شارك المقال
  • تم النسخ

أنباء قرب أمزازي من ولاية ثانية على رأس وزارة التعليم تثير استياء الأسرة التربوية

على الرغم من تأكد غياب الحركة الشعبية عن التحالف الحكومي، إلا أن مصادر مقربة من وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، تداولت أنباءً تفيد بأن سعيد أمزازي، يتجه إلى مواصلة مشواره على رأس أحد أهم القطاعات في البلاد، لولاية ثانية على التوالي، ما خلّف استياء واسعاً في أوساط الأسرة التربوية.

وفي ظل عدم إعلان عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المكلفّ، عن تشكيلة وزراء السلطة التنفيذية، وغياب الحركة الشعبية التي ينتمي إليها أمزازي عن التحالف، يبقى الاحتمال الوحيد لبقاء الوزير في منصبه، هو تغيير لونه السيّاسي، والانتماء إلى أحد التجمع الوطني للأحرار، أو الأصالة والمعاصرة، أو الاستقلال.

وسبق لمصادر موثوفة أن كشف لـ”بناصا”، في وقت سابق، أن حالة من الشك تسود بخصوص مستقبل أمزازي داخل الحركة الشعبية، بعدما أشارت إلى اقترابه من المغادرة وحمل ألوان حزب الاستقلال، غير أن ظهور وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، في الحملة الانتخابية لـ”السنبلة”، لاحقا، فنّد هذه الأنباء.

وترى شريحة واسعة من مكونات الأسرة التربوية ضرورة تغيير الوزير الحالي، بسبب تحميلهم إياه مسؤولية الأوضاع التي عرفها القطاع خلال السنوات الماضية، خصوصاً من الجانب المتعلق بغياب الاستقرار، واستمرار الاحتجاجات وتزايدها بشكل كبير، الأمر الذي سبق وجعل عدداً من الفاعلين النقابيين يصفون المرحلة الراهنة بـ”الأسوء في تاريخ المغرب”.

وكانت فئة مهمة من أفراد الأسرة التربوية، قد أطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، لمطالبة عزيز أخنوش، بإبعاد سعيد أمزازي عن تشكيلته الحكومية المرتقبة، بسبب الحصيلة الكارثية التي خلفها من ورائه طيلة السنوات التي قضاها على رأس أحد أهم القطاعات، وفقهم، مطالبين بوضع شخص كفء ويرحب بالحوار لحل الملفّات العالقة، في المنصب.

وقال الأستاذ الجامعي، عبد الكبير الصوصي العلوي: “من الأخطاء القاتلة في تجربة حزب التجمع الوطني للأحرار أن يستمر أمزازي على رأس وزارة التعليم، لأنه ببساطة جزء من المشكلة والاحتقان الذي شهده القطاع”، مضيفاً: “لذلك، صوت الأساتذة- وانا واحد منهم- لحزب التجمع الوطني للأحرار من أجل طرد حزب العدالة والتنمية وكذا برنامجه في قطاعات معينة منها التعليم والصحة ثم التشغيل”.

وأوضح الصوصي العلوي، في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وشاركها مجموعة من رجال ونساء التعليم، “إذا نجح حزب الحمامة في مهمة إسقاط البيجيدي، عليه أن يحرص على تدبير القطاعات الاجتماعية سيما التعليم بنفسه لا بغيره كأمزازي. الذي استنفد رصيده في تدبير القطاع”.

من جانبه، سبق وأشار الفاعل التربوي عبد الوهاب السحيمي، إلى أنه “على أخنوش أن يفهم أنه لا يمكن الحديث عن أي تغيير أو أي إصلاح أو حتى الحديث عن فتح صفحة جديدة مع نساء ورجال التعليم، في ظل استمرار أمزازي على رأس قطاع التعليم”، متابعاً: “المشكلة بين هذا الرجل والأسرة التعليمية هي بالأساس نفسية”.

وأكد السحيمي، أن “الأربع سنوات التي قضاها الرجل على رأس القطاع وما عرفه خلالها نساء ورجال التعليم من قمع وتنكيل واعتقالات واقتطاعات من الأجور، و تملص من الاتفاقات وتنصل من الوعود.. كلها أمور جعلت المشكلة بين الطرفين كبيرة جدا”، معتبراً أن “استمرار أمزازي في منصبه له تفسير واحد وهو أن دار لقمان لا زالت على حالها”.

واختتم السحيمي تدوينته موجها كلامه لأخنوش، بالقول إن: “كل ما قلته قبل وإبان الحملة الانتخابية لم تكن سوى وعود لا تختلف عن وعود أمزازي الزائفة التي دبر بها القطاع طيلة 4 سنوات”، مستطرداً: “فإن كان من إصلاح، فيجب أن يبدأ بتنحية أمزازي ومن اشتغل معه طيلة 4 سنوات من الوزارة”.

يشار إلى أن قطاع التعليم، عاش، منذ تولي أمزازي حقيبته سنة 2017، على وقع مجموعة من الاحتجاجات التي تفاقمت بسبب رفض الوزير للحوار مع المتظاهرين، إلى جانب إغلاقه للباب في وجه النقابات لشهور طويلة قبل أن عودته للطاولة مرة أخرى، الأمر الذي جعل العديد من المراقبين، يجمعون على أن هذه المرحلة، تعتبر الأسوء في تاريخ المنظومة التربوية بالمغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي