المرحلة الحالية
أعلنت وزارة الصحة مساء اليوم عن 50 حالة إصابة مؤكدة جديدة بفيروس “كورونا” المستجد، وهو ما رفع عدد المصابين بالمغرب لـ275 حالة إصابة مؤكدة، أرقام تؤكد تزايد وتيرة انتشار الفيروس بالمغرب، وأن الأعداد ترتفع شيئا فشيئا، ففي الوقت الذي كانت تعلن فيه البلاد عن تسجيل حالات متفرقة، أصبح الإعلان اليوم يضم عشرات الأرقام، فضلا عن تجاوز رقم 50 حالة مؤكدة الذي سبق أن وضعته الوزارة لتحديد المرحلة الأولى لانتشار الوباء، ما يعني دخول البلاد في المرحلة الثانية.
وتقبل هذه المرحلة احتمالين اثنين
الاحتمال الأول: يتمثل في احتواء الفيروس والسيطرة عليه.
الاحتمال الثاني: وهو انتشار الفيروس وفقدان السيطرة عليه، وندخل بالتالي في وضعية خطيرة تعرف انتشار الوباء على نطاق واسع وارتفاع نسبة الوفيات.
ولتجنب الاحتمال الثاني فالأمر يقتضي الحرص الصارم والمنضبط على احترام التعليمات الصحية الوقائية، والالتزام الجماعي بتضافر جهود الأفراد والمؤسسات والحكومة، كل من موقعه ومسؤوليته، دون أدنى تقاعس لمواجهة الوباء والخروج من هذه الأزمة في وقت وجيز وبأقل الأضرار المحتملة.
دخول المغرب للمرحلة الثانية
إن المقصود بالمرحلة الثانية لانتشار “كوفيد 19” يتعلق من جهة أولى بمستوى الإجراءات والتدابير المتخذة من قبل السلطات الحكومية المختصة للحد من الفيروس، ومن جهة أخرى بطبيعة ووتيرة انتشاره بين الأشخاص.
فمن حيث التدابير الاحترازية المتخذة لحد الآن بالمغرب، يمكن القول إنه دخل المرحلة الثانية من التصدي لفيروس كورونا المستجد، على اعتبار أن تعليق الرحلات الجوية والبحرية، وتعليق الدراسة وإيقاف عدد من الأنشطة الاقتصادية، يصنّف في خانة المرحلة الثانية لمنع انتشار الفيروس في البلاد..
وتتميز المرحلة الثانية، من حيث طبيعة وكيفية انتشار الفيروس، بانتقال العدوى للمخالطين، كما تهدف السلطات من خلال إجراءات التصدي في هذه المرحلة إلى كبح انتشار الفيروس وخفض نسبة الوفيات.
أسوأ سيناريو
يتوقع المغرب بخصوص احتمال ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا الوصول إلى 10 آلاف حالة كأسوأ سيناريو محتمل، فهل ستصيب التوقعات أم ستنحو إلى نحو آخر؟
وسبق وأن صرّح محمد اليوبي، مدير الأوبئة، في عرض قدمه أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب أن المخطط الوطني لمواجهة فيروس كورونا يتكون من 3 مراحل، المرحلة الثالثة حسب المتحدث يمكن أن يصل فيها فيروس كورونا في المغرب إلى 10 آلاف حالة مؤكدة.
وأضاف اليوبي أنه “في المرحلة الأولى تشير التوقعات إلى إمكانية تسجيل 200 حالة محتملة و 50 حالة مؤكدة، أما المرحلة الثانية من انتشار الفيروس سيكون عدد مهم من الحالات كما ستكون هذه الحالات متجمعة كما نقدر أن عدد الحالات المحتملة سيكون 2000 حالة و500 حالة مؤكدة،أما فيما يتعلق بالمرحلة الثالثة فهي الأكثر سوءا حيث يتوقع أن تصل عدد الحالات المؤكدة إلى 10 آلاف حالة”.
هل تكفي التدابير الاحترازية؟
على الرغم من اتخاذ بلادنا للإجراءات والتدابير الاحترازية للمرحلة الوبائية الثالثة بغرض التصدي لفيروس كورونا المستجد بشكل استباقي وتفادي الوصول إلى أوضاع عدد من الدول التي فقدت السيطرة على انتشاره في أرجائها، إلا أن الفيروس التاجي ينتقل بسرعة البراق تستدعي وضع حواجز مانعة ومعيقة لتحول دون تمكينه من إيصالنا إلى مراحل وبائية وخيمة وخطيرة.
أزمة ذات طابع صحي وتداعيات اقتصادية
لم يكن المغرب بمنأى عن التداعيات السلبية لفيروس “كورونا”، في ظل التنامي المستمر لتأثيرات انتشار الفيروس على اقتصادات دول العالم، كما يحاول المغرب مواجهة تداعيات تفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد (كوفيد-19) بالعمل على جبهتين؛ الأولى تتمثل في وضع تدابير تهدف إلى محاصرة والقضاء على الفيروس بتأهيل المنظومة الصحية الوطنية، أما الثانية فيهدف من خلالها إلى التخفيف من وقع وآثار هذا الفيروس على الجانبين الاقتصادي والاجتماعي.
وأحدث المغرب، منذ بداية الأزمة، خلية يقظة اقتصادية تجتمع مرة في الأسبوع لاتخاذ إجراءات لإعانة المتوقفين على العمل مؤقتاً والمقاولات المتضررة، كما جرى إحداث صندوق خاص لتدبير هذه الفترة بلغت التبرعات فيه حوالي 28 مليار درهم، إضافة إلى 10 مليارات درهم سترصد لها من الميزانية العامة للدولة.
تعليقات الزوار ( 0 )