شارك المقال
  • تم النسخ

إسبانيا أمام صعوبة إرضاء المغرب والجزائر معا.. وخيار الحياد ليس متاحا

مباشرة بعد ازدياد حدة التوتر بين المغرب والجزائر، صارت إسبانيا تعاني من إشكال التوفيق بين مصالحها لدى الجارين، ومن صعوبة الحفاظ على علاقات جيدة مع طرف من دون التأثير سلبا على علاقتها مع الطرف الآخر.

وقد اعتبر عدد من متتبعي مسلسل التوتر الحاصل بين الثلاثي الجار، أن الحكومة الإسبانية باتت في موقف حرج الآن، فمن جهة هناك المغرب الذي قدم عبر خطابه الأخير رسائل واضحة تتضمن الإشارة إلى ضرورة قطع شركاء المملكة لمواقفهم المزدوجة، ومن جهة أخرى هنالك الجزائر التي تمسك بورقة الغاز، ويمكن أن تشهرها في وجه إسبانيا في أي وقت.

فمن جهة هناك غاية إرضاء المغرب، حيث أشارت صحيفة “دياريو دو مايوركا” الإسبانية أن هناك اتصالا حاليا بين وزير الخارجية الإسباني ونظيره المغربي لإيجاد حل للتوتر الحاصل، وأن السبب الذي لم يعجل بحدوث لقاء رسمي هو الفترة الانتخابية التي مر منها المغرب، وأضافت أن اللقاء إن حدث من المتوقع أن يؤدي لحل نهائي للتوتر بين البلدين.

وتابعت الصحيفة الإسبانية ذاتها إلى أن المغرب كان واضحا عبر الخطاب الأخير للملك محمد السادس فيما يريده حقا، وأنه وإن لم يذكر إسبانيا صراحة، إلا أن عبارات الخطاب قد كانت موجهة لها بالأساس، والتي أكدت عدم قبول المملكة للمواقف الغامضة بشأن الصحراء، وبأن المغرب لن يخطو أي خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل صحراءه.

وقد اتجه عدد من المحللين السياسيين للقول بأن المغرب كان واضحا جدا مع إسبانيا بالدرجة الأولى، ومع غيرها من الدول، وأن حكومة بيدرو سانشيز إن هي لم تقدم إشارات إيجابية خاصة بما يرتبط بملف الصحراء المغربية، فمن المستبعد أن يكون هناك استئناف كامل لعلاقات التعاون بين البلدين.

وتابعوا أن مصالح إسبانيا لدى المغرب، سواء على مستوى الهجرة أو العلاقات الثنائية التي تشمل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية، تجعلها ملزمة بإنهاء التوتر في أقرب الآجال، كي لا تكون خسائرها أكبر مما هي عليه الآن
وفي السياق ذاته، على إسبانيا أن تسعى أيضا وفي الوقت نفسه لإرضاء الجزائر، حفاظا على مصالحها الطاقية مع الجارة الشرقية، وقد سبق وأشارت إحدى الصحف الألمانية إلى معاناة إسبانيا مع توقيف الجزائر تمديد اتفاق الغاز المغاربي-الأوروبي، واعتبرت أن الحكومة الإسبانية أمام تحد كبير يهم الحفاظ على أسعار الغاز في البلاد، والحفاظ أيضا على الكميات التي كانت تصلها في السابق، وأن آثار الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر قد أثر بشكل كبير على إسبانيا.

وأشارت عدد من الصحف الإسبانية إلى صعوبة الموقف الإسباني، وصعوبة أن تنجح حكومة بيدرو سانشيز في الوصول لاتفاق يحافظ على مصالحها مع البلدين، فالمغرب قد عبر عن موقفه بشكل صريح، ورفض ازدواجية المواقف والمس بسيادته على أقاليمه الجنوبية، فيما الجزائر ترى في كل موقف إيجابي مع المغرب تهديدا لسلامتها وإعلانا خفيا للعداء معها، وتابعت الصحف ذاتها إلى أن ما يزيد من صعوبة الموقف الإسباني هو استحالة سلك خير الحياد، لأن موقفا إيجابيا لدى طرف سيكون سلبيا لدى الآخر.

جدير بالذكر أن الخطاب الملكي الأخير قد عبر حسب مهتمين عن رؤية المغرب تجاه قضيته الوطنية، حين قال الملك محمد السادس” إن المغرب لا يتفاوض على صحرائه. ومغربية الصحراء لم تكن يوما، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات”، كما أرسل رسالة إلى شركاء المغرب حين قال” كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي