Share
  • Link copied

أصيلة تحتفي بموهبة الأطفال وإبداعهم

على غرار السنوات السابقة، لم تفوت الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين، المناسبة للاحتفاء ولصقل مواهب الأطفال وإبداعاتهم، من خلال سلسلة من الأنشطة الفنية والثقافية المخصصة للفنانين الناشئين.

في إطار هذه الدورة المخصصة للفنون التشكيلية، أعدت مؤسسة منتدى أصيلة، الجهة المنظمة للموسم الثقافي، برنامجا ثقافيا غنيا ومتنوعا لفائدة أطفال أصيلة، المنحدرين من مدينة أصيلة ومناطق أخرى، ويتضمن قائمة من الأنشطة التعليمية والفنية والترفيهية.

وتشمل هذه الأنشطة ورشة لرسم الجداريات لأطفال أصيلة، ومشغلا للصباغة ” “مواهب الموسم” (مرسم الطفل)، وورشة التعبير الأدبي وكتابة الطفل.

وتهدف مشاغل الأطفال هاته، التي يشرف عليها فنانون وكتاب وأستاذة المدارس الثانوية، إلى تمكين المبدعين الأطفال والشباب لإطلاق العنان لخيالهم، وتغذية شغفهم بالرسم والكتابة، ومنحهم الرغبة في اكتشاف عالم الفن المثير.

وأكد مصطفى البعليش، مدير مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل، أنه منذ عام 2009، يجتمع أطفال أصيلة خلال إجازاتهم الصفية لتغذية شغفهم بالكتابة، وسرد قصص من حياتهم، وتدوين خيالهم وأحلامهم، مشيرا إلى أن المؤسسة تلتزم بدعوة كتاب مشهورين من مختلف الأنواع الأدبية، يتم اختيارهم بناء على خبرتهم ومهاراتهم الكتابية وقدرتهم على التفاعل بفعالية مع الشباب لتأطير المشاغل.

وأشار مصطفى البعليش إلى أن تأطير هؤلاء الشباب أشرف عليه مؤخرا الأكاديمي أبو الخير الناصري والشاعر محمد المودن والقاص عبد الصمد مرون، من خلال لقاءات وورشات عمل وخرجات، مما أتاح للمستفيدين استكشاف كتابة القصص القصيرة من خلال قراءة وتحليل نصوص لمؤلفين كبار، وتشريح تقنياتهم في الكتابة ومحاولة تقليدها.

كما تضمن المشغل أيضا سفرا تربويا إلى الرباط، حيث حضر المشاركون لتقديم كتاب حول سيرة “النبي سيدنا محمد” (صلعم) منظمة طرف منظمة الإيسيسكو، معتبرا أن هذه التجربة ألهمتهم كتابة نصوص تدرج ضمن أدب الرحلات.

وأشار إلى أن الأطفال في الورشة عاينوا أن جهودهم والتزاماتهم تتحول إلى إنجازات ملموسة، بعد نشر كتاباتهم في الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، مؤكدا أن بعضهم حصل على جوائز وطنية وجهوية عن أعمالهم.

أما ورشة “مواهب الموسم” فقد أصبحت مع مرور السنين فضاء إبداعيا حقيقيا، يجذب أطفال أصيلة، فضلا عن الزوار الشباب للمدينة، سواء خلال عطلات نهاية الأسبوع أو خلال فترة انعقاد الموسم الثقافي.

ويعتبر هذا النوع من الأنشطة أداة قيمة لتعميق فهم الشباب لمختلف الثقافات، كما أنه يحفز الإبداع والتعبير الفني، مما يسهل الاندماج الاجتماعي والتواصل والتفاعل الإيجابي للأطفال مع أقرانهم والمجتمع.

وأكدت الرسامة كوثر الشريك ي، المشرفة على المشغل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الورشة تثبت التزام مؤسسة منتدى أصيلة بإشراك الأطفال في الفعاليات الثقافية والفنية منذ صغرهم، مشيرة إلى أنها حضانة حقيقية لاكتشاف المواهب الشابة وتنمية الخيال وحس الإبداع لدى الأطفال.

وقالت إن “المشغل يهدف إلى تشجيع الأطفال على التعبير عن إبداعاتهم وتطوير مهاراتهم الفنية، فضلا عن تعزيز تطورهم الشخصي”، مشيرة إلى أن ذلك يتم في بيئة مواتية، توفر فرص المشاركة والتعلم من خلال الفن، بالإضافة إلى إغناء التفاعل مع فنانين مشهورين داخل قصر الثقافة.

كما اعتبرت كوثر الشريك ي أن أطفال أصيلة يتشبعون بالفن منذ سن مبكرة، بفضل اللوحات الجدارية التي تزين جدران المدينة القديمة، مؤكدة أن هؤلاء الفنانين الناشئين أبدعوا، من 5 إلى 11 يوليوز الجاري، جداريات جميلة تزين جدران أزقة المدينة.

وذكرت أن هذه الورشة تتيح فرصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاما لتعلم تقنيات الرسم وتنمية ثقتهم بأنفسهم، مؤكدة أن الاحتفاء بإنجازات هؤلاء الأطفال من خلال معارض لأعمالهم، يجذب أولياء أمورهم، وكذلك محبي الفن والإبداع.

وهكذا يغذي موسم أصيلة طموحات بلا حدود لأطفال في سن مثلى لتلقي تقنيات الإبداع، ويسعى إلى تنمية مواهبهم وإبداعهم وتربية ذائقتهم الفنية على الجمالية.

يذكر أن الدورة الصيفية ل “موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ45″، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجماعة أصيلة بين 5 و 27 يوليوز الجاري، تضم عددا من المحترفات الفنية ورسم الجداريات والندوات حول “الفن المعاصر وخطاب الأزمة” (19 و20 يوليوز)، و”سوق الفن وقيمة صناعة القيمة”، وتنظيم ثلاث محاضرات موضوعاتية، حول “مدخل لتاريخ النقوش في المغرب” و”تاريخ فن الحفر وتطوره” و”تاريخ الطباعة والنشر في المغرب”.


Share
  • Link copied
المقال التالي