Share
  • Link copied

إقصاء المشاريع الناشئة من الصفقات العمومية يثير استياء الشباب بالمغرب

أثار إقصاء مجموعة من المشاريع الناشئة في مختلف جهات المغرب، من الصفقات العمومية، استياء شريحة واسعة من الشباب، الذين اعتبروا بأن هناك تناقضا بين الخطاب الرسمي والواقع المعاش، بالنظر إلى وجود تشجيع على إنشاء المشاريع والتعاونيات من طرف الدولة، مقابل وجود صعوبات بالغة وعراقيل مختلفة على أرضية الميدان.

وكشفت مصادر لجريدة “بناصا”، أن هناك تعاونية للأمن الخاص بمدينة بركان، تقدمت للحصول على أحد المشاريع المعلنة، غير أنها حرمت منه بذريعة أنها لا تملك ترخيصا لذلك، متابعةً أن هذا الترخيص، يتطلب من القائمين عليها، تأسيس شركة، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لتولي أي مشروع.

وتابعت المصادر، أن التعاونية التي تتخذ من حي بوهديلة ببركان، مقرّا لها، وهو حي شبعي، تم إنشائها بهدف “تشغيل اليد العاملة، وهي مكونة حاليا من 5 أشخاص، ضمنهم العنصر النسوي، ومعطلين، وأيضا بطل رياضي مغربي في الملاكمة سبق له أن رفع الراية الوطنية في المحافل الدولية”، مسترسلةً أن فكرة تأسيسها جاءت بغية “محارب البطالة”.

وأشارت مصادر من التعاونية، أن تأسيس الأخيرة جاء بعد تجاوز العديد من المشاكل المادية والمعنوية، “فلمدة 3 أشهر، عانينا فيها الأمرين، وتحملنا مصاريف مهمة علما أن الأعضاء معطلون في الأصل، ومنا من باع بعض لوازمه من أجل اقتناء زي العمل وتجهيزات المقر، في إطار توجيهات عامل الإقليم، الذي وعد بإعطاء الأولوية للتعاونيات المحلية لتولي المشاريع الجديدة بالمدينة”.

واسترسلت، أنه بعدها، قامت التعاونية، بوضع طلب للاستفادة من أحد المشاريع في مجال الحراسة، “وبقينا ننتظر لحوالي 6 أشهر، دون أن نتلقى أي اتصال، في حين جرى التواصل مع تعاونيتين أخريتين تشتغلان في المجلل نفسه، من قبل رئيس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، من أجل توجيههم للحصول على رخصة العمل، وهو ما حص لاحقا، ليتمكنا من إمساك مشروعين في السعيدية وبركان”.

وفي المقابل، تقول المصادر، إن “التعاونية التي أنشئت أقصيت من الأمر، وتركت دون أي توجيه أو اتصال من طرف الجهات المسؤولة، إلى غاية توجه مديرها إلى العمالة للاستفسار عن سبب عدم استفادتها من أي مشروع، ليفاجأ بأنها تحتاح إلى الحصول على رخصة، والرخصة لا تمنح إلا لشركة، وهو الأمر الذي دفع المعنيين إلى تأسيس شركة، وما يتطلب ذلك من تكاليف مالية جديدة”.

وبالإضافة إلى هذا النوع من الإقصاء، سجل عبد الرحيم عنوري، رئيس المكتب الجهوي للرابطة الوطنية للمقاولين الشباب والتنمية المقاولاتية، بالشرق، وجود عدد من العراقيل الأخرى، على رأسها، أن “العديد من الشباب، أنشأوا مقاولات، مثل مقاولات البناء، وأرادوا المشاركة في الصفقات العمومية، إلا أنه يتم رفضهم، بذريعة أنهم لا يتفرون على الشروط”.

وأضاف رئيس المكتب الجهوي للرابطة، أن “هذه الشروط تتوفر فقط في تلك الشركات التي سبق لها أن فازت بالصفقات العمومية، وتولت تنفيذ عدد من المشاريع”، متابعاً أنه سبق لهذا الموضوع أن طرح على رؤساء جماعات، وأخبروا بالإشكالية المطروحة، والتي لا تشجع الشباب على ولوج هذا القطاع، داعياً إلى ضرورة تخصيص نسبة مئوية للصفقات العمومية لفائدة الشباب والشركات الناشئة.

وبدوره شدد، رضوان بولفراح، رئيس المكتب الإقليمي للرابطة ببركان، على ضرورة عمل السلطات على توفير “تكافؤ الفرص، والسماح للجميع بالاشتغال، وضمان المساواة في الوصول إلى الصفقات العمومية والاستفادة من تنفيذها، مع الحرص على ضرورة استفادة المقاولات والتعاونيات الناشئة في كل منطقة، من المشاريع المعلنة بها، بدل أن تأتي مقاولات من مناطق أخرى، وتحضر عمالها للعمل”.

Share
  • Link copied
المقال التالي