لنكن واضحين و صريحين، مساعي الدولة لوحدها غير كافية لمحاصرة الفيروس الرهيب وآثاره. مهما قدمت الدولة فلن تقدم أكثر من إمكاناتها المادية واللوجيستية، لذلك الوضع يحتاج إلى باقي الشركاء في الوطن.
رجال الأعمال والتجار الكبار، عبر جمعياتهم ونقاباتهم المهنية، التي تساهم في الحفاظ على مصالحهم عليها أن تقف اليوم وقفة مواطنة، تعبر فيها بصدق عن شعار المقاولة المواطنة. رجال الأعمال بإمكانهم التخلي عن جزء من أرباحهم وأن يعطوا مساهمات مادية لدعم اقتصاد الأزمة الذي بدأت تظهر معالمه، وبدعم القدرات الاستشفائية والصحة ومحاصرة المرض.
السياسيون الذين يعدون المغاربة بغد أفضل عند كل محطة سياسية أو استحقاق انتخابي، فقد حان وقت إبراز قدراتهم في اقتراح الحلول، والانتشار في المجتمع للمساهمة في تأطير المواطنين، وهي فرصة لتجريب جاهزيتهم لزرع الثقة والطمأنينة، و لإعداد مخططات تواصل الأزمة.
دور الأحزاب السياسية ونوابها وأطرها وشبيباتها عليها التجند، إلى جانب جمعيات المجتمع المدني لتأطير وتحسيس وتوعية المواطنين خصوصا في الفضاءات العمرانية الهامشية، حول طريقة تدبير الجانب الصحي وطمأنتهم حول المستقبل.
المهن الحرة بما في ذلك هيئات المحامون والموثقون و المعماريون والأطباء وغيرهم، ينبغي أن يتجندوا جميعا مع مؤسسات الدولة، والتضحية ببعض من جهدهم ووقتهم ومواردهم لفائدة الجماعة المغربية.
الرياضيون والفنانون أيضا مطوقون بواجب الخدمة التطوعية العمومية، في ظل هذا الوباء الخطير. حضورهم وسط الفئات الاجتماعية المتنوعة يعطي مزيدا من الإحساس بالأمان العام ويدعم الثقة الشعبية في مؤسسات الدولة لتجاوز آثار المرض الفتاك.
الجامعيون أساتذة وباحثون، رجال التعليم كلهم مدعوون لمزيد من العطاء والتطوع والتضحية، لفك الضغط عن الدولة في مواجهة الوضع، فالدولة هي الوعاء الحاضن للجميع، وأي انهيار لقدراتها، لا قدر الله، هو انهيار لنا جميعا، فالبلاد تعطي في وقت الرخاء فليعطها الجميع وقت الشدة.
*باحث في العلوم السياسية
تعليقات الزوار ( 0 )