Share
  • Link copied

أقصى اسمهُ من الغِلاف.. المركزُ الثقافيُّ العربيّ “يتنكرُ” لمُترجمِ كتاب “استقلال المغرب”

أثار كتاب “استقلال المغرب” الذي يتولى نشره المركز الثقافي العربي، جدلا واسعا بين عدد من الباحثين والأكاديميين، بعد أن تعمدت دار النشر إقصاء اسم مترجمه المرحوم محمد الواجيدي من غلافه.

وقد لفت هؤلاء إلى أن الجهود التي يبذلها المترجمون لا تقل عن تلك التي يبذلها مؤلف الكتاب نفسه، داعين إلى مزيد من التقدير لهذه الفئة، التي بفضلها تعم الاستفادة الفكرية والثقافية، في جميع بقاع العالم، بأفراده ومجتمعاته، كل بلغته التي يتحدث.

من جانبها، لم تستسغ نعيمة الواجيدي، أخت المترجم محمد الواجيدي، ما قامت به دار النشر المذكورة، ولفتت في تدوينة نشرتها على حسابها الشخصي، إلى أن “المركز الثقافي العربي، قد كرم مترجم كتاب استقلال المغرب، بانتزاع اسمه من غلاف الكتاب”.

وتابعت بـأنه ” إذا كانت دار النشر هذه قد دأبت على امتصاص جهود المترجمين المغاربة الأكفاء الذين قدموا إلى العالم العربي ترجمات تشهد لهم بالتمكن والتميز، فإنها تكيل بمكيالين ،لأنها تثبت أسماء بعض المترجمين في الغلاف،وهذا أمر ثابت لا جدال فيه”.

كما أبرزت أنه “لا يخفى أن غلاف الكتاب يحظى بأهمية قصوى عند جميع الناشرين، الذين يحرصون حرصا شديدا على شكله ولونه والصورة التي ترد فيه، لأنه وسيلتهم الأولى والأساس لجذب القارئ والتأثير فيه ،من أجل استمالته إلى اقتناء الكتاب”.

لتوضح بعدها “إذا كان الغلاف يرتبط باللحظة الأولى التي يلتقي فيها القارئ بالكتاب، فإن الإقصاء المتعمد لاسم المترجم من غلاف كتاب تعب في ترجمته وضبطه، يعد ظلما كبيرا لهذا المترجم، الذي يمحى اسمه قسرا، وكأن هذا الاسم جرب سيعدي كل من وقعت عينه على الغلاف”.

نعيمة الواجيدي أثارت الانتباه في التدوينة ذاتها إلى أن” إقصاء اسم المترجم من الغلاف هو إقصاء لهويته ولذاته ولثقافته، لأن اسمه ينبغي أن يقترن باسم المؤلف، ولايخفى على أحد أن الترجمة ليست بالأمر الهين، وأن الجهد الذي يبذله المترجم قد يكون مضاعفا بالنظر إلى الجهد الذي بذله المؤلف الأول للكتاب”.

وبوصفها أستاذة للغة العربية، أشادت أخت المُترجم باللغة التي حرر بها المرحوم وبترجمته السليمة، لافتة إلى أن ” أسلوبه في الترجمة لا يشعر القارئ بأنه يقرأ كتابا مترجما” ومُعتبرة هذه الخاصية “من أبرز سمات الترجمة الجيدة”.

تبعا لهذا، لم تُخف أخت المُترجم ألمها جراء حذف اسم شقيقها من الغلاف، مُشيرة في هذا السياق إلى أن ” وجه الغلاف يتضمن اسم فليكس ناتاف وعنوان الكتاب وتقديم الزعيم المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، الذي حرص الناشر على إيراد اسمه لغاية تجارية صرف، لأن من يتجرأ على حذف اسم المترجم من كتاب يتعلق باستقلال المغرب الذي ضحى المقاومون في سبيله بأرواحهم، وتعرض معظمهم إلى المضايقة والسجن، لا يحترم رمزية هذا العنوان الذي يؤرخ لملحمة الملك والشعب، ومن ثم لا يحترم كل رموز  الحركة الوطنية والمقاومة”.

Share
  • Link copied
المقال التالي