Share
  • Link copied

إسرائيل تتجسس على الصحفيين والسياسيين المؤيدين لفلسطين

تعود إسرائيل إلى ممارسة عادتها التي لا تتخلى عنها وهي التجسس على العالم وهذه المرة، وفق معلومات دقيقة حصلت عليها “القدس العربي”، استهدفت ببرنامج جديد اسمه “باراغون” صحافيين ونشطاء غربيين أساسا في الولايات المتحدة الذين يكتبون حول القضية الفلسطينية. وهذا يحيل على وقوف الكيان الإسرائيلي رسميا وراء عملية التجسس المختلفة عن بيغاسوس.

وكبرت عائلة بيغاسوس ببرامج أخرى، وآخر مولود هو برنامج باراغون للتجسس المعروف كذلك باسم Graphite وله قدرات مماثلة لبرنامج بيغاسوس، هذا الأخير الذي تسبب في فضيحة عالمية صيف 2021. وبمجرد إصابة الهاتف بـ Graphite، يكون لدى مشغل برنامج التجسس إمكانية الوصول الكامل إلى مضمون الهاتف خاصة إذا لم تكن فيه محفظات مشفرة، بما في ذلك القدرة على قراءة الرسائل المرسلة من خلال التطبيقات المشفرة مثل واتساب وسينيال، لكنه حتى الآن لا يستطيع الاستماع إلى المكالمات.

ويبقى المثير أنه للمرة الثانية، لم تنجح واتساب في تحديد هوية الجهات التي طلبت الهجمات على أرقام الهاتف، لكن الأمر يتعلق بجهات حكومية، أي استخبارات دول. وبدون شك، ستلجأ واتساب إلى القضاء كما لجأت ضد بيغاسوس. وجرى رصد البرنامج الجديد للتجسس خلال شهر ديسمبر الماضي.

ووفق المعطيات التي حصلت عليها “القدس العربي” من مصادر على إطلاع جدا بالملف أن العملية استهدفت صحافيين وحقوقيين وسياسيين مدافعين أو يكتبون عن القضية الفلسطينية في الغرب وخاصة العالم الأنجلوسكسوني. واتصلت واتساب بحوالي 90 من المتضررين الغربيين ومنهم قلة قليلة من أصول عربية يعيشون في الغرب وأخبرتهم بتعرض هواتفهم للتسلسل من طرف جهات حكومية أجنبية.

ويتسلسل البرنامج الجديد باراغون إلى الهواتف وفق تقنية مشابهة لبيغاسوس، حيث يعتقد أن الذين صمموا هذا البرنامج هم الذين يقفون وراء تصميم البرنامج الجديد، ويمكنه الحصول على ما هو مسجل في الهاتف خاصة تبادل الرسائل وبعض الوثائق، ولكنه لا يستطيع حتى الآن الاستماع إلى المكالمات خاصة في برنامج سينيال.

وتؤكد الجهات العلمية المذكورة لـ”القدس العربي” أن الطريقة الفعالة حتى الآن تتجلى في عدم الاحتفاظ بالبيانات المهمة في الهاتف، ثم إعادة تثبيت برنامج التشغيل مثل أندرويد مرة في الشهر على الأقل، وأساسا استعمال تطبيقات VPN “الشبكة الافتراضية الخاصة” التي توفر تشفيرا عسكريا مثل بروتون في بي إن أو مولفاد في بي إن.

ومن شأن استمرار تجسس إسرائيل على الصحافيين والنشطاء السياسيين في الغرب ومنهم عرب دفعهم إلى استعمال برامج غير غربية مثل “تليغرام” الروسي الذي أصبح منتشرا جدا، وتطبيقات صينية مثل ويشات، الأمر الذي لا تنصح به الدوائر الغربية خوفا من التجسس المضاد.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد صنفت بيغاسوس ضمن اللائحة السوداء، لسببين، الأول تفويتها تكنولوجيا متقدمة لدول غير غربية، ثم أن تصرفاتها دفعت بالعديد من السياسيين الغربيين إلى استعمال تليغرام الروسي.

وتفاجأت إسرائيل من حجم التضامن الغربي مع فلسطين على مستوى الجامعات ووسائل الإعلام وفي أوساط المثقفين، واعتبرتهم خطرا حقيقيا لأنهم ينتجون أفكار ومواقف تؤثر في الرأي العام مما يضعف التعاطف التاريخي مع الكيان. ولهذا، أصبح التجسس عليهم أولويتها القصوى للحد مما تعتبرهم خطورة كبيرة عليهم.

ومن ضمن أولويات إسرائيل بعد طوفان الأقصى هو الحد من محاكمات مواطنيها خاصة الجنود في الخارج، ثم تقليص تعاطف الرأي العام الغربي من مثقفين وطلاب وإعلاميين مع القضية الفلسطينية.

Share
  • Link copied
المقال التالي