شارك المقال
  • تم النسخ

إسبان يطالبون سانشيز بالانحياز للمغرب ضد الجزائر.. ويحذرون من “السيناريو القاتم”

طالب عدد من الإسبان، حكومة بيدرو سانشيز، بالانحياز للغرب، ومعه المغرب، ضد الجزائر، خصوصاً أن الأخير حاولت جر المملكة الإيبيرية إلى نزاع يفترض أنها بعيدة عنه، حين دعتها لقبول دخول إبراهيم غالي، زعيم البوليساريو، للاستشفاء، تحت الضغط باستعمال ورقة “الغاز”.

وكشفت جريدة “libertaddigital”، أن إسبانيا، التي لم تتمكن، إلى غاية اليوم، من الخروج من الأزمة الدبلوماسية مع الرباط، تعيش أحد أكبر التحديات في العقود الماضية، بسبب التوتر الحاد الذي تشدها العلاقات المغربية الجزائرية، وتداعياتها المباشرة على الوضع في مدريد، خصوصا بعد أن قررت سلطات “قصر المرادية”، توقيف نقل الغاز عبر الأنبوب المغاربي إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.

وأضافت في تقرير تحت عنوان: “ماذا نفعل في مواجهة الأزمة المتصاعدة بين المغرب والجزائر؟”، إن حكومة بيدرو سانشيز، أطلقت رسائل ضعّفت بشكل كبير تحالفها مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تعول عليها لمراقبة مضيق جبل طارق، منذ سنة 1953، وكانت حليفتها الرئيسية في المنطقة.

وتابعت أن نقطة التحول في هذا الأمر، حدثت قبل سنتين، حين أطلق المغرب برنامجا طموحا لتحديث أسلحته، من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث ضاعفت الرباط قدراتها العسكرية ثلاث مرات في السنوات العشر الماضية في مجالات مثل البحرية، والقوات الجوية وقدرة التنقل، والدفاع الجوي والمدرعات، إلى جانب تحديث البنية التحتية، بما في ذلك قاعدة جديد قريبة من مليلية.

مقابل ذلك، تضيف الجريدة، لم تتخلف جارتها عن الركب، وبدعم روسي كبير، عملت على الاستحواذ على الغواصات والطائرات المقاتلة والعربات المدرعة والمدفعية، مسترسلةً أنه مع ذلك، كانت هناك في السنة الماضية سلسلة الأحداث التي غيرت بشكل كبير في غرب البحر الأبيض المتوسط، والتي كانت إسبانيا، هي الحارس الرئيسي له، والقوة المسلحة منذ احتلال بيدرو دي إستوبينان لمليلية سنة 1497.

ونبهت الجريدة إلى أنه في الوقت الذي عمقت فيه المغرب علاقاته مع إسرائيل، وأبرمت اتفاقيات عسكرية مع تل أبيب، اتجهت الجزائر إلى إيران، التي اعتبرتها حليفها الاستراتيجي القريب من روسيا، والبعيد عن الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من تاريخ طهران الذي عملت فيه على تمويل الجماعات الإرهابية في الجزائر، ثمانينيات القرن الماضي.

في ظل هذا الوضع، تتساءل الصحيفة “كيف يؤثر كل هذا علينا؟”، مردفةً: “قد يعتقد أي كائن فضائي يصل الآن إلى الأرض، أن إسبانيا تنحاز إلى إيران أو الجزائر أو روسيا أو الصين، في ظل تدهور العلاقات مع المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن المغرب الآن هو حليف واشنطن الرئيسي الحالي في المنطقة”.

واسترسلت أن ضمان الغاز، كان على إسبانيا أن تقبل استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، الأمر الذي تسبب في تحطيم العلاقات مع المغرب، مضيفةً أن هذا الأمر لم يكن سوى مناورة من الجزائر، لإشراك إسبانيا في مواجهتها ضد المغرب، مشددةً: “باختصار، نحن ننزلق بشكل خطير إلى صراع يجب أن نبتعد عنه لولا أن الجزائر حاصرتنا بالغاز”.

وذكرت أن ضعف إسبانيا العسكري في مواجهة جيرانها، وبُعد الولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا ألمانيا في الوقت الراهن، في ضوء التصرحات البراغماتية الأخيرة للحكومة الجديدة التي تدعم المغرب في مزاعمها بشأن الصحراء؛ مع الصراعات المستمرة مع المغرب دون حل، مع فقدان التفوق العسكري والاعتماد على الغاز من الجزائر، يجعل مدريد تواجه سيناريو قاتماً.

وأبرزت أنه إن قامت الجزائر بتثبين أنظمة “إس 400″، وتأكد التقارب الإيراني، بما يتجاوز الكلمات، فسيكون لدينا صراع كبير على حدودنا، وتهديدا مباشراً لأمننا، متابعةً: “دعونا لا ننسى أن الجزائر تبعد 180 كيلومترا عن كابو دي غاتا، وأننا لا نمتلك البنية التحتية لاستبدال الغاز الجزائري في المديين القصير والمتوسط”.

وشددت على أن المشكلة الأساسية بالنسبة لإسبانيا، هي أنه عليها الانحياز إلى حلفائها الغربيين التقليديين، وأن تحافظ على علاقة ممتازة مع المغرب، الذي تتشارك معه العديد من المصالح، وفي الوقت الراهن أكثر، وأن تحل النزاعات، وألا تنحاز لجبهة البوليساريو بقيادة الجزائر وطهران في صراعها مع الرباط،لأنها سترتكب خطأ فادحا فحسب، بل ستحكم على شعبها بحياة لا تطاق.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي