Share
  • Link copied

أكثر من 237 ألف مغربي حصلوا على الجنسية الإسبانية منذ 2018: هل تُغير هذه الهجرة ملامح الجالية المغربية في إسبانيا؟

تشكل الجالية المغربية في إسبانيا أكبر جالية أجنبية في البلاد، حيث تجاوز عدد أفرادها 1.1 مليون نسمة، وذلك وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن المعهد الوطني الإسباني للإحصاء (INE).

وتعد كل من منطقة مدريد وكاتالونيا من أهم المناطق التي تستقطب المغاربة، حيث تضمان أكثر من 90,000 مواطن حصلوا على الجنسية الإسبانية منذ عام 2018، مما يعكس الدور الكبير الذي تلعبه هذه الجالية في النمو الديموغرافي والاقتصادي لإسبانيا.

الجالية المغربية: الرقم القياسي في التجنيس

ووفقًا لوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، فقد حصل بين عامي 2018 و2023، أكثر من 237,000 مغربي على الجنسية الإسبانية، بينما تشير تقديرات المعهد الوطني للإحصاء إلى أن العدد تجاوز 246,000.

وتعكس هذه الأرقام تحسنًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية بين إسبانيا والمغرب، خاصةً مقارنة بالفترة بين 2012 و2017، حيث لم يتجاوز عدد المغاربة الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية 130,000 مواطن.

وفي عام 2023، كان المغاربة المجموعة الأكبر بين الحاصلين على الجنسية الإسبانية، بنسبة 22.5% من إجمالي التجنيس، متقدمين على الجاليات الأخرى مثل الفنزويليين (12.6%) والكولومبيين (7.8%).

وتشير البيانات إلى أن 53% من الحاصلين على الجنسية كانوا من الذكور، بمتوسط عمر 19 عامًا، حيث حصل العديد منهم على الجنسية عند بلوغهم سن الرشد.

التوزيع الجغرافي: كاتالونيا في المقدمة

وتتركز الجالية المغربية في عدة مناطق إسبانية، حيث تأتي كاتالونيا في المقدمة بعدد يقارب 250,730 مغربيًا، تليها منطقة أندلوسيا بـ171,698، ومنطقة مورسيا بـ98,581. أما منطقة مدريد، فتحتل المرتبة الخامسة بعدد 87,609 مغربيًا.

وتعد الجالية المغربية الأكبر في جميع المناطق الإسبانية باستثناء جزر الكناري ومدريد وكانتابريا وأستورياس، حيث تحتل الجالية الفنزويلية الصدارة.

التحديات البيروقراطية وإجراءات التسريع

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في أعداد الحاصلين على الجنسية الإسبانية، إلا أن العقبات البيروقراطية لا تزال تشكل تحديًا أمام العديد من المتقدمين.

وتتطلب عملية التجنيس في إسبانيا إثبات حسن السيرة والسلوك، وعدم وجود سجل جنائي، وإظهار الاندماج في المجتمع، بالإضافة إلى اجتياز اختبارات اللغة الإسبانية الأساسية التي يقدمها معهد سرفانتس.

ومع ذلك، تعمل الحكومة الإسبانية على تسريع هذه الإجراءات من خلال اقتراح برنامج جديد لتسوية أوضاع حوالي 700,000 مهاجر قدموا إلى إسبانيا قبل نهاية عام 2023. وإذا تمت الموافقة على هذا البرنامج، سيكون أكبر جهد تنظيمي في تاريخ إسبانيا، متفوقًا على البرامج السابقة التي أطلقتها حكومات خوسيه ماريا أثنار وخوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.

دور الجالية المغربية في تعزيز الاقتصاد الإسباني

ولا تقتصر أهمية الجالية المغربية على الجانب الديموغرافي فقط، بل تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد الإسباني. ففي عام 2024، أرسل المغاربة المقيمون في الخارج أكثر من 117.7 مليار درهم كتحويلات مالية، مما يعكس مساهمتهم الكبيرة في الاقتصاد الوطني.

وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع أفراد الجالية المغربية بمتوسط عمر يبلغ 34 عامًا، مما يجعلهم قوة عاملة شابة وفاعلة في سوق العمل الإسباني.

انخفاض معدل المواليد في إسبانيا

وتواجه إسبانيا تحديًا ديموغرافيًا كبيرًا بسبب انخفاض معدل المواليد إلى 1.16 طفل لكل امرأة، وهو أقل بكثير من معدل الاستبدال الذي يجب أن يكون 2.1. لذلك، حيث يعد استقطاب المهاجرين وتجنيسهم أمرًا بالغ الأهمية لضمان استمرارية النمو السكاني والاقتصادي.

وفي هذا السياق، تبرز الجالية المغربية كشريك استراتيجي لإسبانيا، ليس فقط بسبب حجمها الكبير، ولكن أيضًا بسبب تاريخ العلاقات الطويل بين البلدين، والذي يتميز بالتعاون والاحترام المتبادل.

والجالية المغربية في إسبانيا ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

وبفضل جهود أفرادها وإسهاماتهم، تظل هذه الجالية رمزًا للاندماج والتعاون بين الثقافات، مما يعكس قوة العلاقات الإسبانية المغربية التي تتجاوز الحدود الجغرافية لتشكل نموذجًا للتعايش الإنساني.

Share
  • Link copied
المقال التالي