استأثر موضوع عقلنة الحفاظ على الغابات وحسن استعمال الماء وحوكمة التزود به، بأهمية بالغة خلال الأيام التحسيسية التي تنظمها حتى 28 مارس الجاري، جمعية الطلح للماء والبيئة، بمناسبة اليوم الدولي للغابات الذي يخلد هذا العام تحت شعار ”استعادة الغابات، سبيل للتعافي والرفاه”.
وتروم هذه الأيام التحسيسية، المنظمة بشراكة مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالعيون – الساقية الحمراء والمدرسة العليا للتكنولوجيا – العيون التابعة لجامعة ابن زهر والجماعة الحضرية للعيون، إذكاء الوعي الجمعي بضرورة إيلاء فائق العناية بالغابات، بالنظر لعوائدها الإيجابية الجلية على المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والإيكولوجية، وبضرورة تحصينها وعدم استنزاف ثرواتها، بما يخدم مصالح الأجيال اللاحقة.
وعلى اعتبار أن حسن إدارة الغابات من خلال نهج مستدام يساعد في معالجة أزمات تغير المناخ والتنوع البيولوجي، ويعزز من مردودية النشاط الاقتصادي الذي يتيح فرص العمل ويحسن المعيش اليومي للفرد، فقد سجل اللقاء الحاجة إلى جني ثمار الطفرة التكنولوجية بما يصون الغابات كمورد رزق ومعيل لعديد الأسر التي تتكسب منها دونما إفراط.
كما تؤكد هذه التظاهرة، التي تنظم تحت شعار “الحفاظ على غابات أشجار الطلح والماء رهان للتنمية المستدامة”، في المقابل أهمية تثمين الماء -المادة الحيوية- وترشيدها وعقلنتها، مع الانفتاح على الموارد اللا تعاقدية قصد توفيرها، من قبيل تحلية مياه البحر، خصوصا مع تزايد الطلب عليها بالنظر للارتفاع الديمغرافي وما يستتبعه من ضغط عمراني يستنزفان الماء ويعسران الولوج السلس إليه.
وبالنظر للأخطار المحدقة بموارد المياه العذبة التي تهدد صحة الإنسان، تسعى هذه المبادرة إلى الترافع عن تقليلها والحد منها لاسيما تلك المتصلة بالاستخدام الجائر للأراضي واجتثاث الغابات وتغير المناخ وتزايد استهلاك المياه العذبة من قبل الساكنة، ومن قبل قطاع الصناعة الآخذ في النمو، مسجلة الحاجة إلى حماية النظم الإيكولوجية للمياه العذبة لأنه بحمايتها وصونها تصان صحة الإنسان أيضا.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت لبنى بنيدير، الأستاذة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، إن هذه الأيام تروم بث الوعي لدى الطلبة بضرورة الحفاظ على الغابات وحسن استهلاك الماء، مشيرة إلى أن الغاية تكمن أيضا في تمليك الطلبة العدة البيداغوجية القمينة بذلك.
أما القنصل العام لجمهورية القمر المتحدة بمدينة العيون، سيدي عمر سيدي حسن، فاعتبر أن التجربة المغربية في مجال تحلية مياه البحر “بالغة الأهمية “، لاسيما بالأقاليم الجنوبية للمملكة، مشيرا في المقابل إلى العوائد جد الإيجابية للطاقات النظيفة من قبيل الطاقتين الريحية والشمسية، للاستفادة من ما راكمته المملكة في هذا المجال.
وأكد الدبلوماسي القمري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من بين غايات افتتاح قنصلية عامة لبلاده بعاصمة الصحراء المغربية هو تبادل التجارب والخبرات والمعارف العلمية والتكنولوجية، مسجلا الحاجة إلى تمتين التعاون مع مؤسسات البحث، من قبيل المدرسة العليا للتكنولوجيا والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قصد تطوير أنشطة مشتركة.
وخلص إلى أن المملكة انخرطت في مسلسل دعم وتعضيد التنمية بجمهورية جزر القمر المتحدة في ميادين الماء والتنمية والصحة، مبديا ارتياحه للمشاركة في ندوات وأيام من هذا القبيل، تتوخى تحقيق الالتقائية وتعمل على ضمان تكوين أمثل للموارد البشرية والأطر الإدارية.
وتشكل الأيام الدراسية فرصة للتعريف بشجرة الطلح التي تعد مكونا أصيلا في هوية الصحراء المغربية يوجب تثمينا وحفاظا لأدوارها المفترضة في تشجيع السياحة الإيكولوجية في هذه الربوع الغالية من الوطن، ومناسبة لحوكمة التدخلات العمومية من خلال ملاءمة الترسانة القانونية وتحيينها باستمرار.
كما تبرز الوسائل والأدوات التكنولوجية المعتمدة من أجل التصدي للعوامل الطبيعية والحد من تأثيراتها، من قبيل التطوير الذي طال آليات المراقبة، عبر إرساء نظام التنبؤات بوادي الساقية الحمراء لضمان تدخل ناجع خلال الفيضانات والكوارث.
ويتسق موضوع “استعادة الغابات، سبيل للتعافي والرفاه” مع عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 – 2030)، الذي يمثل دعوة لحماية النظم البيئية في جميع أنحاء العالم وإحيائها.
تعليقات الزوار ( 0 )