“إهانة” أستاذ بسبب عدم “وقوفه إجلالا” لـ”المدير الإقليمي” تثير الجدل

شهدت إحدى المؤسسات التعليمية بمدينة فاس، واقعة وصفت بـ”الغريبة”، قام خلال المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، بما سميّ “إهانة” لأحد الأساتذة المكلفين بمراقبة امتحانات مادة الفلسفة، ضمن استحقاقات الباكالوريا، عقب عدم وقوفه “إجلالا” للمسؤول الذي قيل إنه جاء إلى مركز الاختبار المعني بشكل مفاجئ.

وخلفت الواقعة استياءً عارماً في صفوف الأسرة التربوية بالمغرب، بعدما اعتبروا أن ما قام به المدير الإقليمي أمر غير مقبول، وينضاف إلى العديد من الأشياء التي يكون الأستاذ المتضرر الأكبر منها، مثل تكليفه بمهام الحراسة في مؤسسات بعيدة، والمهام الأخرى التي يجبر مربو الأجيال على القيام بها من دون أي تعويض عن الأتعاب التي تلحقهم جراءها.

وعقب الواقعة، عقدت النقابات الأكثر تمثيلية بفاس، اجتماعا مستعجلاً من أجل الوقوف ما ما صدر من سلوكات وصفتها بـ”لا تربوية ولا إدارية”، من طرف المدير الإقليمي يوم الأربعاء الـ 9 من شهر يونيو الجاري، على الساعة الثالثة وخمسة وأربعين دقيقة، وذلك بالثانوية التأهيلية التقنية، خلال تمرير مادة الفلسفة.

وأوضحت النقابات في بلاغ لها، أنه في الوقت الذي كان من المفروض على المسؤول الأول عن القطاع بالإقليم، ضبط مضامين دفتر المساطر المتعلقة بامتحانات الباكالوريا والتقيد الصارم بمقتضياته، عمد إلى اقتحام قاعات الامتحان دون إخبار رئيس المركز مما خلق نوعا من الفوضى لدى الجميع سواء المترشحين والمترشحات أو الأساتذة المكلفين بالمراقبة والمكلفين بتدبير المركز، حسبها.

وتابعت بأن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى ما أسمته بـ”إهانة واستفزاز أحد المكلفين بالمراقبة”، بسبب لأنه لم يقف “إجلالا وتعظيما عند دخول المدير الإقليمي لإحدى القاعات”، معبرةً عن إدانتها الشديدة لانتهاك كرامة الأساتذة المكلفين بالمراقبة ومنهم الأستاذ ضحية “السلوك البائد الصادر عن المدير الإقليمي”، وفق البلاغ.

وأكدت النقابات “تضامنها المطلق واللامشروط مع كل المكلفين بالمراقبة والمكلفين بتدبير مراكز الامتحان والذين طالتهم سلوكات المدير الإقليمي اللاتربوية واللامسؤولة واللامهنية”، مطالبة “الأكاديمية الجهوية وعبرها وزارة التربية الوطنية بفتح تحقيق ومحاسبة المدير الإقليمي على خرقه لمضامين دفتر مساطر امتحانات الباكالوريا”.

وشددت على استعدادها “التام لخوض كل الأشكال الاحتجادية التي نراها مناسبة لرد الاعتبار للأطر المكلفة بالمراقبة والأطر المكلفة بتدبير مراكز الامتحان عبر تراب المديرية”، داعيةً الشغيلة التعليمية إلى “تجسيد وقفة احتجاجية أمام المديرية الإقليمية بفاس يوم الإثنين 4 يونيو الجاري، على الساعة الحادية عشرة صباحا، احتجاجا على كل السلوكات اللاتربوية الصادرة عن لمدير الإقليمي بمختلف مراكز الامتحان”.