شارك المقال
  • تم النسخ

أسر مشتّتة.. الوجه الآخر لمعاناة المغاربة مع استمرار إغلاق الحدود مع سبتة ومليلية

تتواصل معاناة العديد من الأسر المغربية المشتتة بين بين مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، ومدن المملكة المحاذية لهما، بعد قرار السلطات إغلاق المعابر الحدودية في مارس من سنة 2020، في إطار الإجراءات الوقائية الرامية إلى التصدي لانتشار فيروس كورونا.

فتح استئناف الرحلات الجوية بين إسبانيا والمغرب، الباب لعدد من الأسر الراغبة في رؤية أقاربها بمدن المملكة، من أجل السفر نحو شبه الجزيرة الإيبيرية، عبر القارب أو الطائرة، ومن ثم التوجه، عبر رحلة جوية نحو المغرب، من أجل قضاء بعض الوقت قبل العودة مرة ثانية، عبر نفس المسار.

ورغم أن المسافة التي تفصل بين هذه الأسر، في الغالب تكون بضع كيلومترات، بين سبتة المحتلة وإقليمي المضيق الفنيدق، وتطوان، إلا أن إغلاق الحدود في وجه المسافرين منذ أزيد من سنة ونصف، يجبر الراغبين في رؤية الأقارب على قطع مسافة تقدّر بحوالي 100 كيلومتر، بين بحراً أو جواً نحو إسبانيا، ثم جواً باتجاه مطار تطوان.

وسرد موقع “Elfarodeceuta” الإسباني، إحدى قصص المعاناة التي تمرّ بها الأسر المغربية المشتتة بين الثغرين المحتلين، والمدن المحاذية لها، والتي بدأت بعد رغبة عائلة في مغادرة المدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، صوب شبه الجزيرة الإيبيرية، ومنها عبر الطائرة، إلى مدينة تطوان، بغية رؤية أقاربهم الذين انفصلوا عنهم قسراً منذ إغلاق الحدود في مارس من سنة 2020.

وأضافت أن أفراد الأسرة الثلاثة، تأثروا بالظروف الجوية السيئة، التي حالت دون تمكن الطائرة التي كانوا على متنها من الهبوط في مطار سانية الرمل بتطوان، مردفةً نقلاً عن الأب: “غادرنا المنزل في سبتة، حوالي الساعة الخامسة والنصف، وصعبت الأحوال الجوية العاصفة في عرقلة رحلة القارب، ما اضطرنا لاختيار السفر عبر الطائرة، وهي الرحلة التي كانت أكثر تعقيداً”.

وتابع الأب، وفق ما أوردته الجريدة نفسها: “غادرنا الجزيرة الخضراء في الساعة الثامنة وخمسين دقيقة، بالسيارة نحو المطار، وكان هناك ازدحام مروري بسبب الاضطرابات التي كانت على الطريق لمدة 45 دقيقة تقريبا، حيث وصلنا لمطار ملقا في الساعة الـ 11 صباحاً”.

وأردف: “كان من المفترض أن نصل إلى مطار تطوان في الساعة الثالثة بعد الظهر، لكن الطائرة كانت في الجو فوق تطوان لمدة 45 دقيقة تحاول الهبوط، حتى قرر الربان تغير مسارها والاتجاه نحو طنجة، بسبب سوء الأحوال الجوية”.

واسترسل: “هبطنا أخيرا في الساعة الخامسة عصراً، وبسبب التأخير والنفقات، قاموا بتعيين مدربين لها، حيث كنا ثلاث طائرات تم تحويلها من تطوان إلى طنجة، اثنتان قادمة من ملقا والأخرى من إشبيلية”، متابعةً أن المعنيين لم يكونوا توفرون على أي طعام أو وجبات خفيفة، و

وزاد الأب: “الحمد لله وصلنا إلى منزل أقاربنا الساعة السابعة بعد الظهر، وهناك تناولنا طعاماً ساخنا وشاياً ومعكرونة، وشعرنا بدفء المنزل الذي كنا في أمس الحاجة إليه بعد ساعات الخوف”.

وواصل: “حتى مع ابني البالغ من العمر ثلاث سنوات، أخبرني أنه يريد شوكولاتة، والماء حين كنا على متن الطائرة”، قبل أن تتابع الجريدة، بأن العائلة لم تفكر إلا فيما حدث وأنهم قد ضطرون إلى الهبوط الاضطراري.

واختتمت: “يوم كامل تقريبا من السفر، بدون معلوكات ودون معرفة ما سيحدث. أصبحت هذه العائلة تخشى على مصيرها ومن الظروف المعاكسة والمعلومات السيئة التي تفتقر إليها”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي