شارك المقال
  • تم النسخ

إعلان البوليساريو عن “إسكات البنادق” يُخرج ورطة الجبهة والجزائر إلى الواجهة

أخرج إعلان إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية، عن استعداده للالتزام بقرارات القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي على رأسها “إسكات البنادق”، خلال اجتماع لجنة السلم والأمن الإفريقية، الورطة التي وقعت فيها جماعة الرابوني وصانعتها الجزائر، منذ قرار قطع معبر الكركارات الحدودي، شهر أكتوبر من السنة الماضية.

وقال غالي خلال الاجتماع المذكور، إن البوليساريو تدعو إلى التعجيل بجملة قرارات القمة الأخيرة للاتحاد الإفريقي، “بما فيها قرار القمة الاستثنائية حول إسكات البنادق، ديسمبر 2020″، مشدداً على أن الجبهة “تبلغ الاتحاد الإفريقي عن استعدادها التام لتطبيق هذا القرار”، علماً أن الجبهة، كانت الطرف الذي أعلن حمل السلاح ضد المغرب منتصف شهر نوفمبر الماضي.

وأضاف غالي فيما يشبه الاستنجاد بالاتحاد الإفريقي، بعد أن دخل في طريق اتضح لاحقا أنه لم يكن على دراية بمنعرجاتها، بعد الانتصارات الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب، بأن على المنظمة القارية المساهمة الفعالة في “إحلال السلام”، بين ما يسميه بـ”الجمهورية الصحراوية”، وجارتها “المملكة المغربية”، على حد تعبيره.

وتعليقاً على الموضوع، قال الفاضل ابريكة، الناشط الحقوقي والمعتقل السياسي السابق في سجون البوليساريو، والذي توقع في تصريح سابق له لـ”بناصا”، بأن الجبهة تتجه إلى إعلان وقف إطلاق النار في الـ 9 من مارس الجاري (أي أمس)، بسبب الورطة التي وقعت فيها بعد دخولها فيما أسمته بـ”الحرب”، ووقوع أزمة غير معلنة، بينها وبين جنرالات الجزائر، إن غالي أعلن نهاية “المسحرية الركيكة”.

وذكّر ابريكة إلى ما سبق وقاله، بشأن أن الجزار استدعت غالي ووجهت له أوامر بتوقيف مسرحيته الركيكة، متسائلاً: “ماذا جنينا من الحرب منذ 13/11/2020؟ هل الأمم المتحدة اعتبرتها حرباً؟ أين مبعوثها؟ أين مهزلة الكركارات وسد الثغرة كما يزعم غالي وقيادة الرابون؟ هل الجزائر وإفريقيا من ورائها لو افترضنا جدلاً بأنها خلف قيادة البوليساريو ستواجه اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء؟”.

وأردف: “أيها الشباب الصحراوي المُضلّل، ماذا ستقول اليوم لغالي الذي أسكت البنادق؟ أيتها الصحراويات خذن العبرة من التاريخ”، مسترسلاً: “نحن اليوم أما نهاية فصل الكذب والتضليل والدجل، قيادة البوليساريو غير قادرة على الحرب، والجزائر تعيش أحلك أيامها، حراك جماهيري متصاعد سيرمي برموز الفساد إلى مزبلة التاريخ لتعود لموقعها الطبيعي كمكون وكدولة فاعلة بالمغرب العربي”.

وتابع ابريكة: “أيها الصحراويون الذين كانوا يراهنون على اندلاع حرب التحرير الثانية، وللمزغردات الراقصات وللذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بأن التحرير على الأبواب، أين أنتم اليوم؟ ألم أقل لكم بأن إعلان قيادة الرابون التنصل من اتفاقيات وقف إطلاق النار ولبسها الهندام العسكري والخطب الحماسية وضعها في ورطة أمام العالم؟”.

واسترسل الناشط الحقوقي، الذي سبق واعتقلته جبهة البوليساريو بسبب فضحه للانتهاكات الحقوقية التي ترتكبها جماعة الرابوني، في التدوينة نفسها: “ألم أقل لكم أن كل ذلك مناورة خبيثة لامتصاص غضب الشباب المنتفض ضدها لإطالة مأساتكم؟ أيها الصحراويون، إن إجرام غالي وعصابته سيكتب التاريخ بأنه مرّ من هنا”، حسبه.

وكانت البوليساريو، قد وضعت نفسها في ورطة غير مسبوقةٍ، بعدما أعلنت عن الخروج من اتفاق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الأعمال المسلحة، ليكون ردّ المجتمع الدولي صادماً، بعدما قررت عشرات الدول الاصطفاف مع المغرب، لتبقى الجزائر وجنوب إفريقيا، الوحيدتين بجانب الجبهة.

وبالرغم من الدعم الإعلامي الذي وفرته الجزائر للبوليساريو، من أجل إقناع العالم بأن هناك حرباً تستوجب تدخلاً أممياً عاجلا، إلا أنهما لم يتمكنا من تحقيق مبتغاهما، حيث ظلت كلّ المزاعم التي روّجاها حبيسة المواقع الافتراضية، دون أن تلتفت إليها الأمم المتحدة، التي أكدت أن المنطقة هادئة، نافيةً بشكل ضمني وجود أي نزاع مسلح فيها.

يشار إلى أن استمرار الانتصارات الدبلوماسية للمغرب، آخرها افتتاح قنصلية جديدة للمملكة الأردنية على أراضي الأقاليم الجنوبية للبلاد، مقابل انكشاف البوليساريو، التي لجأت إلى التحريض على قتل كلّ معارضيها داخل المخيمات وخارجهم، جعل الجزائر، المُحرك الفعلي للانفصاليين، تأمر إعلان وقف إطلاق النار والانخراط في مسلسل “إسكات البنادق”، الذي أطلقه الاتحاد الإفريقي مؤخراً.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي