المدير المكلف بتسيير الأمور الجارية للوكالة، محمد سالم الشرقاوي، ورئيس الجامعة، عماد أبو كشك، تنظيم التزامات الطرفين بخصوص المنح التشجيعية التي تخصصها الوكالة لطلبة سلك الدكتوراه وللأساتذة الباحثين، المسجلين في جامعة القدس أو في إحدى المؤسسات التابعة لها، للاشتغال على موضوعات تهم حاضر القدس وتاريخها وموروثها الديني والحضاري وأوجه ارتباط المغاربة بها.
وبمقتضى هذه الاتفاقية، الموقعة على هامش اجتماع موسع لتشجيع البحث العلمي في جامعة القدس وفي كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية في غزة، سيتم توزيع هذه المنح التشجيعية المخصصة للباحثين المنتمين لجامعة القدس على مجالات بحثية تشمل الأبحاث الميدانية في القدس التي تهم واقع القدس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من خلال المعطيات المحينة والمؤشرات والأرقام، والدراسات الخاصة بالعلوم الإنسانية التي تتناول جوانب من تاريخ القدس من زوايا بحثية جديدة، وتشمل العِمارة الأثرية وحضور الهندسة المعمارية العصرية، وتقدم أبرز أعلام المدينة ومآثرها التاريخية والحضارية، وتطور الأنشطة الاقتصادية لسكانها بخلفية سوسيولوجية وأنتروبولوجية، وكذا جوانب من حضور المغاربة في القدس.
كما تشمل المنح، بموجب هذه الاتفاقية التي سيبدأ العمل بها ابتداء من الموسم الدراسي المقبل 2021- 2022، وتمتد على مدى ثلاث سنوات قابلة للتجديد، البحوث التي تشتغل على الجوانب القانونية في قضية القدس، ضمن القضية الفلسطينية من خلال تشريح المركز القانوني للمدينة وحدودها الجغرافية وحقوق سكانها غير القابلة للتصرف، فضلا عن تخصيص منح لحقول التجديد والابتكار لفائدة الباحثين الذين يقدمون مشاريع بحثية متخصصة.
وتنص الاتفاقية، التي تأتي إعمالا للاتفاقية المبرمة بين الوكالة والجامعة في القدس يوم 21 يوليوز 2020، على تخصيص منح تشجيعية للأبحاث المقبولة بواقع ثلاث منح في السنة لكل مجال من المجالات المذكورة آنفا. أما قيمة المنح المخصصة لمشاريع الابتكار والاختراع، فيتم تحديدها حسب التركيبة المالية لكل مشروع يتم تقديمه، وفق المبادئ والشروط المتعارف عليها في هذا الشأن.
وبخصوص تقسيم القيمة المالية للمنح، فسيتم منح الأبحاث الميدانية في القدس ستة آلاف دولار للمنحة الواحدة، فيما سيتم منح الدراسات الخاصة بالعلوم الإنسانية ثلاثة آلاف دولار للمنحة الواحدة، ومنح البحوث في العلوم القانونية ثلاثة آلاف دولار أيضا للمنحة الواحدة.
وتلتزم الوكالة بتمويل هذه المنح التشجيعية لفائدة الباحثين المتوفرة فيهم الشروط اللازمة لاستحقاق المنحة. كما تخصص مكافأة مالية رمزية بقيمة خمسة آلاف دولار لأعضاء اللجنة المشكلة من قبل الجامعة للنظر في الأبحاث المقدمة، عند نهاية سنة البحث.
وستحرص وكالة بيت مال القدس الشريف على تسليم الدفعات مباشرة للباحثين الذين وقع عليهم الاختيار، وعلى طبع البحوث الحائزة على المنحة بعد إجازتها النهائية من قبل اللجان وتسلم 50 نسخة من كل بحث لكل جامعة على حدة.
من جهتها، تلتزم جامعة القدس بتشكيل اللجنة العلمية التي ستقوم بعملية الانتقاء والإشراف، وتسهيل عمل الطلاب والأساتذة الباحثين للولوج إلى المكتبات ومراكز البحث التابعة للجامعة، والقيام بالتنسيق بين الطلاب والأساتذة الباحثين وأعضاء اللجنة والوكالة، وكذا توزيع نسخة من الإعلان عن المنحة في الجامعة والمراكز البحثية التابعة لها، وفي وسائل الإعلام المتاحة.
وتنص الاتفاقية أيضا على أنه ما دامت هذه المنحة تخضع للإجراءات التنافسية المطبقة في وكالة بيت مال القدس الشريف وفي المؤسسات الجامعية الشريكة، فإن الإعلان عنها الذي يتضمن شروط ومتطلبات الحصول على المنحة سوف يتم على مستوى الكليات والمراكز والمعاهد التابعة لجامعة القدس، وكذا على المواقع الإلكترونية لهذه المؤسسة وعلى صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعمل بذلك الوكالة وجامعة القدس على دعوة الباحثين والدارسين لاستثمار تدفق المعلومات الخاصة بالقدس في ظل التحولات التي تشهدها المدينة ومحيطها، والعمل على فحص الوثائق ودراستها وإجراء المقارنات العلمية الرصينة بين الروايات ودحض المضلل منها، والاستعانة بالكتب والمراجع المتاحة في مكتبات الجامعات والمراكز والمعاهد، وتلك المتاحة في مكتبة وكالة بيت مال القدس بالرباط، وفي مكتبة المركز الثقافي المغربي بالقدس، والاشتغال على النشرات، والصور، والأفلام الوثائقية، وغيرها من الدعامات العلمية والتقنية التي يمكن أن تساهم في إنجاز دراسات علمية وأكاديمية محققة.
حضر هذا الاجتماع بمقر الوكالة بالرباط، سفير دولة فلسطين بالمغرب، جمال الشوبكي، ورؤساء ومديرو مؤسسات ومراكز بحثية، في حين شارك فيه، عبر تقنية التناظر المرئي، كل من رئيس جامعة الأزهر في غزة، أحمد التيان، ونائبة رئيس جامعة القدس، صفاء ناصر الدين، ومدير التربية والتعليم في القدس، سمير جبريل، وعميد كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية في غزة، نصر أبو فول.
تعليقات الزوار ( 0 )