شارك المقال
  • تم النسخ

أكاديميون يجمعون في ندوة بفاس على ضرورة تعزيز حقوق الإنسان من قبل الدول

أجمع متدخلون بندوة في جامعة فاس على أن حماية وتعزيز حقوق الإنسان هي من أهم التحديات التي تواجه الدول في الوقت الراهن، لأن الدول لا يتطلب منها الانضمام للاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان وفقط، وإنما هي ملزمة بحمايتها على المستوى القانوني والمؤسساتي والواقعي؛ كما ناقشت مداخلات هذه الندوة الإشكاليات المتعلقة بضمان حقوق الإنسان، بما في ذلك، في أوقات الطوارئ الصحية والأزمات؛ والقضايا المتعلقة بالسلم بين الشعوب، وعقبات التكريس القانوني وإكراهات التفعيل الواقعي؛ ناهيك عن التداخل بين الحقوقي والسياسي.

وقد ركز هذا اللقاء العلمي على حقوق التضامن أو ما يسمى بالجيل الثالث لحقوق الإنسان كالحق في التنمية وحق العيش في بيئة سليمة والحق في السلم والحقوق المرتبطة بالفضاء الرقمي والتواصل..؛ خصوصا أنها حقوق حديثة العهد بالمقارنة مع حقوق الجيل الأول (الحقوق المدنية والسياسية) والجيل الثاني (الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية)؛ كما تفاعل المتدخلون والمشاركون بالنقاش حول طبيعة الالتزامات المترتبة عن هذه الحقوق وآليات تفعيلها، بالنظر إلى أن هذه الحقوق لم يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المعتمد من طرف الجمعية العامة في العاشر دجنبر سنة 1948.

ويأتي هذا اللقاء العلمي، الذي نظمه مختبر الدراسات السياسية والقانون العام، في سياق الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، من طرف جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس؛ حيث عرف حضور رئيس الجامعة، فانطلق بجلسة افتتاحية ترأسها الدكتور محمد بوزلافة، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، التي قدم من خلالها كلمة تعريفية بطبيعة هذا اللقاء، وسياق تنظيمه المتزامن مع الذكرى السنوية لاعتماد الإعلان العالمي.

كما قدم رضوان مرابط، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس، كلمته خلال أطوار هذه الجلسة، فأكد على أن اليوم العالمي لحقوق الإنسان هو مناسبة للوقوف على أهم التطورات والإنجازات التي تحققت بالبلد في مجمل قضايا حقوق الإنسان؛ وبدوره أكد سعيد الصديقي، مدير مختبر الدراسات السياسية والقانون العام على أن الجامعة كسرت الهاجس من خلال الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي كانت تخلده فقط المنظمات الحقوقية.

وقد اتسم هذا اللقاء بجلستين علميتين، حيث ترأست صليحة بوعكاكة الجلسة الأولى التي تميزت بتقديم أربعة مداخلات، لكل من: الحسن الوارث “الحق في الصحة في سياق الجائحة الدولية: التدابير الدولية بين ضمان هذا الحق والتضييق على الحريات”؛ جمال كدوري “الحق في التنمية بين قواعد القانون الدولي وواقع السياسة الدولية”؛ فاروق البضموسي “الحق في العيش في بيئة سليمة”؛ بن احمد حوكا “الاتجاه نحو السلم في مجتمعات شمال إفريقيا: دراسة مقارنة في الاجتماع السياسي بين المغرب والجزائر”.

بينما ترأس الجلسة الثانية مدني احميدوش، حيث قدمت خلال هذه الجلسة أربعة مداخلات، لكل من: رشيد عدنان “ولوج الوظائف العامة بين الحق والامتياز”؛ نبيل زكاوي “حقوق الإنسان الرقمية: الناشطية الإلكترونية نموذجا” محمد المرابطي “المعايير الدولية للحق في الوصول إلى المعلومات”؛ أحمد تباتو “حقوق الإنسان والتضامن الدولي ما بين المعيارية وآليات التنفيذ: قراءة متقاطعة”؛ كما نظم بالموازاة مع هذا اللقاء العلمي، معرض للوحات للفنانة سهام الطاهري.

باحث في سلك الدكتوراه، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، فاس.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي