شارك المقال
  • تم النسخ

محمد إبراهيم المدهون: زيارة حركة “حماس” للمغرب هي التئام للجرح المرتبط بـ”التطبيع”

أكد الدكتور محمد إبراهيم المدهون، رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات، والوزير السابق والأكاديمي، على أنّ زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إلى المغرب على رأس وفد يتضمن 12 من قيادات وأعضاء المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، يحمل جملة من الأبعاد والدلالات.

وأوضح المدهون، يومه (الجمعة) في كلمة له خلال  الندوة التفاعلية عن بعد، حول موضوع “أبعاد ودلالات زيارة قادة حماس للمغرب”، على أنّ زيارة قادة حماس للمغرب تأتي من رغبة جامحة في قطع الطريق، والتئام الجرح المرتبط بعملية “التطبيع” التي أثرت على القضية الفلسطينية، ليس في الإتجاه الإيجابي.

وأبرز المصدر ذاته، على أنّ الرسالة الأولى، هي رسالة تخص المغرب ودوره الفعّال في القضية الفلسطينية، حيث أن المغرب معروف بدوره التاريخي من خلال تفاعله مع القضية وحضور الوازن في الساحة، علما أن هذا الحضور ليس وليد اللحظة، وإنما تمتد جذوره إلى القدم، ويتجدد اليوم بشكل أوسع من خلال حالة التأثير في القضية الفلسطينية.

أضاف : “ومن خلال المتابعة، نلتمس ذلك من الحضور الشعبي والزخم الموجود في المسيرات المؤيدة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في المغرب، ولكل القضايا التي تهم فلسطين، وعلى وجه الخصوص ما كان في غزة في معركة “سيف القدس” الأخيرة.

وعلى المستوى السياسي والرسمي، فإنّ هناك حالة إحتضان للقضية الفلسطينية، لاسيما على مستوى المؤسسات الحكومية والرسمية الموجودة في المغرب، وبالتالي، يضيف المدهون، فالرسالة الأولى هي رسالة تأكيد على العلاقة ما بين المغرب وشعبه وما بين القضية الفلسطينية.

أما الرسالة الثانية، حسب المدهون، فهي رسالة مرتبطة بحالة التحول في الواقع الفلسطيني، الذي يشهد ديناميكية كبيرة جدا، وأثمر عن وجود قوة موجودة سابقاً، وفي وجود قوة وازنة في الساحة السياسية الفلسطينية، وعلى رأس هذه القوة حركة حماس.

وأكد، أنّ وجود حركة حماس في المغرب، له دلالات على مستوى حضور حماس السياسي، فضلا عن حضورها الميداني في القضية الفلسطينية منذ العقود الثلاثة الماضية، إذ أن حضورها يتزايد، خاصة من خلال المعارك التي خاضتها في غزة، لاسيما الإحدى عشرة يوما الأخيرة التي لفتت الانتباه إلى مستوى حضور حركة حماس في المشهد الفلسطيني، وقدرتها على التأثير والإسناد.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن حضور حماس في مستوى العلاقات الخارجية، لم يتم التعامل معه كما كان سابقاً باعتبارها فائزة في انتخابات 2006، وأيضا شكلت قائمة للذهاب إلى الانتخابات في 2021، لكن ورغم ذلك فإن حضور حماس في الساحة الشعبية، وفي المقاومة أعطاها زخم كبير جدا.

ويرى رئيس مركز غزة للدراسات والاستراتيجيات، والوزير السابق والأكاديمي، أن حركة حماس، تستطيع اليوم أن تضع نفسها على طاولة الدول السياسية، وأيضاً على طاولة اللقاءات الرسمية سواء في المغرب الذي يعتبر بوابة للمغرب العربي ولأفريقيا، أو في دول أخرى.

وبالتالي، فإنّ حضور حماس إلى المغرب هو رسالة مهمة جدا، ثم رسالة مرتبطة بأنها المرة الأولى على المستوى الرسمي، أو ربما كانت هناك زيارات على المستوى المؤسسي، أو ترتيبات أو من طرف بعض النواب، لكن أن يكون هناك زيارة بشكل رسمي ولرئيس المكتب السياسي لحماس للمغرب، فهذا يحمل رسالة مهمة جدا.

وخلص المصدر ذاته، إلى أنّ حضور حماس كعنوان، والتي تمثل مشروعية المقاومة وبرنامجها الفاعل، فإن وجودها في المغرب له دلالات مهمة في قضية أن الموسم المرتبط بعملية التطبيع، الذي كان مرتبط بالإكراه من قبل الرئيس الأمريكي الذي غادر البيت الأبيض، بالتأكيد كان رسالة مهمة.

وأضاف، أنّ حماس تحاول ترميم العلاقة الموجودة مع كل الدول العربية، وحالة الترميم للقضية الفلسطينية تشمل البعد الرسمي المرتبط بالسلطة الفلسطينية، وأيضا بالمكونات والأجسام التمثيلية الأخرى ومن ضمنها حركة حماس باعتبارها حركة وازنة.

وفي نفس الوقت، يضيف الدكتور محمد إبراهيم المدهون، فهذه الزيارة هي تأكيد على أن العلاقة مع القضية الفلسطينية من المهم أن تتجاوز الآثار التي ترتبت على وجود برنامج التطبيع وربما الـ11 يوما التي قضاها الشعب الفلسطيني وانتفض العالم العربي بأسره والمغرب لصالح القضية الفلسطينية ولصالح القدس وغزة، بالتأكيد كان له تأثيرات كبيرة على المشهد.

يشار إلى أنّ الندوة التي سيرها الإعلامي نور الدين لشهب، عرفت مشاركة كل من الكاتب الصحافي بلال التليدي، ومحمد الشرقاوي، أستاذ تسوية الصراعات الدولية وعضو لجنة خبراء الأمم المتحدة سابقا، بالإضافة إلى عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة القاضي عياض بمراكش.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي