توقفت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية عند موضوع إطلاق كتائب القسام سراح رهينتين أمريكيتين “لدواع إنسانية” استجابة لجهود الوساطة القطرية. وأشارت الصحيفة إلى ردود الفعل الدولية التي أشادت جميعها “بنجاح الدبلوماسية القطرية”، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ونقلت الصحيفة عن الباحث والأكاديمي حسني العبيدي، قوله إن “قطر نجحت في وساطتها لأنها الدولة الوحيدة التي تحافظ على علاقات جيدة مع حماس والولايات المتحدة. وتكمن قوتها في قدرتها على إدارة التناقضات”.
ففي الواقع، تستضيف الدوحة المكتب السياسي لحركة حماس منذ أكثر من عشر سنوات، ورئيسه إسماعيل هنية. علاوة على ذلك، تقدم الدوحة مساعدات مالية لقطاع غزة منذ سنوات. ويشير الباحث ديفيد ريجوليت روز، إلى أن “قطر تظهر تعلقها بالقضية الفلسطينية، وترسل 30 مليون دولار شهريا لدفع رواتب موظفي القطاع العام في غزة، بموافقة إسرائيل، مما ساعد على تجنب الانهيار الاقتصادي في القطاع”.
في الوقت نفسه، تتابع “لوباريزيان”، تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة. ودعمت واشنطن هذه الدولة الخليجية الاستراتيجية خلال الحصار الذي فرضه عليها جيرانها قبل سنوات. وهذه ”المفارقة” تناسب الجميع، وفق الصحيفة الفرنسية.
واعتبرت ”لوباريزيان” أنه بالمقارنة مع الوسطاء المحتملين الآخرين، مثل مصر وتركيا، تبرز قطر كمحاور أكثر موثوقية.
ويوضح الباحث ديفيد ريجوليت روز، أن “لدى قطر خبرة في إطلاق سراح الرهائن والتوسط”، مشيراً إلى إعلان الدوحة، الإثنين الماضي، أنها جمعت أربعة أطفال أوكرانيين كانوا على الأراضي الروسية مع عائلاتهم في أوكرانيا، بعد أن اختطفتهم سلطات موسكو عقب الغزو في فبراير 2022.
علاوة على ذلك، أكملت قطر بنجاح المفاوضات مع حركة طالبان التي كان لها أيضا تمثيل في الدوحة، بموافقة الولايات المتحدة. و“بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021، شكر أنتوني بلينكن، رئيس الدبلوماسية الأمريكية، قطر علناً. ولذلك، ليس من قبيل الصدفة، أن يكون جان إيف لودريان، المبعوث الخاص لإيمانويل ماكرون إلى لبنان، موجودا هذا الأسبوع في الدوحة، بحسب مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس.
بالنسبة للدوحة، التي تهدف إلى أن تكون “جنيف الجديدة للشرق الأوسط بدلا من عُمان”، وفقا لديفيد ريجوليت روز، فإن هذه اللعبة المزدوجة هي أداة دبلوماسية مثل أي أداة أخرى. ورأى حسني العبيدي أن “قطر قبل كل شيء، لا تريد الإضرار بعلاقتها مع الولايات المتحدة، فهي منتبهة لهذه التصريحات. والأمريكيون واقعيون ويريدون تمثيل حماس في دولة يُنظر إليها على أنها شريك”.
وعلى أية حال، توضح ”لوباريزيان” فإن قطر ليس لديها أي نية لوقف جهودها. ففي مقابلة يوم السبت مع صحيفة “فيلت أم زونتاغ” الألمانية، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية عن تفائله الشديد بشأن فرص بلاده في إطلاق سراح الرهائن الآخرين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس. وأكد: “نحن نسير على طريق سيؤدي قريبا جدا إلى إطلاق سراح الرهائن، لا سميا المدنيون”.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )