Share
  • Link copied

إسبانيا تبدي مخاوفها من دخول المغرب مرحلة صناعة مروحيات الـ”أباتشي” الأكثر فتكا في العالم

أبانت مجموعة من الاستطلاعات والتقارير على مدى الخمس سنوات الأخيرة، عن المخاوف الكبيرة التي يبديها الإسبان من التسلّح المغربي والخطوات التي تشهدها المملكة نحو الاستقلالية العسكرية من خلال تصنيع المعدات العسكرية باعتباره خيارا مغربيا إستراتيجيا يهدف إلى التحول إلى قطب صناعي وتصدير السلاح إلى الخارج.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة La Razon الإسبانية في تقرير لها اليوم (الجمعة) إنه ورغم أن الهدف ليس الهجوم على إسبانيا، إلا أن هذا التسليح يشكل ضغطا على إسبانيا، خاصة بسبب موقعها الجغرافي الذي يضعها بين المغرب والجزائر، وهما دولتان لهما مصالح كثيرة على المحك.

وأوضحت الصحيفة الإيبيرية، أن مقاطعات إشبيلية، قادس، هويلفا، قرطبة، جيان، ألميريا أو غرناطة، جنوب بطليوس، جزء من مورسيا، جزر الكناري أو حتى جزء من ألغارف البرتغالية وجبل طارق، بالإضافة إلى المدينتين المتمتعتين بالحكم الذاتي، تقع ضمن حدود المنطقة، وأن أنظمة “أتاكمز” (ATACMS)، أحد الصواريخ الباليستية التكتيكية أرض-أرض بعيدة المغربية تمثل تهديدا لإسبانيا.

وأضافت، أن الرباط أطلقت المنطقة العسكرية الثالثة للمغرب العام الماضي، ومقرها الحسيمة، على بعد أقل من 90 كيلومترا من مدينة مليلية، وهدفها الأساسي هو مواجهة الهجرة غير الشرعية والتهريب.

وتخطط القوات المسلحة الملكية، حسب المصادر ذاتها، لبناء قاعدة عسكرية جديدة في نفس المنطقة الشمالية، بالقرب من الحسيمة، بهدف إيواء مختلف الوحدات وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة الملكية، مثل باتريوت.

مخاوف إسبانيا من صناعة “الأباتشي” فوق التراب المغربي

وشرعت شركة بوينغ في بناء أول مروحيات أباتشي AH-64E، وهي واحدة من أكثر المروحيات فتكا في العالم، من إجمالي 24 طائرة اشتراها المغرب لقواته الجوية الملكية، ويتم تصنيع هذه الوحدة الأولى في مصنع الشركة الأمريكية في ميسا (أريزونا) ومن المتوقع أن يتم تسليمها في نهاية عام 2024.

وتم توقيع اتفاقية الشراء بين الولايات المتحدة والدولة المغاربية عام 2020، مما سيجعلها الدولة السابعة عشرة في العالم التي تمتلك هذه الطائرة المقاتلة المتقدمة، وأكدت كريستينا أوباه، نائبة رئيس برامج المروحيات الهجومية في شركة بوينغ ميسا، على الأهمية الاستراتيجية لهذه المروحيات بالنسبة للمغرب، وذكرت أنها “ستعمل على تعزيز قواته الدفاعية في السنوات المقبلة، باعتبارها المروحية الهجومية الأكثر تطورا وثباتا في المغرب”.

وتجري الاستعدادات حاليًا في قاعدة خريبكة العسكرية لاستضافة أسراب الأباتشي، والتي سيتم تسليحها بصواريخ جو-أرض من طراز Lockheed Martin AGM-114L/R Hellfire، ومجموعات الصواريخ الموجهة بالليزر من (BAE Systems Advanced Precision Kill (APKWS.

كما تم تزويد المغرب بأكثر من 5000 صاروخ 70 ملم وصواريخ جو-جو من طراز Raytheon AIM-92H Stinger، بموجب عقد الشراء المبرم بين البلدين، وتم أيضًا تضمين الإجراءات الدفاعية المضادة، بالإضافة إلى فريق بدون طيار 2 (MUMT-2) للتحكم على متن المركبات الجوية بدون طيار (UAVs).

وستحل هذه الأجهزة محل مروحيات Aérospatiale SA342L Gazelle الـ 24 التي تعمل حاليًا في دور الهجوم الخفيف والتي تم الحصول عليها في عام 1978، قبل 45 عامًا، مما يتطلب استبدالها بسرعة.

ويأتي هذا الشراء من قبل المغرب في إطار برنامج أوسع لشراء المعدات، تعمل المملكة على تجديد قدراتها في مجال الطيران القتالي، كما حصلت أيضًا على أحدث طراز من طراز Lockheed Martin F-16 Block 70/72 Fighting Falcon لتحل محل طائرة Mirage F1 التي تلقتها في عام 1978 وطائرة Northrop F-5E/F Tiger II التي تلقتها في عام 1980.

واشترى المغرب النسخة الأكثر تقدما من أباتشي، AH64E، والتي تقدم تحسينات مهمة مقارنة بأسلافها وتثير توقعات كبيرة، وهي طائرة قادرة على كشف 256 هدفًا محتملاً في وقت واحد يصل مداه إلى 16 كيلومترًا وتتحرك بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة.

وتتضمن ما يصل إلى 16 صاروخًا من طراز Hellfire موجهة بالليزر لتدمير الدبابات، ويمكنها أيضًا حمل ما يصل إلى 76 صاروخًا ضد أهداف غير مدرعة، كما تحتوي الطائرة على مدفع قوي بمقدمة 30 ملم قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة.

وفي تحليلها للنموذج، سلطت مجلة Popular Mechanics الضوء على بعض التطورات في طائرة أباتشي الجديدة: “تتكون عيون المروحية الهجومية من ثلاث عجائب إلكترونية يمكن أن تكون مستوحاة مباشرة من فيلم حرب النجوم: نظام التوجيه والملاحة رؤية ليلية مارتن ماريتا TADS/PNVS، ومنظار هانيويل المثبت على خوذة النهار/الليل، ومنظار تتبع الهدف ليلاً/نهارًا المثبت على صاري ماكدونيل دوغلاس/بيل.

وبحسب شركة بوينغ، فإن المروحية مزودة بهندسة أنظمة مفتوحة تتضمن أحدث أنظمة الاتصالات والملاحة وأجهزة الاستشعار وأنظمة الأسلحة، بالإضافة إلى ذلك، يوفر نظام تحديد الأهداف المحدث والمحدث “معلومات الهدف ليلاً ونهارًا وفي جميع الأحوال الجوية، بالإضافة إلى القدرة على الملاحة للرؤية الليلية”، بالإضافة إلى العمليات الجوية والبرية، تمت ترقية رادار التحكم في النيران بالمروحية للعمل في بيئة بحرية.

وتمثل طائرة أباتشي AH-64 “العمود الفقري لأسطول طائرات الهليكوبتر الهجومية التابعة للجيش الأمريكي والعديد من قوات الدفاع الدولية، كما ستقوم الشركة بتسليم طائرات أباتشي الجديدة بموجب عقد مع الجيش الأمريكي من خلال عملية المبيعات العسكرية الأجنبية للحكومة الأمريكية.

سباق التسلح بين المغرب والجزائر وتأثيره على إسبانيا

وذكرت الصحيفة، أنه ورغم أن إعادة تسليح المغرب القوية تضع الجزائر نصب أعينها، إلا أن أسبانيا لا تستطيع أن تغفل عن آخر مشتريات الأسلحة التي قامت بها جارتنا الجنوبية والتي تشكل خطراً على التفوق العسكري المفترض لأسبانيا اليوم.

وفي 11 أبريل، أعلنت وكالة التعاون الأمني ​​التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (DSCA) أن وزارة الخارجية وافقت على “بيع عسكري أجنبي محتمل لحكومة المغرب لأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة (HIMARS) والمعدات ذات الصلة بتكلفة تقديرية قدرها 524.2 مليون دولار، وسلمت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي الشهادة المطلوبة لإخطار الكونجرس بهذا البيع المحتمل.

وأكدت هذه الوثيقة أن حكومة المغرب طلبت شراء 18 قاذفة من نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS) من طراز M142، و40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية العسكرية من طراز M57 (ATACMS)؛ 36 نظام إطلاق صاروخي متعدد التوجيه من طراز M31A2 (GMLRS)؛ 36 رأسًا حربيًا بديلاً من طراز M30A2 لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، بالإضافة إلى أنواع أخرى من المواد مثل المركبات ومعدات النقل وأجهزة استقبال GPS.

وسجلت القصاصة ذاتها، أن لعل الأمر الأخطر هو حصولها أيضاً على صواريخ متوسطة المدى. يتمتع نظام HIMARS بمدى معترف به ومثبت يصل إلى 300 كيلومتر ومجموعة متنوعة من الذخائر المستقبلية قيد التطوير والتي ستوفر نطاقًا ممتدًا يتجاوز 499 كيلومترًا.

كما أنها توفر قدرة على إطلاق النار والسفر مما يعمل على تحسين قدرة الطاقم والمنصة على البقاء في البيئات عالية التهديد، حيث يمكن لنظام HIMARS التمركز وإطلاق النار وإعادة التموضع وإعادة التحميل في غضون دقائق، مما يقلل بشكل كبير من قدرة الخصم على تحديد موقع HIMARS واستهدافه.

ويبرز شراء صواريخ مثل M57) ATACMS)، وهو صاروخ أرض-أرض تصنعه شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، ويعمل بالوقود الصلب، ويبلغ ارتفاعه أربعة أمتار وقطره 0.61، ويمكن إطلاقه من نظامي HIMARS ومن نظام الصواريخ المتعددة الإطلاق MLRS M270، وهي تتضمن توجيهًا مدعومًا بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) ويتراوح مداه من 70 إلى 300 كيلومتر مع دقة إطلاق تصل إلى تسعة أمتار.

وهناك صواريخ أخرى عالية الدقة من طراز PrSM، يصل مداها إلى 500 كيلومتر ويمكن إطلاقها أيضًا بواسطة أنظمة HIMARS. لم يشترها المغرب في الوقت الحالي، ولكن بامتلاكه منصة الإطلاق، يمكنه القيام بذلك في المستقبل وزيادة نصف قطر عمل مقذوفاته.

ومع ذلك، فإن HIMARS ليست أنظمة إطلاق الصواريخ الوحيدة التي يمتلكها الجيش المغربي، حيث أنه على مدى السنوات القليلة الماضية كان يصنع مدفعية قوية بصواريخ أرض-أرض وأرض-جو، وللقيام بذلك، لم تذهب إلى السوق الأمريكية فحسب، بل اشترت أيضًا من الموردين الفرنسيين أو الإسرائيليين.

وبذلك تم تعزيز مدفعية أرض – أرض عبر نظام قيصر الفرنسي، حيث تم اقتناء 36 وحدة منها، وهو مدفع ذاتي الدفع عيار 155 ملم وطول 52 (أكثر من 8 أمتار) تم تصميمه وتصنيعه بواسطة Nexter Systems في بورجيه، وتم دمجه بواسطة Nexter في مقرها الرئيسي في روان. ويصل مدى نظام قيصر إلى 42 كيلومترا، ويصل إلى 80 كيلومترا مع شحنات دافعة متأخرة الإطلاق. قدرتها ست طلقات في الدقيقة.

قاذفة الصواريخ PULS الإسرائيلية

ومن الأنظمة الأخرى التي قد يفكر المغرب في شرائها هو قاذفة الصواريخ PULS من أنظمة Elbit الإسرائيلية، القادرة على إطلاق مجموعة واسعة من الصواريخ والقذائف الموجهة، ويمكن للنظام تحييد أهداف محددة بدقة وكفاءة على جميع المسافات.

وتفكر إسبانيا في إنشاء نظام إطلاق صواريخ خاص بها عالي الحركة (Silam) يعتمد على تقنية PULS، ولكنه متكيف وبالتعاون مع الشركات الإسبانية، وتم تصميم نظام PULS بنظام إطلاق أوتوماتيكي بالكامل ويتميز بأحدث نظام للقيادة والسيطرة والاتصالات والاستخبارات (C4I)، ونظام للتحكم في الحرائق ونظام ملاحة بالقصور الذاتي لتحقيق أقصى قدر من الاستجابة مع مرونة إطلاق النار الأمثل.

وبالإضافة إلى ذلك، يمتلك المغرب بالفعل 36 قاذفة صواريخ صينية من طراز PHL-03/AR-2 عيار 300 ملم، قادرة على إطلاق 12 صاروخا من مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية التقليدية والعنقودية بمدى يصل إلى 160 كم. ويجب أن نضيف إلى كل هذا بطاريات صواريخ باتريوت 3 المضادة للطائرات التي باعتها الولايات المتحدة للمغرب.

وفي السنوات الأخيرة، أضفى المغرب أيضًا طابعًا رسميًا على شراء أربع طائرات بدون طيار من طراز “MQ-9B SeaGuardian”؛ المروحيات القتالية AH-64E Apache المذكورة أعلاه؛ 25 طائرة مقاتلة من طراز F-16 لشركة لوكهيد مارتن.

وقام المغرب بتحديث 23 طائرة أخرى من نفس الطراز التي ظهرت بالفعل في الأسطول الجوي للبلاد؛ ثلاث فرقاطات من طراز سيجما، مجهزة بأحدث الأسلحة والأنظمة الإلكترونية، وفرقاطة من طراز فريم، يبلغ وزنها 6000 طن وطولها 142 مترًا.

وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن كل هذه الصواريخ، وخاصة صواريخ ATACMS متوسطة المدى، يظل جزء من الأراضي الإسبانية داخل نطاق عملها ويشكل ضغطًا على صراع محتمل مع إسبانيا حول مدينتي سبتة ومليلية أو حتى جزر الكناري.

Share
  • Link copied
المقال التالي