شارك المقال
  • تم النسخ

إيران تنشب مخالبها في إفريقيا: الجزائر حجر الزاوية في استراتيجية طهران

في ظل التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، لا يزال التوسع الإيراني في القارة الأفريقية يشكل مصدر قلق بالغ للدول الغربية، ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اضطرابات عميقة، تعمل إيران جاهدة على تعزيز نفوذها عبر شبكة واسعة من وكلائها، مثل حزب الله اللبناني والبوليساريو.

وتعتمد هذه الجماعات بشكل كبير على الدعم الإيراني المالي والعسكري والتدريبي، مما يجعلها أدوات فعالة في تنفيذ أجندة طهران في المنطقة، وتشمل هذه الأجندة زعزعة استقرار دول شمال إفريقيا، وتقويض المصالح الغربية في المنطقة.

وتلعب الجزائر دورًا محوريًا في استراتيجية إيران التوسعية في إفريقيا، فبعد وفاة القيادات التاريخية لحركة حماس، نظير إسماعيل هنية وفؤاد شوقي، زادت أهمية الجزائر كقاعدة خلفية للأنشطة الإيرانية في المنطقة.

ويمثل حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، قوة عسكرية وسياسية مؤثرة في لبنان، ويمارس الحزب نفوذاً متزايداً في المنطقة، من خلال مشاركته في الحرب الأهلية السورية ودعمه للجماعات المتطرفة الأخرى.

البوليساريو: أداة إيرانية في الصحراء

وتعزز (البوليساريو) علاقاتها مع إيران، وعلى الرغم من نفي الجزائر لأي دور مباشر في دعم إيران للبوليساريو، إلا أن تقارير استخباراتية تشير إلى أن إيران زودت الجبهة بعشرات الطائرات بدون طيار والصواريخ، بهدف توسيع نفوذها في شمال إفريقيا.

ويلعب حرس الثورة الإسلامي الإيراني دوراً محورياً في تنفيذ السياسة الخارجية الإيرانية، بما في ذلك في إفريقيا. ويعمل الحرس على تدريب وتجهيز الميليشيات الشيعية في مختلف دول المنطقة، وتقديم الدعم اللوجستي والعملياتي لهذه الجماعات.

وتشير تقارير إلى أن بعض الموانئ الجزائرية قد تستخدم كقواعد خلفية للأنشطة الإيرانية في البحر الأبيض المتوسط.

ويشكل هذا التوسع الإيراني تهديداً متزايداً للاستقرار الإقليمي، لا سيما في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. فمن خلال دعم الجماعات المتطرفة وتزويدها بالأسلحة والتدريب، تسعى إيران إلى زعزعة أمن الدول المستقرة في المنطقة، وتقويض جهود مكافحة الإرهاب.

إن استمرار هذا التوجه من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد التوترات الإقليمية، وزيادة خطر اندلاع صراعات مسلحة واسعة النطاق. كما أنه يهدد بعرقلة جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

وفي الختام، فإن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية، وخاصة الجزائر، يشكل تهديداً خطيراً على الأمن والاستقرار الإقليميين. ويتطلب مواجهة هذا التهديد تضافر الجهود الدولية لمواجهة التوسع الإيراني، وتعزيز التعاون الأمني بين الدول الإفريقية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي