شارك المقال
  • تم النسخ

“أنا رسولُ الله. وأُوحيَّ إليَّ بقتل الشّيطان”.. اعترافات مرتكب جريمة كنيستي الجزيرة الخضراء تُرجّح فرضية مرضه العقليّ

يبدو أن الاعترافات التي بدأت تظهر شيئا فشيئا في قضية جريمة كنيستي الجزيرة الخضراء، التي نفذها المواطن المغربي ياسين قنجاع، تؤكد استنتاجات الطب الشرعي بخصوص صحة المتهم العقلية.

تفاصيل الواقعة تعود إلى يناير الماضي، حيث قام قنجاع بقتل أحد أعضاء الكنيسة المقدسة وسط الجزيرة الخضراء، وأصاب 4 أشخاص آخرين، من ضمنهم قس من معبد كاثوليكي آخر، قبل أن تعتقله الشرطة بعد فترة وجيزة.

وفي أحدث الاعترافات التي كشفتها صحيفة “eldebate”، زعم قنجاع، الذي ولد في المغرب قبل 25 سنة، وهاجر بشكل غير شرعيّ إلى إسبانيا، العام الماضي، أنه رسول من الله، وأنه أوحيّ إليه، من أجل قتل الشيطان الذي يجسده القساوسة في كنيستي الجزيرة الخضراء، ومرتادوهما.

وحسب ما أوردته الصحيفة، فإن قنجاع، الذي كان لديه أمر ترحيل، لم يفعل شيئا منذ وصوله إلى إسبانيا سوى تدخين الحشيش، وعاش على الأموال التي يرسلها له والداه من المغرب، واجه الشرطة في التحقيق بالقول: “أنا رسول الله، من قتلت كان الشيطان. وكان الكاهن الذي اعتديت عليه شيطانا أيضا”.

وشدد قنجاع، أنه ليس نادما على أي شيء قام به. بل وصل به الأمر، إلى التأكيد على أنه “إن استطعت فعل ذلك مرة أخرى، سأفعل”. وواصل: “منذ شهرين بدأ هذه الأفكار، لكنني تلقيت قبل ثلاثة أيام وحيا يأمرني بقتل الشياطين أو الانتحار”. ولدى سؤاله عن مزيد من التفاصيل، رفض الإجابة واكتفى بالقول: “ما فعلته بيني وبين الله”.

وأصرّ أفراد الشرطة على مواصلة استنطاقه، ليقول: “قبل أقل من شهر بقليل، اكتشفت أنني أخطئ، وقررت تغيير نمط حياتي. الآن أصلي، وأعطي الصدقات، وأنصح عائلتي عندما تظهر عائلتي أمورا لا تتفق مع الدين. قبل ثلاثة أيام من قتل الشخص، شعرت بشيء غريب في داخلي بسبب الطقوس التي يؤديها المسيحيون”.

وأوضح: “المسيحيون الذين رأيتهم لديهم اتفاق مع الشيطان. كنت أريدهم أن يتركوا إيمانهم المسيحي لأنني اعتقدت أنهم يبرمون ميثاقا مع الشيطان. حاولت إقناعهم لكنهم طردوني من الكنيسة. في هذا الوقت دخل في نقاش مع مغربي إسباني، يرتاد الكنيسة، لأنه تحول للمسيحية ولم يعرف الدين الأصيل الإسلام”.

واعترف قنجاع أنه هاجم الشخص المغربي الإسباني، بغرض قتله، قبل أن يضيف: “طردوني من الكنيسة في المرة الأولى، وذهبت من أجل المنجل. شعرت بسوء شديد بشأن الممارسة الدينية في تلك الكنيسة بالذات، لدرجة أنني شعرت بوحي إلهي يخبرني أنه يجب على الناس التصرف ضد الطقوس الدينية لتلك الكنيسة”.

وأردف: “عدت حاملاً المنجل لأنني اضطررت لقتل جميع القساوسة الذين كانوا في الكنيسة”، متابعاً: “ذهبت أولا إلى الكنيسة التي في الأعلى، وتوجهت نحو الكاهن الذي كان لديه كتاب مفتوح أثناء إلقائه القداس، وبدون أي رحمة تجاهه، لأنه كان مكروها بالنسبة لي”.

وواصل: “ضربته في رقبته بنية القتل، ثم غادرت الكنيسة باتجاه الأخرى الموجودة في الأسفل، وهناك، مرة أخرى، هاجمت بنية القتل كاهنها بعد رؤيته، القس رآني وأراد الدفاع عن نفسه بالكرسي، وجه لي عدة ضربات، أردت فقط قطع رقبته وقتله ووضع حد لشره، وجهت له عدة ضربات لأتأكد من قتله”.

هذه الاعترافات، تؤكد الاستنتاجات التي توصل إليها الطب الشرعي بالمحكمة الوطنية بمدريد، بعد إخضاع قنجاع للتحليل، حيث أوصى بوضعه في أحد مراكز الإصلاح النفسي. كما أن قاضي المحكمة نفسها، خواكين جاديا، طلب بعدها من السلطات المغربية، مدّه بتقارير عن الصحة العقلية للمعني.

ووفق تقرير الطب الشرعي، فإن قنجاع، تظهر عليه “أعراض تتوافق مع اضطراب الوهم”، وهو ما ذهب إليه دفاعه أيضا، حيث أنكروا بشكل مطلق، أن يكون الشاب “جهاديا”، مطالبين بإعادة الملف إلى محكمة الجزيرة الخضراء، في ظل غياب أي دوافع إرهابية وراء الجريمة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي