شارك المقال
  • تم النسخ

ألباريس يضع “تقوية العلاقات” كشرط لرحلته إلى المغرب.. ومصادر تؤكد قرب الزّيارة

وضع وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس، تقوية العلاقات والعمل على “متانتها”، كشرط من أجل رحلته إلى الرباط، معتبراً بأن زيارة إلى بلد مهم بالنسبة لمدريد ستكون جيدة، غير أن الأفضل هو توالي هذه الزيارات، قبل أن يؤكد أن الدبلوماسية تتطلب الحذر والوقت.

وقال ألباريس خلال المؤتمر الصحفي الذي أجراه على هامش زيارته، أمس الأربعاء، إلى لشبونة، حيث التقى بنظيره البرتغالي أوغوستو سانتوس سيلفا، إن الرحلة الأولى إلى بلد مهم لإسبانيا مثل المغرب ستكون مهمة، لكن الرحلة الثانية أو الثالثة أو الرابعة ستكون أكثر أهمية، هذا هو ما يحتاج إلى أن يعزّز”، قال ألباريس بعد تنصيب مديرة السلك الدبلوماسي ماريا هيلدا خيمينيز ومدير الاتصالات الخارجية خوليو باستور”.

وجاء في صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أن هدف ألباريس مما قاله، هو “إعطاء استمرارية واستقرار للعلاقات مع الجار الجنوبي، بحيث لا تكون زيارة الوزير الإسباني إلى الرباط، التي ستتم عاجلاً وليس آجلاً، بحسب مصادر دبلوماسية، حدثاً منعزلاً بل بداية المرحلة التي تدوم بمرور الوقت ولا تخضع للتقلبات أو الصدمات”.

وكشفت أن الدبلوماسية الإسبانية، تسعى إلى فتح مسارات آمنة تكون فيها العلاقات متينة، حيث أكد ألباريس، أنه يسعى لتحقيق ذلك مع جميع البلدان، ومنها المغرب، منبهاً إلى أن “الدبلوماسية تتطلب الهدوء والوقت”، وهذا وفقه، “لا يشير إلى أن شيئا ما ليس من الأولويات”، قبل أن يتابع: “الدبلوماسية تفتح المسارات لبناء الثقة والصلابة”.

وفي المؤتمر الصحفي المذكور، أكد وزير الخارجية البرتغالي، أن بلاده لم تستغل الأزمة بين البلدين لتحقيق أي استفادة، وأن الخط البحري بين بورتيماو وطنجة، لا “يحل محل أي علاقة أخرى”، وذلك في رده على الأشخاص الذين قالوا إن التقارب لشبونة تحاول استغلال الأزمة لتعميق علاقاتها مع الرباط.

وأردفت الصحيفة أن العلاقات المغربية الإسبانية، عرفت منذ القرن الماضي 3 أزمات، من بينها الأخيرة، حيث كانت الأولى في 1975، والثانية جزيرة ليلى سنة 2002، والثالثة أزمة بن بطوش الحالية التي سمتها بـ”سبتة”، وهي وقائع كادت تتطور الأمور في بعضها إلى الحرب، غير أنه رغم ذلك، عرفت العلاقات الاقتصادية تطورا كبيراً، وأطاحت إسبانيا بفرنسا كأول شريك تجاري للرباط.

واسترسل أن الاتفاق على إطار جديد للعلاقات ممكن، في حال كانت هناك اتصالات مع المغرب، وهو الأمر الذي يتجنب ألباريس تأكيده، حيث اكتفى بالقول في رده على سؤال بهذا الخصوص من قبل الصحافيين، إن “الدبلوماسية تتطلب حذراً”، “الشيء المهم هو الموقف، موقفنا واضح والموقف الذي أراه تجاهنا من المغرب واضح أيضا”، حسبه.

واعتبرت اليومية أن تجنب الملك محمد السادس لذكر الأزمة مع إسبانيا في خطاب العرش، أمراً إيجابياً، من شأنه المساهمة في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، مبرزةً أن الملك فيليب السادس هنأ في رسالة، نظيره في الرباط، بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لتوليخ العرش، وذلك في أول اتصال مباشر بين المملكتين المغربية والإيبيرية منذ اندلاع الأزمة.

وذكرت أن المغرب، التزم الصمت على إيماءات التقارب التي قان بها ألباريس منذ توليه المنصب خلفا لأرانشا غونزاليس، حين وصفه بـ”البلد الصديق”، ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز، بعد أن قال إن الرباط “شريك استراتيجي”، وهو ما جرى تفسيره على أنه بداية الانفراج، والتهدئة الدبلوماسية بين البلدين.

ويرى خبراء، وفق “إلباييس”، أن رحلة ألباريس الأولى إلى المغرب، لابد من أن تكون مصحوبة بجدول زمني لاستئناف الاتصالات على جميع المستويات بين الإدارتين، والتي توقفت فجأة العام الماضي، بداية بسبب فيروس كورونا، ثم نتيجة الأزمة التي اندلعت عقب استقبال حكومة مدريد لزعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، في مستشفى لوغرونيو.

وشددت الجريدة الإسبانية، على أنه إن كانت زيارة ألباريس للشبونة، بمثابة إعلان للوزراء عن الاحتفال في الـ 28 أكتوبر المقبل، بالقمة الإسبانية البرتغالية الـ 32، فإن رحلة وزير خارجية مدريد للرباط، يجب أن تحدد موعداً للاحتفال بالقمة المغربية الإسبانية، المؤجلة منذ 17 ديسمبر الماضي، منبهةً في الختام، إلى أنه لا يمكن إنهاء الأزمة إلا بعودة السفيرة المغربية لعاصمة المملكة الإيبيرية.

وطالب مجموعة من الأكاديميون الإسبان، وزير الخارجية، الذي لم يبرج لحد الآن أي رحلة للمغرب، بضرورة وضع جميع الأوراق على الطاولة وتوضيح مواقف كلّ طرف والاتفاق على التناقضات، وذلك من أجل تجنب أي سوء فهم جديد من شأنه أن يعرقل العلاقات بين الدولتين الجارتين في السنوات المقبلة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي