في تدوينة مثيرة للجدل على صفحته الرسمية بفيسبوك، عبّر الباحث والأكاديمي المغربي إدريس الكنبوري عن بعض مشاعر التشفي التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي إزاء الحرائق المدمرة التي اندلعت في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وفي مستهل تدوينته، أكد الكنبوري أنه يشعر بالسعادة لحرائق كاليفورنيا، معتبرًا أن هذا الشعور هو انعكاس طبيعي لسياسات الولايات المتحدة الخارجية، خاصة دعمها غير المحدود لإسرائيل خلال الحرب على غزة.
وقال: “لا يمكن أن يظل المرء سلبيا أمام هذه الحرائق الرائعة التي أكلت الأخضر واليابس طيلة خمسة أيام متوالية ولله الحمد”.
وأضاف أن الأمريكيين، على مدى عام وأربعة أشهر، ظلوا يرسلون السلاح الفتاك الذي يُستخدم ضد الأطفال الفلسطينيين، دون أن يردعهم قانون أو شريعة أو رحمة.
واعتبر المصدر ذاته، أن هذه الحرائق هي بمثابة انتقام طبيعي من سياسات الولايات المتحدة التي “تحسب نفسها فوق الجميع”.
الطبيعة كقوة أعظم
وانتقل الكنبوري في تدوينته إلى الحديث عن الطبيعة كقوة أعلى لا يمكن لأي دولة، مهما بلغت قوتها، أن تتحداها. وقال: “اليوم أمريكا تذوق وبال أمرها، هي تعتبر أن لا دولة تستطيع الدخول معها في حرب، لكنها اليوم في حرب مع دولة أعظم”.
وأشار إلى أن بعض الأشخاص قد يعتبرون هذه الحرائق مجرد ظاهرة طبيعية، لكنه يرى أن هناك فرقًا بين من يقف عند حدود الطبيعة ومن ينظر إلى ما وراءها، وأردف: “الفرق بيننا أنهم يقفون أمام اللوحة ويقولون ‘يا له من فن’، ونحن نقف أمام نفس اللوحة ونقول ‘يا له من فنان'”.
وأثارت تدوينة الكنبوري ردود فعل متباينة بين مؤيدين يرون فيها تعبيرًا عن مشاعر مكبوتة تجاه السياسات الأمريكية، ومعارضين يعتبرونها تحريضًا على الكراهية واستغلالًا لمأساة إنسانية.
فمن جهة، رأى البعض أن هذه المشاعر هي رد فعل طبيعي على الظلم الذي تعانيه الشعوب العربية والإسلامية، خاصة في فلسطين.
ومن جهة أخرى، انتقد آخرون هذه النبرة التشفيّة، معتبرين أن الكوارث الطبيعية يجب أن تُعالج بإنسانية بعيدًا عن الصراعات السياسية.
تعليقات الزوار ( 0 )