عرف مضيق جبل طارق، والحوض المتوسطي الفاصل بين السواحل الإسبانية والمغربية خلال هذا الصيف، كثافة كبيرة في عمليات الاتجار الدولي بالمخدرات، رغم الحالة الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب فيروس كورونا، قابلته يقظة وتعاون استخباراتي بين الرباط ومدريد أدى إلى إفشال العديد من العمليات وضبط أطنان من المخدرات في عرض البحر وفي الموانئ المغربية.
ويعتبر العديد من الخبراء الاستراتيجيين والمحللين السياسيين، أن أمن إسبانيا يمر عبر المغرب خاصة فيما يتعلق بالاتجار الدولي للمخدرات، ويشمل التعاون مجالات حساسة مثل التدبير المشترك للهجرة غير النظامية ومكافحة الجريمة المنظمة.
ويرى الخبراء أن التطور المؤسساتي الأمني في المغرب من خلال وجود المكتب الوطني للأبحاث القضائية ويقظة الأمن الخارجي المغربي، دفع جهات دولية عدة إلى الإشادة بالرباط في ما يتعلق بالسياسة الاستباقية الأمنية.
وعلى المستوى العملي، شهد الأسبوع المنصرم فقط بالمملكة المغربية، حجز أزيد من 3500 كيلوغرام من الشيرا بعرض البحر المتوسط، يوم السبت تلاه توقيف “فانطوم” محمل بنحو 600 كيلوغرام من المخدر ذاته، وسبق هذا التوقيف، حجز 13 طنا من مخدر الشيرا على متن شاحنة لنقل البضائع وسيارة نفعية، فضلا عن توقيف شخص يبلغ من العمر 39 سنة، شكل موضوع مذكرة بحث على الصعيد الوطني من أجل الاتجار الدولي في المخدرات، وذلك للاشتباه في تورطه في هذا النشاط “الإجرامي”.
وكان بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني وصف بوسائل الاعلام المغربية ببلاغ “الخميس الأسود” على تجار المخدرات، حيث أشار إلى أنه تم توقيف ناقلتين بشكل متزامن بمنطقة قروية تقع على الطريق الوطنية الرابطة بين منطقتي مديونة وتيط مليل بضواحي مدينة الدار البيضاء، حيث أسفرت عمليات التفتيش المنجزة عن ضبط 11 طن و600 كيلوغرام من المخدرات معبأة على متن الشاحنة، فيما أسفرت نفس العملية عن ضبط طن و400 كيلوغرام من المخدرات على متن السيارة النفعية، ليصل مجموع الشحنات المحجوزة 13 طنا من مخدر الحشيش.
من جهتها أوقفت السلطات الإسبانية، دائما عبر تعاون مشترك بينها وبين نظيرتها المغربية، شبكة كبيرة في أواخر شهر يوليوز المنصرم، كانت تنشط في مدن إشبيلية وهويلبا في مقاطعة الأندلس جنوبي إسبانيا، تنشط في مجال الاتجار الدولي بالمخدرات والمؤثرات العقلية، ضمت مغاربة وإسبان، كانوا محط بحث قضائي في البلدين.
وألقت السلطات الإسبانية أيضا، من خلال هذا التعاون الاستخباراتي، في أوائل هذا الشهر على مجموعة من المتعاونين مع تجار المخدرات، كانوا يوفرون لهم المعدات اللوجيستيكية والمادية لتسهيل عملية نقل “الحشيش” من المغرب نحو إسبانيا وأوروبا.
وظهر هذا التعاون الاستخباراتي جليا، في سياق العمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب وتفكيك شبكات التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية، وكذا إجهاض عمليات تنظيم الهجرة غير المشروعة والاتجار بالبشر.
ومكن هذا التنسيق الأمني المشترك بين الرباط ومدريد،من توقيف مواطن مغربي يوم الخميس الماضي يعتبر المزود الرئيسي الذي يتولى تهريب الأقراص المهلوسة من إسبانيا نحو المغرب، ويشتبه في كونه المتورط الرئيسي في تهريب 9266 قرصا من المؤثرات العقلية التي تم حجزها مؤخرا بمدينة تطوان.
جدير بالذكر أن العلاقات المغربية الإسبانية تعتبر نموذجية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، فالمستوى الأمني يتميز باتفاقيات وعلاقات استثنائية بين الدولتين، وتحكمهما شراكة نموذجية على مستوى علاقات الأجهزة الأمنية المختصة أو التنسيق المحكم والسلس بين مختلف مؤسساتهما.
تعليقات الزوار ( 0 )