قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، إن امتحانات البكالوريا التي تم تنظيمها للمرة الثّانِية في ظروف استِنائِية وصعبة بسبب تداعيات جائحة كورونا، تمكنا من ضمان إجرائها في ظروف ملائمة وجيدة بفضلِ التّعبئة الوطنية الجماعِية.
وأوضح أمزازي، يومه (الثلاثاء) خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين، أن الامتحان الوطني للبكالوريا هم هذه السنة أكثر من 518 ألف مترشحة ومترشحا، حيث تطلب الأمر تنظيما محكما واستعدادات انطلقت منذ بداية الموسم الدراسي.
وشدد المصدر ذاته، أن الوضعية الاستثنائية التي تعيشها المنظومة التربوية، فرضت اعتماد عدة إجراءات تنظيمية استثنائية، منها اعتماد مبدأ الأقطاب: قطب الشعب العلمية والتقنية والمهنية وقطب الشعب الأدبية والتعليم الأصيل.
وتم فرض برتوكول صحي صارم خاصة من خلال عدم تجاوز 10 مرشحين داخل كل قاعة واستعمال المنشئات الرياضية والمدرجات الجامعية، والرفع من عدد مراكز الامتحان لتصل هذه السنة إلى 2408 مركز، ثم برمجة الامتحانات على عدة فترات: الامتحان الجهوي للأحرار ثم الامتحان الجهوي الخاص بالسنة أولى بكالوريا ثم الامتحان الوطني الموحد للسنة الثانية بكالوريا.
ولفت أمزازي، إلى أنه من بين الاحتياطات التي تم اتخاذها هو وضع ترتيبات لضمان اجتياز هذا الامتحان الهام بالنسبة للحالات التي قد تكون مصابة بكوفيد 19 في مكان تواجدها، إلا أنه لم يتم رصد هذه السنة أية حالة.
وأضاف، أن العدد الإجمالي للحاضرين في اختبارات هذه الدورة بلغ 444.233 بنسبة حضور تحددت في 96.50% لدى المترشحين الممدرسين، و63.20% لدى المترشحين الأحرار، وهي نسب تعكس إقبالا كثيفا على اجتياز اختبارات هذه الدورة، مقارنة مع سابقاتها، سواء بالنسبة للمترشحين الممدرسين أو الأحرار.
كما عرفت هذه الدورة اجتياز 930 مترشحة ومترشحا من نزلاء المؤسسات السجنية لهذا الامتحان ب40 مركزا أحدث داخل هذه المؤسسات، وتم كذلك إحداث مركز للامتحان بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء قصد تمكين تلميذة تتلقى علاجها بذات المستشفى من اجتياز هذا الامتحان في أحسن الظروف.
وفي نفس السياق، بلغ عدد المترشحين في وضعية إعاقة الذين استفادوا من صيغ تكييف الاختبارات وظروف إجرائها 319، وذلك حسب نوع ودرجة الإعاقة، إلى جانب اتخاذ جميع الترتيبات لتشكيل لجن تصحيح جهوية خاصة بهذه الفئة.
ضبط 4235 حالة غش
من جانب آخر، أكد أمزازي، أن هذه الدورة تميزت بِمُواصَلة تَنفيذ الإجراءات التي أقرَّتْها الوِزارة في مجال تَأمِينِ الامْتحانات وَالحَدِّ من الغَشِّ، إذ عملت الأكاديميات الجهوية على تنظيم حملات تحسيسية مكثفة بخصوص هذه الظاهرة، ومُواصَلَة اعْتماد فُرُق مُتَنَقِلَة وأُخرى قارَّة بِمراكِز الامتِحان، وكذا اعْتماد لِجَن لليَقَظَة.
وخلايا تتبع ومراقبة الامتحانات مركزيا وجهويا وإقليميا؛ وبفضل هذه الإجراءات والتدابير وصرامة وروح المسؤولية التي أبان عنها الأساتذة المشرفون على الحراسة وكل الفرق والخلايا المحدثة لهذا الغرض، تم التصدي لهذه الظاهرة من خلال ضبط 4235 حالة غش وإن كانت تمثل نسبة ارتفاع بلغت 116% مقارنة مع دورة السنة الماضية إلا أنها تبقى نسبة جد ضئيلة ولا تتعدى 1 % من عدد الحاضرين في هذه الاختبارات.
وتابع وزير التعليم، أنه تم تحرير محاضر الغش بشأن الحالات التي تم ضبطها، وستعرض للبت من طرف اللجن الجهوية لاتخاذ العقوبات التأديبية المنصوص عليها في القانون 02.13 المتعلق بزجر الغش في الامتحانات المدرسية؛ حيث تمت إحالة 133 مترشحا على السلطات الأمنية نظرا لحيازتهم وسائل إلكترونية غير مسموح بها داخل مراكز الامتحان أو بسبب عنف لفظي تجاه الأساتذة المكلفين بالحراسة.
كما واجهت الوزارة، يضيف أمزازي، حملة تضليلية حاولت عبثا النيل من مصداقية هذه الامتحانات، ومن أجواء التعبئة الوطنية المسؤولة، وقد لاحظتم استنكار وتصدي العديد من الفاعلين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لمثل هذه الممارسات اللاأخلاقية.
وفيما يتعلق بالإعلان عن النتائج فقد انطلقت عملية تصحيح إنجازات المترشحات والمترشحين بجميع مراكز التصحيح البالغة حوالي 337 مركزا، يشارك فيها حوالي 34447 أستاذة وأستاذ مصحح(ة) تمت تعبئتهم للقيام بهذه العملية، مع التقيد بالإجراءات الاحترازية الصحية، وستجرى المداولات ابتداء من يوم 18 يونيو 2021.
وأشار أمزازي، إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج الدورة العادية يوم 20 يونيو 2021؛ والدورة الاستدراكية يوم 11 يوليوز 2021، وذلك لتمكين جميع الحاصلين على البكالوريا من اجتياز مباريات ولوج مؤسسات ومعاهد التعليم العالي.
تعليقات الزوار ( 0 )