شارك المقال
  • تم النسخ

أنباء فتح الحدود مع سبتة ومليلية المحتلتين تنشر التفاؤل في صفوف “المهرّبين”

تتجه الحكومة المغربية إلى إعادة فتح الحدود بين المملكة ومدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بعد أزيد من سنة ونصف على إغلاقها، على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد، وسط تفاؤل كبير من قبل ممتهني التهريب المعيشي، على الرغم من عدم اتضاح الرؤية بخصوص موقف السلطات من استمرار التهاون مع هذا النشاط غير القانوني.

وقالت جريدة “إل إسبانيول”، إن يومي الجمعة والسبت، كانا حاسمين في الرباط، لتحديد موعد إعادة فتح الحدود البرية مع سبتة ومليلية، التي أغلقت في الـ 13 من شهر مارس من 2020، مضيفةً أن الحكومة تعتزم إعادة حركة المرور إلى عابرهما في مارس من 2022، بعد عامين كاملين من إغلاقها.

وأوضحت الجريدة، أن فتح الحدود سيشمل معبرين فقط، وهما بني انصار في مليلية، وترخال في سبتة، مع الإبقاء على امتياز ولوج مواطني منطقتي الناظور وتطوان من دخول المدينتين المحتلتين، وهو ما يعني استمرار إغلاق حدود فرخانة وباريو تشينو وماريغوارى في مليلية، وترخال 2 في سبتة، وهي البوابات التي كانت تشهد أنشطة التهريب المعيشي.

واسترسلت، أن مواطني منطقتي الناظور وتطوان، سيتقاسمون الحقوق مع سكان سبتة ومليلية، وهو ما سيتيح لرجال الأعمال ممارسة أعمالهم في المغرب، مثل بعض اليهود، وسيسمح لهم بالمرور عبر الحدود، مردفةً أنه في وقت لاحق، سيتم استئناف الرحلات السياحية التي تصل إلى المغرب عبر الطائرة أو القراب.

وأكدت الصحيفة، أن مارس 2022، سيكون أول موعد لإعادة فتح المعابر المغلقة منذ 2020 بسبب الوباء، مردفةً أن الرباط أرسلت أول إخطار إلى مدريد، في أبريل من السنة نفسها، تفيد فيه، بأن الحدود لن تفتح إلى غاية نهاية دجنبر من 2020، على الأقل، قبل أن يتم تأجيل إعادة فتح الحدود إلى منتصف 2021، على الأقل.

من حيث المبدأ، تضيف الجريدة، سيقود عملية إعادة فتح الحدود، خالد الزروالي، المسؤول عن الهجرة ومراقبة الحدود في وزارة الداخلية، الذي سافر عدة مرات إلى المنطقة المتاخمة لسبتة ومليلية، كما التقى الأسبوع الماضي، مع جميع ولاة المغرب، للتحضير لحفلات التنصيب المختلفة في البلاد، التي سيحضرها الملك محمد السادس.

بعدها، تقول اليومية، عقد الزروالي اجتماعاً أكثر تقييدا، مع ولايتي الناظور وتطوان، والمنطقتين الولائيتين وجدة والمضيق الفنيدق، للتنبيه إلى ضرورة التأهب والاستعداد قبل شهر مارس 2022، وهو موعد افتتاح الحدود، الذي تشير الجريدة الإسبانية، إلى أنها بات حقيقة، رغم تزايد أعداد إصابات كورونا في بعض مناطق العالم، وفق ما نقلته عن مصادر وصفتها بالقريبة من الرباط.

وقبل ذلك، تسترسل الجريدة، من المنتظر عقد اجتماع لكبار مسؤولي وزارتي الداخلية والخارجية المغربية في يناير المقبل في مدريد، بحضور الزروالي، متابعةً في السياق نفسه، أن المغرب، قرر تخفيف حدة التوتر مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي، وارتأى تخفيف الاختناق الذي تعيشه سبتة ومليلية منذ أكثر من عام ونصف.

ونبهت الجريدة إلى أن المغرب وقع عقود تعاون مع ثلاثة حلفاء رئيسيين، هم بريطانيا، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى ذلك، يخطط لتوسيع مطاري تطوان والناظور، إلى جانب افتتاح ميناء الناظور غرب المتوسط، والذي سيقود مع ميناء طنجة، البضائع الأفريقية في المضيق والبحر الأبيض المتوسط، وسيفتح الوصول إلى السياحة.

على وجه التحديد، تردف الصحيفة، شارك الإثنين الماضي، القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، في لقاء مع رئيس جماعة وجدة محمد عزوي، لمناقشة مشاريع مشتركة تهدف إلى تطوير المهارات والوظائف وفرص العمل، خاصة للشباب في المنطقة، وهو نفس الشيء الذي قام به في الجزء الغربي من البلاد، حيث قام سفير بريطانيا السابق توماس رايلي، والحالي سيمون مارتن، بجولة عبر مناطق مجاورة لسبتة ومليلية.

وأشارت “إل إسبانيول”، إلى أنه في أبريل الماضي، سار وفد من 26 رجل أعمال إسرائيلي، متخصص في التجارة والسياحة، برفقة اثنين من عملاء المخابرات وثمانية حراس شخصيين، عبر وجدة والناظور والدار البيضاء، مبرزةً أن إسرائيل، ستعمل على فتح حانات ونوادي بميناء من ميناء بني انصار إلى الناظور وكازينو أطالايون، بالإضافة لدخول صناعة الحشيش الطبية في الريف.

وذكرت الجريدة، بأن المغرب، يهدف من خلال هذه الشراكات والاتفاقيات التي يقوم بإبرامها مع شركائه الدوليين، إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي، من أجل التخلي النهائي للمواطنين المحاذين لمدينتي سبتة ومليلية عن أنشطة التهريب المعيشي، ودفع الثغرين المحتلين، إلى الاعتماد على مواردهما وبنيتيهما التحتيتين.

وخلفت هذه الأنباء موجة تفاؤل كبيرة وسط الأشخاص الذين كانوا يمتهنون التهريب المعيشي، بعد أن أجبرتهم الجائحة وإغلاق الحدود في مارس 2020، على تغيير عملهم بحثا عن لقمة العيش، دون أن يفقدوا الأمل في عودة الأمور إلى ما كانت عليها في السنوات الماضية.

ورغم تأكيد الجريدة الإسبانية على أن المعابر التي كانت مخصصة لعبور ممتهني التهريب المعيشي، لن تفتح، إلا أن معبري بني انصار وترخال، كانا أيضا يشهدان عملية التهريب عبر السيارات، وهو وما جعل ممتهني التهريب، يبقون على آمالهم في استئناف النشاط، وفق ما أعربوا عنه لـ”بناصا”.

ويأمل المعنيون في أن تنظر السلطات المغربية إلى الوضع الذي باتوا عليه، بعدما اتجه بعضهم إلى بيع الخضر والفواكه، فيما فتح آخر محلاً للمواد الغذائية، واختار آخرون النقل السري، وهي جميعها أنشطة لا تدرّ عليهم حتى ربع ما كان يدرّه عليهم نشاط التهريب المعيشي، وفق تأكيد مصادر الجريدة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي