شارك المقال
  • تم النسخ

أمريكا وجرائم الحرب في قطاع غزة

عندما يتعلق الأمر بحماقات إسرائيل العسكرية فلا فرق في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية بين الجمهوريين والديمقراطيين. دعم إسرائيل من ثوابت السياسة الخارجية الأمريكية حتى وإن ارتكبت إسرائيل كل جرائم الحرب المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف الأربع والبروتوكولات الملحقة بها.

تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن مند بدء القصف الجوي المدمر على قطاع غزة، كانت تصريحات عنصرية بكل المقاييس، بل يمكن القول، بأنه جعل من الولايات المتحدة الأمريكية، شريكا في كل ما تقترفه إسرائيل من جرائم ضد الانسانية في حق المدنيين بالقطاع.

غزة تتعرض إلى عملية تطهير عرقي خطيرة جدا، خصوصا بعد مطالبة نتنياهو لسكان غزة بالرحيل، ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي للمقاتلين الفلسطينيين بالحيوانات.

من المفارقات العجيبة أنه عندما كان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن يقدم تصريحاته الأخيرة كانت قناة الجزيرة قد قسمت شاشة البث لشطرين:

شطر يركز على تصريح الرئيس جو بايدن، وشطر مخصص للنقل المباشر للقصف الذي تتعرض له مناطق متفرفة في قطاع غزة.

في نفس الوقت الذي كان يتحدث فيه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بحسرة وألم عن المعاناة النفسية للأسر الإسرائيلية التي فقدت أبناءها في هجوم حركة حماس “الإرهابية” وفق تعبيره، كانت عمليات القصف المرعب والمدمر للبشر والحجر والشجر في قطاع غزة تنقل على الهواء مباشرة بقناة الجزيرة.

رئيس الولايات المتحدة الامريكية (رائدة السلام في العالم) جو بايدن، تحدث عن الألم الذي يعتصر قلبه لفقدان الأسر الإسرائيلية، التي فقدت أبنائها في العمليات التي نفذتها حركة حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية، ولم يأبه لأطنان من القنابل التي ترمي بها طائرات إسرائيل فوق رؤوس المدنيين في قطاع غزة، بل الأخطر من ذلك أكد على دعم أمريكا لإسرائيل وحثها على الاستمرار في الدفاع عن نفسها.

حق الإنسان الفلسطيني في الحياة لا يساوي شيئا عند حكام الولايات المتحدة الأمريكية، كلما تعلق الأمر باستمالة أصوات اليهود في الاستحقاقات الانتخابية. الرئيس الأمريكي جورج بايدن أثبت للعالم من خلال تصريحاته الداعمة لإسرائيل، أنه عدو للسلم، والسلام، لانه عوض أن يدعو الأطراف المتقاتلة إلى التهدئة، وحقن الدماء، وإيجاد حلول لوقف المآسي الانسانية، اختار التحريض المباشر لإسرائيل، من أجل الاستمرار في ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين بحجة مقاومة التنظيمات الإرهابية المسلحة.

ما يحدث في قطاع غزة من جرائم حرب فضيعة بضوء أخضر أمريكي وأوروبي يعني شيئا واحدا وهو أن اتفاقيات جنيف الأربعة وبروتوكولاتها الملحقة وميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الإنسان لا تصبح لها أي قيمة عندما يكون الفاعل هو جيش إسرائيل.

إسرائيل، وتحت عنوان حق الدفاع الشرعي عن النفس، وحق مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة، يجوز لها وبرعاية امريكية وأوروبية، قصف الأماكن الآهلة بالسكان، وتدمير المنشآت العامة، والمساجد، والمآثر، والمتاحف، والمباني التابعة للأمم المتحدة، وسيارات الإسعاف. بل يصبح من حقها قطع الماء والكهرباء على سكان قطاع غزة ومنع وصول المساعدات لغزة عن طريق معبر رفح.

قطاع غزة تحول إلى منطقة عسكرية مغلقة، والدخول إليها أصبح محظور تماما، في ظل صمت عالمي وأممي رهيب، وفي ظل تواطؤ أمريكي مكشوف، وقد عبر عنه الرئيس جو بايدن بشكل صريح في تصريحاته الأخيرة، التي أجمع الخبراء على أنها حملة انتخابية سابقة لأوانها.

شارك المقال
  • تم النسخ