شارك المقال
  • تم النسخ

إبراز جهود المغرب في تنمية الرأسمال البشري بمنتدى باماكو

استعرض سفير المغرب بمالي،حسن الناصري، أول أمس السبت بباماكو ، الجهود المتعددة والمتنوعة التي تقوم بها المملكة من أجل تعزيز وتسريع تنمية الرأسمال البشري.

وأبرز السفير المغربي في كلمة في ختام أشغال الدورة ال21 لمنتدى باماكو المنظم حول موضوع ” التنمية المستدامة والرأسمال البشري : الحصيلة والأولويات العملية للمرحلة الانتقالية بمالي “، أن تنمية الرأسمال البشري يشكل انشغالا “كبيرا” للمغرب الذي اعتمد سياسة للتنمية المستدامة تضع حدا للفوارق الاجتماعية والمجالية لتدارك التأخير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

وقال الناصري ، والذي كان يتحدث بصفته عميد السلك الدبلوماسي المعتمد بباماكو ، إن المغرب راجع سياساته العمومية بإدماجها في تثمين الموارد البشرية التي تعد “ثروتنا التي لا تنضب ولا تقدر بثمن”.

وأضاف أن الأمر تطلب القيام بتشخيص معمق من خلال سلسلة من التقارير حول وضعية البلاد لإطلاق”تفكير حول نموذجنا الاقتصادي ونقاط قوته وضعفه”.

وتابع أن نقطة الانطلاقة كانت خطاب العرش ل30 يوليوز 2014 الذي أعلن عن بدء تقييم جديد لمسار التنمية الذي سلكته البلاد بعد ذلك والذي أنجز في 2005 في إطار تقرير الذكرى الخمسين للاستقلال.

وأوضح الدبلوماسي المغربي أنه أخذا بعين الاعتبار نتائج تقارير وتحريات منجزة ، أطلق المغرب منذ 2005 مشروعا اجتماعيا واسعا يروم استهداف جيوب الفقر والهشاشة الاجتماعية على امتداد التراب الوطني من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي حققت نجاحا باهرا وخاصة في مجال أهداف التنمية المستدامة.

واستحضر في هذا السياق الخطاب الملكي في 13 أكتوبر 2017 والذي أكد فيه الملك محمد السادس أنه ” إذا كان المغرب قد حقق تقدما ملموسا،يشهد به العالم،إلا أن النموذج التنموي الوطني أصبح اليوم ، غير قادر على الاستجابة للمطالب الملحة،والحاجيات المتزايدة للمواطنين ،وغير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات المجالية ، وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية ” .

كما شكل الخطاب الملكي الموجه للأمة في 29 يوليوز 2018 حدثا بارزا والذي اعتبر فيه جلالة الملك ” حجم الخصاص الاجتماعي ، وسبل تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية ، من أهم الأسباب التي دفعتنا للدعوة (..) ، إلى تجديد النموذج التنموي الوطني”.

ولتحقيق ذلك ، أكد الناصري ، أنه تم إحداث لجنة خاصة بالنموذج التنموي للقيام بمشاورات مع جميع الفاعلين على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل تحديد الأولويات والاستراتيجيات المستقبلية من أجل اقلاع اقتصادي جديد أكثر اندماجا ومساواة.

وذكر الناصري أنه بالموازاة مع ذلك أطلق صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 14 أبريل 2021 ، المشروع الوطني المهيكل والطموح والمتعلق بتعميم التأمين الإجباري عن المرض والذي يشمل عمليا جميع الشرائح وخاصة تلك العاملة بالقطاع غير المهيكل والتي لا تستفيد حتى الآن من التغطية الصحية .

وأشار إلى أنه خلال سنتي 2021 و2022 من المرتقب أن يستفيد حوالي 22 مليون مواطن من التأمين عن المرض . فيما يتوقع في سنتي 2023 و2024 وفي إطار هذا المشروع تعميم التعويضات العائلية وتوسيع قاعدة المنخرطين في أنظمة التقاعد وتعميم التعويضات عن فقدان الشغل لأي ” شخص يمارس عملا قارا ” وذلك ابتداء من 2025 .

وقال الدبلوماسي المغربي إن ” الأمر يتعلق بثورة اجتماعية حقيقية “،مضيفا أن التنمية المستدامة تعد الشغل الشاغل للمملكة.

ويعد “منتدى باماكو” ومنذ 20 سنة ،مبادرة إفريقية خالصة وفضاء للتفكير من مستوى عال حول مستقبل القارة.واستطاع وعلى مدى سنوات ، من خلال ما يقدمه من مقترحات وتوصيات ، مصدر إلهام للقادة الأفارقة وللعمل بالنسبة للفاعلين الاقتصاديين والسياسيين بالقارة .

وعرف المنتدى مشاركة أزيد من 300 مشارك يمثلون شخصيات عمومية وجامعيين وطلبة وخبراء ومسؤولي حركات جمعوية قدموا من إفريقيا وأوربا ومن مختلف بقاع العالم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي