شارك المقال
  • تم النسخ

“أيوب”.. قصة قاصر مغربي نقلته رحلة الفرار من الفقر إلى “فيغو” الإسبانية

غادر منزله وودّع عائلته في سن الـ 16، متجهاً بمفرده إلى سبتة المحتلة، حيث أمضى أياماً في شوارعها قبل أن يتم اقتياده إلى مركز ميناس. الآن يواجه أيوب المستقبل في فيغو، وهي مدينة إسبانية تقع في شمال البلاد، حيث يقيم منذ يوليوز الماضي.

رغم أن مدة تواجده في إسبانيا، لا تتعدى السنة والنصف، إلا أن أيوب، الذي يزيد سنه قليلاً، حاليا عن الـ 17 سنة، وفق مضامين الروبورتاج الذي أعدته صحيفة “atlantico”، بات يتقن لغتها، وهو الذي لم يكن يعرف منها شيئا خلال مروره عبر الحدود.

أيوب هو أحد القاصرين غير المصحوبين بذويهم، الذين تم نقلهم في يوليوز الماضي، من مركز استقبال سبتة، إلى فيغو، تحت حماية جمعية بيرس، قال: “في بلدي لم أستطع فعل أي شيء. لم يكن هناك عمل، ولم يكن هناك مستقبل، واضطررت إلى المغادرة”.

يقر المراهق، حسب ما جاء في المصدر، بأنه عاش لحظات صعبة للغاية بعد مغادرته المنزل، وعمره لا يتعدى الـ 16 سنة، حيث أوضح: “كان على عائلتي دفع ثمن الأوراق لعبور الحدود ثم تجد نفسك وحيداً، ولا تعرف أحداً، ولا تعرف اللغة”.

يروي أيوب كيف قصى أياماً في الشارع حتى إيوائه في وسط سبتة، التي لم يكن لديه ذكريات جيدة عنها: “ربما كانت الإقامة هناك هي الأصعب، في الحمام سمحوا لك فقط بثلاث دقائق، لم يكن هناك ملابس”.

لكن فرصته جاءت بعد الانتقال إلى فيغو في يوليوز، بعد شهر واحد فقط من وصول أعداد كبيرة من القصر الآخرين مثله إلى سبتة، حيث كانت “هناك عدة مجموعات وكل واحدة نقلتنا إلى مكان بالطائرة، لقد أقام في البداية في أحد منازل جمعية بيرس، ومنذ ذلك الحين، بات الوضع أفضل بكثير، وهذا هو الشيء المهم”.

إنه لا يدرك أنه لا يزال هناك أشخاص آخرون في إسبانيا، ينظرون إلى الأولاد الأجانب مثله بريبة، لكن هدفه واضح، “البحث عن عمل”، يقول إنه غير مهتم بما يجب عليه العمل فيه، على الرغم من أنه يدرس الميكانيك، فإن الشيء المهم له، هو الحصول على وظيفة يمكنه من خلالها مساعدة أسرته بالمغرب”.

يفتقد أيوب عائلته كثيرا، حسب “atlantico”، لكنه يؤكد أنه لن يعود إلى هناك. لأن “الحياة صعبة”، إنه يفضل الاستفادة من وقته في إسبانيا لصنع مستقبل، وبالتالي المساهمة في اقتصاد الأسرة. في المقابل، يؤكد المتطوعون المشرفون على إيوائه، أنه “شاب مجتهد وذكي، تعلم اللغة لأول مرة، ويستعد الآن لمهنة”.

يجيب أيوب على أسلئة الصحيفة، لكنه ليس من الفتيان الذين يكثرون الكلام، وفق قول نوليا تورنز، رئيسة مركز بيرس، متابعً أنه “انطوائي إلى حد ما، لكنه يتبع قواعد المنزل ويستعد”، وتروي كيف “يحاولون من المركز الحفاظ على الاتصال بأقاربهم، وفي حالة أيوب يظهر أن هناك المودة والعاطفة عند التحدث إليهم”.

لا يمانع أيوب الذي أوشك على بلوغ 18 سنة، وهو أقصى عمر يسمح به للاستمرار في منزل بيرس، البقاء في مدينة فيغو، التي أحبها. وفيما يتعلق بمدى تكيفه خارج المغرب، يصر المراهق على أنه بخير، وأنه لا يزال لا يتوفر على العديد من الأصدقاء خارج بقية القصر الذين يعيشون في منزل العائلة، أو هم في نفس الوضع الذي كان عليه في بيرس، تقول “atlantico”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي