شارك المقال
  • تم النسخ

إدمون عمران المليح.. الكاتب اليهودي المغربي المدافع عن عرش الخصوصية المغربية

يعد الكاتب والصحافي المغربي اليهودي الراحل إدمون عمران المليح أحد أهرامات النضال الثقافي بالمغرب، ناهض الصهيونية والإمبريالية والفرنكفونية دفعة واحدة، وبقي وطنيا مخلصا لبلده ومساهما في الاختلاف والتنوع الذي يشكل غنى حضاريا للثقافة المغربية.

ولا يزال الرجل بعد رحيله عام 2010 يحوز الاحترام والتقدير من لدن جميع الأهواء الإيديولوجية والتوجهات الفكرية بالمغرب، لأنه استطاع أن يحفر اسمه في الذاكرة الثقافية والنضالية بالمغرب، مدافعا شرسا عن عرش الخصوصية المغربية الحقيقية.

وفي غضون الأيام المقبلة ستصدر للباحث والناقد والأكاديمي المغربي يحيى بن الوليد طبعة مزيدة ومنقحة لكتابه حول الكاتب المغربي اليهودي إدمون عمران المليح. وسيصدر الكتاب تحت عنوان معدّل “الكتابة وتعارضات الهوية: في مرجعية إدمون عمران المليح”.

وصدرت للكاتب من ذي قبل طبعة ثانية للكتاب بعنوان “الكتابة والهويات القاتلة” (2008)، وهو العنوان ذاته الذي صدر تحته الكتاب في طبعته الأولى بالمغرب (2007).

وقد صدّر ابن الوليد الطبعة الجديدة المنقحة بمقدمة في شكل بحث مصغر يعرض فيها لما يعدّه بمثابة نظرة مسترسلة ومتجدّدة في آن واحد لمنجز المليح بعد رحيله سنة 2010 مثلما يعرض لأهم الأبحاث التي صدرت حوله بعد وفاته.

ويحتوي الكتاب على دراسات في أدب إدمون عمران المليح وفكره، وهي موزعة على ثلاثة فصول: الفصل الأول يتناول الكتابة ومواجهة الهويات القاتلة، وقد خصصه مؤلفه للكاتب والمفكر إدمون عمران المالح ومن خلال الاتكاء على مفهوم الكتابة وبالسعي الى معالجة الثوابت وليس المتغيرات في هذه الكتابة. أما الفصل الثاني “الكتابة الأليغورية” فقد قارب ابن الوليد فيه قراءة سيسيل ماري ديفور المليح لفكر الفيلسوف فالتر بنيامين من خلال ما عبّر عنه بـ”فجر البدايات وخيبة الفلسفة الأوروبية”. ليخلص في الفصل الثالث والأخير الى “الأدب النقدي ومواجهة البربرية” متأملا مدرسة فرانكفورت لموضوع الأدب.

ويرى يحيى بن الوليد أن “مصدر صعوبة كتابة الراحل الذي وصفته “الإندبندنت” البريطانية بـ”جيمس جويس المغرب” ليست في اللغة الفرنسية التي كان يكتب بها، وإنما في التشظية والإيقاع اللذين يتخللان لغته المفتوحة التي تتعمق بتراث مخصوص، هو التراث اليهودي المغربي الشفوي، ما جعل لغته تتعذر على الترجمة من خارج دوائر التأويل الذي يستلزم، وعلى صعيد الترجمة نفسها، نحتاً في اللغة العربية، وهذا ما يفسر كذلك عدم ترجمة نصوصه أو كتاباته التي أنجزها في غير الرواية والسرد”.

وورد في ظهر الغلاف “أن الكاتب والمفكر المغربي اليهودي إدمون عمران المليح (1917 ــ 2010) بقدر ما عكس تركيبا فكريّا وفلسفيّا متعيَّنا بقدر ما فارق ذلك الصنف من اليهودي المحكوم عليه، على صعيد “الأيّام والأعمال”، بإشكالات اللاتمركز والارتحال وحتى التيه… إلخ. فهو من القلّة القليلة التي آمنت، من منظور التاريخ الموضعي، بمواصلة العيش في بلدها المغرب بعيدا عن وهم “التطابق المفارق” أو “التعايش المتكامل”.

وأن إدمون عمران المالح “كاتب استثنائي داخل المغرب الثقافي وعلامة لافتة على منجز غير مسبوق في حقل الثقافة المغربية؛ بل إنه يمثل “معلمة” في المغرب الحديث والمعاصر كما أجمع على ذلك كثيرون، برغم أن نصوصه معدودة في هذا الحقل. ومردّ ذلك إلى هويته المركّبة التي تنقسم على الوعي المتضمَّن في كتاباته؛ ممّا يمنح هذه الأخيرة نبرة متفردة لا مثيل لها بين سائر الكتّاب والمثقفين المغاربة. هوية كاتب يهودي، لكنه لم يسقط في فخ الصهيونية؛ بل إنه ظل مصرّا على شجبها بقوة وبـ”صوت المؤذن” كما يقال. هوية كاتب يكتب باللغة الفرنسية، ويقدّرها؛ غير أنه لم يقع في حبال  الفرانكفونية، بل إنه يمقت التسمية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي