تزايدت معدلات الهجرة غير النظامية، السنة الماضية في إسبانيا بنسبة 30 في المائة، لتحتل بذلك مدريد المرتبة الأولى كبوابة رئيسية لأوروبا، متقدمة على كل من إيطاليا واليونان.
وكشفت صحيفة “لافانجوارديا” الإسبانيَّة، أمس (الجمعة)، أن هذه البيانات كانت بمثابة “ماء بارد” لوزارة الداخلية، التي كان من دواعي سرورها العام الماضي أن خفضت المدخلات غير النظامية بنسبة 50٪ مقارنة بسنة 2018، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ضبط الحدود البرية بالتعاون مع المغرب.
وأشارت الصحيفة، إلى أن بيانات سنة 2020 التي تم توحيدها هذا الأسبوع من قبل الوزارة برئاسة فرناندو غراندي مارلاسكا، تعكس إعادة تنشيط واضحة لطريق جزر الكناري بعد الضغط الكبير على الحدود في البحر الأبيض المتوسط.
وأضاف المصدر ذاته، أنه من بين 41861 مهاجراً غير نظامي وصلوا إلى إسبانيا العام الماضي، عبر 40106 عن طريق البحر. وعلى وجه التحديد، وصل 23023 إلى سواحل جزر الكناري، أي بزيادة 756٪ عن العام السابق.
وشددت الصحيفة، على أن أرخبيل الكناري لم يشهد مثل هذه الكثافة من القوارب على شواطئه منذ سنة 2006، حيث وصل أكثر من 31000 شخص فيما عُرف آنذاك بـ”أزمة كايوكو”.
وأضافت، أنه في سنة 2020، انخفض عدد المهاجرين الذين عبروا حدود سبتة ومليلية بشكل غير قانوني بنسبة 72٪، وتتناقض هذه الأرقام مع عدد الوافدين إلى سبتة ومليلية خلال نفس الفترة الزمنية.
وأوضحت الصحيفة، أنه إذا كان 6,346 شخصاً قد عبروا الحدود البرية إلى الحدود الاقتصادية في عام 2019، فإن 1,755 مهاجراً، قاموا بذلك سنة 2020، أي بانخفاض قدره 72.3.
وأبرز المصدر ذاته، أن طريق جزر الكناري شهد تدفقات في الهجرة بحجم أكبر أو أقل لسنوات، ولتوضيح ذلك، يكفي إلقاء نظرة على أرقام السنوات السابقة، حيث شهدت سنة 2018 أزيد من 2168 وافد غير نظامي، وفي سنة 2016، شهد 600 وافد، وفي 2012 عرف الطريق عبور 173 مهاجر، معظمهم من أصل مغاربي يليهم المهاجرون من مالي والسنغال.
ويشرح تقرير “لافانجوارديا”، نقلا عن اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين أنه “عندما يتم إغلاق أحد الطرق، يتم فتح طريق آخر، ويجب أن يؤخذ ذلك في الاعتبار من قبل مديري سياسات الهجرة”.
وأضافت اللجنة، أن “عمليات المغادرة أصبحت أكثر صعوبة وأكثر تكلفة وخطورة، وباختصار، يتم التحقق من أنه عندما تكون الحدود محمية، فإنه يتم فتح طريق أكثر خطورة”.
وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن إسبانيا تجاوزت، وفقا لبيانات الأمم المتحدة، إيطاليا في عدد الوافدين غير النظامية في البلاد في العام الماضي بنسبة (34,133) مقارنة مع اليونان (15,533)، التي كانت في عام 2019 البوابة الرئيسية في أوروبا بمقدار 59,726 مهاجر عن طريق البحر.
وأوضحت مصادر الصحيفة، أنه عندما أغلق الطريق اليوناني، انتقل ضغط الهجرة إلى إيطاليا ثم إلى إسبانيا، وهو ما حدث بين سبتة ومليلية وجزر الكناري، حيث ينتظر 7,000 مهاجر في فنادق الجزر في ستة مخيمات أعدتها الحكومة المركزية بعد دجنبر الذي أدى إلى نوع من الهدنة.
تعليقات الزوار ( 0 )