Share
  • Link copied

“إض النّاير” 2972.. ما الذي تعرفه على رأس السنة الأمازيغية الجديدة؟

يِنّاير هو اليوم الأول من السنة الأمازيغية للبربر في شمال أفريقيا، ويقابل يوم 13 من يناير في التقويم اليوليوسي (الذي تم إنشاؤه في العام الـ45 قبل الميلاد من قبل الإمبراطور جوليوس قيصر)، وتعتمد السنة الأمازيغية على التقويم الزراعي الذي يُستخدم في الأصل لتنظيم العمل الزراعي الموسمي.

ووفقًا لهذا التقويم، فإن السنة الجديدة تبدأ في 13 يناير/كانون الثاني، حيث يبدأ الانتقال إلى مناخ أكثر اعتدالًا ويتم الاحتفال به في 12 يناير (أي قبل بدء السنة الأمازيغية بيوم) في منطقة شمال أفريقيا حيث تصبح الأرض مثمرة وأكثر خصوبة.

فرعون أمازيغي

يعود الاحتفال بالعام الجديد إلى عام 951 قبل الميلاد من التقويم الغريغوري حيث يقابل حدثاً سياسياً ذا أهمية لا توصف بالنسبة للأمازيغ، ففي أصل هذا التاريخ الرمزي يقبع تقاليد الأجداد وحلم رجل.

تمثالان لشيشنق الأول (950 – 929 ق.م): الفرعون المصري الذي سطّر بعد تربعه على العرش بداية التأريخ للتقويم الأمازيغي

ففي هذا العام سيثبت الأمازيغ أنفسهم تدريجيا ويؤثّرون على ملوك فرعون، ففي عام 950 ق.م عند وفاة الفرعون بسوسمان الثاني، حصل أمازيغي اسمه شيشنق على وضع فرعون في مصر وكذا كهنوت مصر العالي. وفي عهده أسس عاصمته في بوباستيس (Bubastis) وهي واحدة من أكبر المدن القديمة في مصر، فجمع شمل مصر ثم غزا فلسطين للاستيلاء على الذهب.

حكم شيشنق منطقة تمتد من الجزء الشرقي لليبيا حاليا إلى دلتا النيل، وأصبح ملكا على مصر كفرعون من 950 وحتى 929 قبل الميلاد، وقد اعتمد الأمازيغ هذا الحدث لبدء تقويمهم.

حقوق الأمازيغ

ينتشر الأمازيغ في شمال القارة الأفريقية من المغرب غربا إلى مصر شرقا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى نهر النيجر جنوبا، ويتوزعون في المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا، وبالإضافة إلى الشمال يعيش ملايين من الأمازيغ في أوروبا.

يواصل البربر على مر السنين محاولة اكتساب المزيد من الحقوق والمطالبة باعتراف أكبر بهويتهم، خاصة في البلدان المغاربية وفي الصحراء حيث يوجد العديد منهم. فهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا، ووجودهم هناك سبق وجود العرب والإسلام وسبقت لغتهم وثقافتهم الفتوحات الإسلامية لشمال أفريقيا في القرن السابع الميلادي.

يُطلق عليهم الأمازيغ وتعني “الإنسان الحر”، ويعتقد كثير من سكان شمال أفريقيا أنه نظرا للجذور الأمازيغية العميقة لبلدانهم، يجب أن تكون يِنّاير يوم عطلة رسمية.

في الجزائر

هناك أكثر من 13 مليون أمازيغي في الجزائر يمثلون نحو ثلث مجموع السكان، واليوم تعترف الجزائر برأس السنة الأمازيغية حيث أعلنت أن يوم 12 يناير عطلة رسمية في البلاد لأول مرة في العام 2018.

يتركز معظم السكان الأمازيغ في منطقة القبائل شرقي الجزائر العاصمة، كما يوجد الأمازيغ في الوسط والشرق والجنوب، وأصبحت اللغة الأمازيغية اللغة الرسمية الثانية مع اللغة العربية في دستور 2016.

في المغرب

يوجد في المغرب ثمانية ملايين أمازيغي وأكثر من 33 مليون شخص يتحدث إحدى اللهجات البربرية الرئيسية الثلاث في البلاد: تاريفيت وتامازيغت وتاشلحيت. وتدعو أصوات أمازيغية عديدة إلى عطلة رسمية في يوم رأس السنة الأمازيغية في المملكة على منوال الجزائر.

وفي ذلك يعتمد النشطاء الأمازيغ على اعتراف الدستور المغربي الجديد (2011) بلغتهم كلغة رسمية إلى جانب اللغة العربية. ومن أبرز نتائج هذا الاعتراف ظهور أبجدية تيفيناغ في المباني العامة، بالإضافة إلى العربية والفرنسية.

ومنذ عام 2010 كُرست قناة تلفزيونية عمومية مغربية تدعى “تامازيغت” لتعزيز الثقافة الأمازيغية. ويخطط مشروع قانون قيد الدراسة حاليا من قبل الحكومة المغربية لتنويع تعلم اللغة في المدارس، بما في ذلك تعميم اللغة الأمازيغية.

في ليبيا

يَعتبر الأمازيغ أنفسهم مهمشين في ليبيا، فقد اضطهدوا في ظل دكتاتورية الزعيم الليبي معمر القذافي الذي نفى وجودهم، واليوم يدعون إلى إضفاء الطابع الرسمي على لغتهم مثل اللغة العربية، وحصولهم على التمثيل العادل في البرلمان إذ يمثلون 10٪ من السكان ويعيشون بشكل خاص في الجبال غرب طرابلس أو في الصحراء الجنوبية.

ومنذ سقوط نظام القذافي في 2011 أصبحت مطالبهم أكثر إلحاحا، والعلم الأمازيغي يطفو على جميع المباني العامة بجوار العلم الليبي، وغالبا ما يطفو وحده في مناطقهم الخاصة، كما ظهرت كتب مدرسية باللغة الأمازيغية، على الرغم من أنها غير معتمدة من قبل وزارة التعليم.

في تونس

الوزن الديمغرافي للأمازيغيين في تونس غير معروف، ويحظر هناك إجراء أي إحصاء على أساس الإثنية أو اللغة، كما يحظر إجراء إحصاء خاص بالمناطق الجنوبية، ويقيم غالبية الأمازيغ في تونس العاصمة وذلك بسبب الهجرة الجماعية.

يِنّاير في الشتات

اليوم تمتلك السنة الأمازيغية الجديدة بعدا دوليا، لأنه يُحتفل بها في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا (جزر الكناري)، فالمحتفون بها يعتبرونها رمزا للسلام والسخاء والأمل والتضامن والصداقة بين الشعوب وأكثر من مجرد تاريخ، فهي بالنسبة لهم رمز وتقاليد وتاريخ وهوية ومعلم وذاكرة للأمازيغ والشعب المغاربي بشكل عام.

المصدر: الجزيرة

Share
  • Link copied
المقال التالي