شارك المقال
  • تم النسخ

إقليمُ الحسيمةِ.. المساحةُ الكبيرةُ وضُعف البنيات التّحتية يزيدانِ من معاناة الساكنة

يعاني سكان إقليم الحسيمة، الأمرّين، للحصول على الحاجيات الضرورية للعيش، أو للوصول للخدمات الحيوية مثل الصحة والتعليم، وذلك بسبب المساحة الكبيرة للإقليم، التي تضم 36 جماعة ترابية، وصعوبة الطرق والمسالك التي تربط بينها، إلى جانب عامل الضعف الكبير على مستوى البنية التحتية.

وتبلغ مساحة إقليم الحسيمة، أزيد من حوالي 3550 كيلومتر مربع، أي إنه أكبر من عدة دول، من بينها البحرين، كما أن المسافة الفاصلة بين مركزه وعدد من المناطق النائية، تزيد في أحيانٍ كثيرةٍ عن الـ 120 كيلومتراً، وهو ما يضاعف من معاناةِ الساكنة، لاسيما تلك التي تحاول الوصول إلى الخدمات الصحية.

ويشكو القاطنون بالإقليم، خصوصاً النصف الغربي منه، من بُعد الطريق إلى مدينة الحسيمة، حيث تتركز كلّ الخدمات، وعلى رأسها الصحية، في ظلّ عدم وجودِ أطباء مختصّين في المدن البعيدة، مثل تارجيست وكتامة، والتي يفصل الأولى عن مركز الإقليم ما يزيد عن الـ 70 كيلومتراً، فيما تقع الثانية على بعد حوالي 120 كيلومترا.

وما يزيد من الصعوبات التي تعترض المواطنين، وعورةُ الطرق المؤدية للحسيمة، حيث يربط النصف الغربي من الإقليم، بالمدينة، طريقان “أحلاهما مرّ”، كما قال أحد الساكنة في تصريح لجريدة “بناصا”، يوفر الأول؛ المارّ من جماعات مثل بني عبد الله، بني حذيفة، سيدي بوتميم، تارجيست، كتامة، السبيل الوحيد لأغلب القاطنين من أجل التوجه إلى المستشفى الإقليمي، أو للدراسة.

وسبق للعديد من فعاليات المجتمع المدني، وبغيةَ تخفيف المشاكل التي تعترض المواطنين، أن طالبت بتقريب الخدمات من الساكنة، عبر تنصيب عاملٍ على مدينة تارجيست، وجعلها إقليماً مستقلّاً، يضم المناطق القريبة، مثل جماعة سيدي بوتميم، زرقت، بني بوفراح، كتامة، بني بوشيبت، سيدي بوزينب، بني عمارت، بني بونصار، وغيرها، غير أن الجهة الشمال رفض المقترح.

وترى الفعاليات المدنية، بأنه من شأن قرار جعل تارجيست عمالةً، أن يخفف من معاناة الساكنة، لاسيما في الجانب المتعلق بالخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، حيث سيدفع القرار، العديد من الأطباء الأخصائيين إلى افتتاح عياداتٍ لهم، بالمدينة، كما سيتم إنشاء مصحات خاصة، وهي كلها أمور، تنعدم في النصف الغربي من الإقليم.

وفي السياق ذاته، يقول عبد الحميد، وهو مواطن من مدينة كتامة، إن إقليم الحسيمة “أصعب منطقة للعيش، لأن الطرق وعرةٌ جدّاً، وإن مرض شخص ما في إساكن على سبيل المثال، فلن يستطيع الوصول إلى المستشفى الإقليمي بالحسيمة، إلا وهو جثة هامدة، لأن الوقت الذي سيستغرقه للمدينة يزيد عن الثلاث ساعات، وهي مدة كافية ليقع كلّ شيء”، على حدّ تعبيره.

وتابع المتحدث نفسه في حديثه لـ”بناصا”، بأن هناك إشكالية “نعانيها نحن القاطنون في المناطق البعيدة عن مركز الإقليم، وهي أنه إن مرضنا، ونحن لدينا بطاقة الراميد بالحسيمة، فلابد لنا من التوجه إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بالحسيمة، لأنها لن تقبل في غيره، علماً بأن المسافة التي تفصلنا عن المستشفى الإقليمي بشفشاون أقرب من غيره بحوالي 18 كيلومتراً”.

ومن جهة أخرى، يشير متحدث آخر يدعى عبد الله، لـ”بناصا”، بأن المشاكل التي يعانيها سكان إقليم الحسيمة، “أو بالأخرى سكان النصف الغربي من الإقليم، أكثر من حصرها في شقي التعليم والصحة، لأن الوضع مثلا، في حال أراد أي شخص الوصول إلى الخدمات الأخرى، بمديرية التجهيز والنقل، أو مراكز الاستثمار، أو صناديق الاحتياط الاجتماعي، فعليه السفر لأزيد من 120 كيلومتراً، وباستخدام طرق صعبة جدّاً”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي