Share
  • Link copied

أكاديميون يقاربون في ندوة بكلميم مضامين النموذج التنموي

قارب باحثون وأكاديميون في ندوة بعنوان “قراءة في النموذج التنموي الجديد، التنمية بجهة كلميم وادنون : الفرص والتحديات”، نظمت مساء أمس السبت بكلميم، توجهات ومضامين التقرير العام حول النموذج التنموي الجديد.

وبسط المشاركون ، خلال هذه الندوة التي نظمتها العصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية، أهداف هذا النموذج التنموي وشروط تحقيقها، والمعيقات التي تعرقل مختلف النماذج والمشاريع التنموية ، والحلول المقترحة لتجاوز هذه الصعوبات من أجل بناء مغرب الغد، معتبرين أن النموذج التنموي هو مشروع طموح جاء بأهداف نبيلة تستدعي من الجميع التعبئة والتعامل معه بكل إيجابية.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب العام للعصبة، الحسن مادي، في مداخلة حول “مبادئ وأسس النموذج التنموي الجديد”، أن المغرب ومن خلال تقرير لجنة النموذج التنموي قد دخل في مرحلة جديدة تستدعي من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين وجمعيات المجتمع المدني والاحزاب السياسية والهيئات النقابية التفاعل معه بكل إيجابية لتحقيق أهدافه.

وأشار الى أن الغاية من تنظيم هذه الندوة هو تبادل الأفكار والآراء حول هذا التقرير من أجل تملكه وفهم الغايات منه ومحاولة تطويره وتكييفه مع الخصوصيات الجهوية والمحلية لمختلف جهات المملكة.

وأبرز أن التقرير يشكل مقترحا لمسار تنموي جديد، ودعوة عامة للتعبئة قصد بناء مغرب الغد، لأن هذا النموذج يتبنى الانتقال الى مغرب مزدهر، مغرب الكفاءات والادماج والتضامن، مغرب الاستدامة والجرأة .

ولتحقيق هذه الأهداف التنموية، يضيف المتدخل، فان اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي تقترح أن تتم ترجمة أهداف تنموية محددة قصد الارتقاء بالمغرب ليتبوأ مكانته ضمن مجموعة من الدول المتقدمة، مضيفا أن هذه الأهداف ستتحقق لكن وفق مدى زمني معين ، وقد “انطلقنا فعلا في هذا النموذج التنموي بمشاريع بنيوية أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وأشار إلى أن التشخيص الذي قامت به اللجنة وقف عند أربع معيقات، وهي غياب الرؤية والتصور بين الاستراتيجيات والبرامج ، وبطء التحول الهيكلي للاقتصاد ، ومحدودية قدرات القطاع العام ، والشعور بضعف الحماية القضائية ، ولذلك فإن هذا النموذج التنموي جاء بمرجعية جديدة للتنمية تقوم على كيفية تجاوز هذه العراقيل والبحث عن الكفاءات التي يمكن ان تنجز الاهداف الاساسية للتنمية .

من جهتها، أكدت عزة بيروك، باحثة في التراث الحساني ، أن المغرب راكم عبر تراثه القديم ، تعددا ثقافيا متميزا ومتفردا يجمع بين الثقافة العربية والامازيغية والصحراوية والحسانية والعبرية والمتوسطية مما ساهم في تكوين الشخصية المغربية المتفردة .

وأبرزت أن وزارة الثقافة والشباب والرياضة تعتمد، في مجال الثقافة، على مقاربة تقوم على النهوض بالموروث الثقافي والفني الحساني وجعلها إحدى الاولويات الكبرى في مخطط التنمية المستدامة كجزء لا يتجزأ من الرصيد الثقافي والحضاري للمغرب.

وأشارت إلى أن خطة الوزارة في المجال الثقافي والفني تروم إرساء أسس النموذج التنموي التنموي لهذه الأقاليم (2016-2021) الموقع أمام أنظار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالداخلة في فبراير 2015 ، مستعرضة في هذا السياق، مختلف المشاريع الثقافية البنيوية سواء المنجزة أو التي في طور الإنجاز والرامية إلى الارتقاء بالمكون الثقافي بالجهة .

ودعت إلى ضرورة الحفاظ على الهوية الثقافية بالجهة وذلك عبر اعتماد إجراءات منها بالخصوص، إدماج الحسانية في المنظومة التعليمية، وتنظيم مسابقات وطنية للشباب في الشعر الحساني، وإنتاج معاجم توحد الكلمات الحسانية بين جهات المملكة ، وتعزيز التنوع الثقافي بالجهة عبر خلق جمعيات تعمل على ترسيخ القيم الحسانية .

بدورها، أشارت باقي المداخلات إلى أن الجهة غنية بالإمكانيات البشرية، وأن النموذج التنموي الجديد يركز في محاوره الأربعة على تعزيز الرأسمال البشري ودوره في النهوض بقطاعات أساسية كالتعليم والصحة والتكوين والتشغيل .

كما أبرز المتدخلون الجهد الهام الذي يتم بخصوص إنجاز مشاريع ثقافية وخاصة في مجال الثقافة الحسانية، مسجلين في السياق ذاته، غياب الأعمال المترجمة إلى الحسانية والتسويق لها، وغياب الدعم لتثمين المتاحف بكلميم، داعين إلى العمل على استرجاع اشعاع الجهة وتوفير الخدمات الاساسية.

Share
  • Link copied
المقال التالي