Share
  • Link copied

إبعاد زياش ومزراوي عن “الأسود” يهدد مستقبل مغاربة أوروبا مع المنتخب

أثار استبعاد الناخب الوطني وحيد خليلوزيتش، للاعبين حكيم زياش ونصير مزراوي، موجة استيعاء عارمة في صفوف الجماهير المغربية، التي اعتبرت أن القرار سيكون له تداعيات وخيمة على المستقبل “أسود الأطلس”، حيث سيدفع العديد من أبناء الجالية الذين سيسطع نجمهم في سماء الساحرة المستديرة في المستقبل، إلى التفكير مليا قبل اختيار تمثيل المغرب بدل بلد المنشأ.

وكان زياش ومزراوي، قد فضلا حمل قميص المنتخب الوطني المغربي على حساب هولندا التي نشأ فيها، وتكوّنا في مدارسها، متحديان كل الضغوطات التي مورست عليهما، ولم يتاون لاعب تشيلسي الحالي، في القول صراحةً، خلال سؤاله من طرف الصحافة الهولندية في وقت سابق، حين قرر رونار استبعاده من المنتخب، بشأن ما إن كان قد ندم على خياره، إن الشخص لا يندم على تفضيل أمه.

وعلى الرغم من كل هذا، إلا أن ذلك لم يشفع لهما لكي ينادي عليهما وحيد خليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي الحالي، الذي قرّر التضحية بهما لأسباب وصفها نقاد رياضيين بـ”التافهة”، موجهاً بذلك صدمة كبيرة إليهما، وهما اللذان كان يأملان في الدفاع عن ألوان “أسود الأطلس”، مرة أخرى، في منافسات كأس أمم إفريقيا التي ستحتضنها الكاميرون الشهر المقبل.

وفي هذا السياق، قال سمير بنيس، إنه “كباقي المغاربة الذين يحبون كرة القدم ويتنفسوا هذه الرياضة ويعشقون قميص المنتخب الوطني حتى النخاع، كنت أنتظر الإفراج عن لائحة المنتخب الوطني المشارك في منافسات كأس إفريقيا بفارغ الصبر وكنت أتمنى أن يتم طي صفحة الخلاف بين اللاعبين حكيم زياش ونصير مزراوي والناخب الوطني وحيد خليلوزيدتش”.

وأضاف بنيس في تدوينة نشرها على حسابه بـ”فيسبوك”: “كنت أتمنى أن ينتصر صوت الحكمة، أن تكون مصلحة الفريق الوطني فوق كل اعتبار وفوق كل حسابات شخصانية وأنانية ضيقة، وأن تقوم الجامعة بالعمل من أجل تحقيق المصالحة بين هذا اللاعب واللاعب نصير مزرواي من جهة والناخب الوطني من جهة أخرى”.

إلا أنه ومع الأسف، يتابع بنيس: “لم تتم المناداة على أي من اللاعبين على الرغم من أدائهما المتميز مع فريقيهما وأنهما يقدمان مستويات رفيعة لا تقبل أي مقارنة مع بعض اللاعبين الموجودين في اللائحة النهائية التي اختارها الناخب الوطني”، مسترسلاً “وصراحة، أحسست بخذلان الجامعة الملكية المغربية لكل المغاربة ولهذين اللاعبين”.

وأوضح: “لا يختلف اثنان أن على الجامعة عدم التدخل في صلاحيات المدرب وترك المجال له ليعمل بحرية. ولكن حينما يتعلق الأمر بمدرب (…) يجعل أنافته وأناه الأعلى فوق كل اعتبار وإن كان ذلك على حساب المنتخب الوطني ومشاعر الشعب المغربي التواق لرؤية منتخبه يذهب بعيداً في هذه المنافسة، فكان على الجامعة أن تتدخل وتضع حداً لهذه التصرفات الدكتاتورية التي يفرضها على لاعبي المنتخب الوطني”.

واسترسل بنيس: “قبل المغاربة على مضض أن يتم إقصاء هذين اللاعبين من المباريات المؤهلة لكأس العالم، ولكن أن يستمر هذا المسلسل حتى الآن، فذلك من ضرب العبث ويضر بمصالح منتخبنا الوطني، خاصةً وأن اللاعبين خرجا في الآونة بتصريحات حاولا فيها خفض حدة التوتر مع المدرب وأوضحا حقيقة ما جرى ليطلع عليها كل المغاربة”.

وأكد: “علينا ألا نثق في أنفسنا وأن نقول إن لنا منتخبا قويا وأنه حقق العلامة الكاملة في الدور الأول لإقصائيات كأس العالم، فعلينا ألا ننسى أن هذا المدرب محظوظ وأن المنتخب الوطني لعب كل مبارياته في المغرب، وعلى الرغم من ذلك لم يكن مقنعا في أي اللقاءات، اللهم إذا استثنينا لقاء الذهاب أمام منتحب غينيا”.

وتساءل بنيس في التدوينة نفسها: “ما هي الرسالة التي يقدمها المغرب للأجيال القادمة وكيف سيكون بإمكانه إقناعهم بأنهم سيعاملون أحسن معاملة من طرف بلدهم الأصلي وهم يرون كيف سمحت الجامعة لمدرب فج وفظ غليظ القلب ومستفز أن يعبث بالمنتخب الوطني وأن يتعامل معه ومع اللاعبين كما لو كان يتعامل مع عمال يعملون في مزرعته؟”.

واعتبر بنيس أن “جحود المسؤولين في الجامعة للاعبين زياش ومزراوي- وإن كان قد ارتكبا أخطاءً فادحة- سيدفع الكثير من مغاربة المهجر إلى عدم تلبية أي دعوة موجهة من المغرب لتمثيله. كيف سيقومون بذلك وهم يرون أن الجامعة تتنكر لمن ضحى بكل شيء وتحمل كل الضغوطات من أجل تمثيل المغرب وتكافئ من مثلوا منتخبات أخرى حينما كانوا يعتبرون من بين اللاعبين الواعدين ولعبوا لمنتخبات أخرى”.

واستغرب بنيس من منح الفرصة لمن خذلوا المغرب في بداية مسارهم، مثل منير الحدادي وأيمن برقوق، الأول الذي رفض تمثيل المغرب وفضل إسبانيا، والثاني الذي تغاضى عن دعوة الأسود مراراً، أملا في اللعب لألمانيا، مقابل إقصاء “من عبروا بلا هوادة عن حبهم للمغرب وهم في أوج عطائهم بداعي أنهم ارتبكوا أخطاء ولم يحسنوا التعامل مع مدرب غليظ القلب لا يصلح ليدرب فريقا مقل منتخبنا الوطني”.

وواصل متساءلاً: “أبهذه الطريق نكافئ من يحب بلدنا ولا يتوانى في أي لحظة في الدفاع عنها على الرغم من أنه ولد في المهجر وأن المغرب لم يقدم أي شيء حينما كان لاعبا مغموراً؟ أبهذه الطريقة سنقوم بإقناع لاعبين واعدين في إسبانيا، خاصة في الفئات السنية لفريق برشلونة أمثل إلياس أخوماش ولامين جمال، باللعب مع المنتخب وهم يرون كيف أن المسؤولين تنكروا للاعبين متميزين يحبون بلدهم الأصلي؟”.

Share
  • Link copied
المقال التالي