قررت شركة سيبرانية إسرائيلية سرية تدعى Quadream، والتي تركز أنشطتها على اختراق الهواتف، وتسمح لعملائها بتحويل الهواتف إلى أجهزة تجسس عن بعد تتعقب مالكيها بدون علمهم، الإغلاق بعد أن فشلت في الحصول على إذن لبيع برامج التجسس لعملائها الجدد (بما في ذلك المغرب).
وقالت صحيفة “هارتس” الإسرائيلية التي نشرت الخبر يومه (الاثنين) أن سبب الإعلاق الرئيسي جاء رداً على رد الفعل العنيف للصفقة السعودية ومنذ تداعياتها مع ذراعها القبرصية، فإن شركة QuaDream عملت تحت إشراف إسرائيلي صارم.
وأضافت القصاصة الإخبارية، أنه لطالما تمتعت شركة NSO الإسرائيلية المطورة لبرنامج التجسس “بيغاسوس” بالنجاح في الغرب، وما زالت تهيمن على السوق الأوروبية، لكنها اكتسبت سمعة سيئة بسبب العمل مع العملاء في أجزاء “أقل ديمقراطية” من العالم من خلال المبيعات التي تدعمها إسرائيل وتدعمها بنشاط كجزء من “الدبلوماسية الإلكترونية” لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وأوضحت الصحيفة، أن شركة Quadream، كانت غير قادرة على التنافس مع NSO داخل الاتحاد الأوروبي، والاعتماد على سياسة الأسلحة الرقمية لنتنياهو، حيث ركزت جهود شركة QuaDream مبيعاتها على وكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون في آسيا وإفريقيا والعالم العربي، أي البلدان التي لا تستطيع تطوير برامج التجسس الخاصة بها أو تلك التي فشلت لتأمين صفقة مع NSO.
وعلى مدار العامين الماضيين، أجرت شركة QuaDream محادثات مع أربع دول على الأقل، حيث نالت المحادثات في البداية مباركة إسرائيل، إذ يتطلب تقديم برامج تجسس متقدمة إلى دول أجنبية تصريحًا، لكن الصفقات النهائية لم تفعل ذلك.
وذكرت الصحيفة ذاتها، أن أكبر الصفقات كانت مع المغرب، وبحسب ما ورد بدأت المحادثات في غشت 2021 مع المملكة، التي قامت باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل كجزء من اتفاقيات إبراهيم، لكن إسرائيل منعتها من استيراد التكنولوجيا الإلكترونية بعد أن أشارت تقارير إلى أنها أساءت استخدام نظام “بيغاسوس” لاستهداف كبار المسؤولين في أوروبا، بما في ذلك في فرنسا وإسبانيا.
وأثارت الادعاءات والمزاعم بأن المشغلين المغاربة استخدموا برنامج “بيغاسوس” لمحاولة استهداف هاتف مرتبط بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ما تسبب في أزمة دبلوماسية صغيرة بين تل أبيب وباريس، حيث قام وزير الدفاع آنذاك بيني غانتس بزيارة فرنسا لمحاولة تهدئة مخاوفهم.
وبحسب المصادر الصحيفة ذاتها، فقد فشلت شركة NSO في الحصول على إذن لتجديد عقدها مع المغرب، وشرعت شركة QuaDream في محادثاتها مع المغرب في وقت سابق.
ووسط نقاش عالمي أوسع حول برامج التجسس هذه وكيفية تنظيم مبيعاتها، أشارت الصحيفة العبرية إلى أن قرار إغلاق QuaDream كان مدفوعًا بقرار من إسرائيل في خريف عام 2021 بسحب صناعة الأسلحة الإلكترونية المحلية بشكل كبير.
واتخذت إسرائيل هذه الخطوة بعد الكشف عن مشروع “بيغاسوس” لأنشطة NSO، وكذلك في أعقاب الغضب الأمريكي من إساءة استخدام برامج التجسس الخاصة بها، تضيف الصحيفة.
وفي نونبر2021، تم الكشف عن أن عميلاً في إفريقيا قد استخدم “بيغاسوس” للتجسس على مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية، ونتيجة لذلك، أدرجت الولايات المتحدة شركتين إسرائيليتين على القائمة السوداء، من بينها “كانديرو” و”إن إس أو”، وكان الأخير يواجه بالفعل دعاوى قانونية من قبل شركات عالمية نظير Apple و Meta، مالك WhatsApp، لاستخدام تطبيق المراسلة لإصابة الأجهزة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن إسرائيل قامت بتغيير الوجهة وخفضت بشكل كبير قائمة الدول التي سُمح لها بمبيعات التقنيات السيبرانية الهجومية من حوالي 100 إلى ما يزيد قليلاً عن 35، معظمها “ديمقراطيات غربية”، وأدت هذه الخطوة إلى تدهور الصناعة المحلية وإلى إغلاق عدد من الشركات.
ورجحت المصادر ذاتها، أن شركة QuaDream لم تعد تستفيد من جبهتها القبرصية وتستثمر بشكل كبير في المحادثات مع أربع دول غير غربية، حيث فشلت في الحصول على إذن لتجديد العديد من عقودها الحالية وفقدت الأمل في الحصول على الموافقة على أي من صفقاتها الجديدة.
واستثمرت الشركة بكثافة في تطوير ما أطلقت عليه اسم “أشكال جديدة” من برامج التجسس، لكنها إما فشلت في الوصول إلى منتج فعال أو الحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل لبيع ما يمكن اعتباره تقنية حساسة للغاية.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من عودة نتنياهو إلى السلطة والتخفيف المتوقع من قبضة إسرائيل التنظيمية، قررت إدارة QuaDream خفض خسائرها تمامًا عندما نشر Citizen Lab و Microsoft تقريرًا يكشف عن أنشطتها.
تعليقات الزوار ( 0 )