نحتاج إلى عطلة نحن وتلامذتنا فالإرهاق بدأ يظهر على كل منا كما أن النفسية متعبة جدا.
تلاميذ يشتكون من تعب أعينهم بسبب شاشات الهواتف وكلفوا أبائهم بالكتابة وكذلك الحال بالنسبة لنا نحن الأساتذة ارحمونا.
السيد الوزير متى سيحظى التلاميذ والأساتذة بعطلة الربيع؟ فقد بدأ التعب يتسرب لأنفس المتعلمين.
التدوينات أعلاه من ضمن العشرات التي طالب من خلالها نساء ورجال التعليم على مواقع التواصل الاجتماعي الوزارة الوصية بالإعلان عن العطلة الربيعية التي كانت مقررة ابتداء من يوم ال 29 من الشهر المنصرم وإلى غاية ال 14 من أبريل الجاري، قبل أن تقرر الوزارة في آخر لحظة تأجيلها إلى وقت لاحق، وذلك حتى يرتاح التلاميذ من ضغوطات التعليم بشقيه الحضوري وعن بعد الذي استمر لأزيد من ثلاثة أشهر.
ويرى هؤلاء أن دروس التعليم عن بعد باستعمال الهواتف الذكية والحواسيب أثرت بشكل كبير على نفسية تلاميذتهم، ومن بينهم من بات يواجه صعوبة كبيرة في التركيز والانتباه أثناء الحصص الدراسية، ولهذا السبب أصبح من الضروري على الوزارة تخصيص فترة راحة يسترجع فيها التلاميذ أنفاسهم ويصبحون أكثر استعدادا للعطاء والتحصيل العلمي.
هذا الموضوع وبالرغم من أنه يشغل أيضا بال التلاميذ وأولياء أمورهم، إلا أنه غاب عن البلاغ الأخير الصادر عن الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، الذي دعت من خلاله وزارة التعليم إلى تبني “المقاربة التشاركية” في التحضير لأي خطة لتدبير الفترة المتبقية من الموسم الدراسي بعد استئناف التعليم الحضوري.
وعن ذلك قال علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية المذكورة مكلف بالإعلام والتواصل: “صحيح أن البيان لم يشر إلى كل القضايا الوطنية، لكنه من خلال مناقشة الوضع الحالي مع الإخوة و الأخوات بالفروع الإقليمية عبر الصعيد الوطني، تم التركيز على النقط التي تحظى بالأهمية ومستعجلة وخصوصا ما يتعلق بضمان تكافؤ الفرص المرتبط بالتعليم عن بعد”.
وأوضح في تصريح لجريدة “بناصا” أن الفيدرالية تدرك أن “هناك فئة عريضة من التلاميذ لا يشملها هذا الإجراء لظروف خارجة عن إرادتهم وحتى عن إرادة الوزارة نفسها”.
بالإضافة إلى”موضوع الامتحانات الاشهادية التي بات من الضروري إعادة النظر في برمجتها، وكذلك موضوع الأداءات الشهرية للمؤسسات الخصوصية التي تشغل تفكير الكثير من الأسر المتضررة”، وفق تعبيره.
وبخصوص النداءات التي وجهها الأساتذة على منصات التواصل الاجتماعية إلى الوزارة الوصية حول حاجة التلاميذ لقسط من الراحة من أجل التخلص من الضغط والتوتر الذي تراكم لديهم نتيجة الدروس التي ظلوا يتلقونها بشكل شبه يومي سواء حضوريا أو عن بعد عبر الوسائط الرقمية، قال فناش إن المكتب الوطني للفيدرالية “متفهم لهذا المطلب ومواكب لهموم الأمهات والآباء على الخصوص، لكنه في نفس الوقت يعلم جيدا أنه ليس من الأولويات والهواجس الكبرى نظرا لكون العطلة لم تلغ و إنما تم تأجيلها ثم هناك تصريح وزير التربية الوطنية الذي قال فيه إن التعليم عن بعد لا يعوض الحضوري”.
واعتبر أن “الهاجس الأكبر في هذه الظرفية هو استمرار الدراسة والخوف من سنة بيضاء والمكتب الوطني للفيدرالية مواكب لكل ما يجري ومتواصل مع الوزارة في هذا الموضوع لما فيه مصلحة المتعلمين” .
وبالرغم من عدم أولوية العطلة في الوقت الراهن بالنسبة للفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، إلا أنها تضعها “ضمن انشغالات الأمهات والآباء على الصعيد الوطني لكون الاستمرار في التعليم عن بعد دون توقف مرهق وقد يفرع هذه العملية كلية من أهدافها”، وفق تعبير فناش.
ولفت نفس المتحدث إلى أنه من ضمن مقتضيات البرمجة التي دعت الفيدرالية إلى وضعها في بيانها الأخير “مراعاة الإيقاعات الزمنية في التعلم بإقرارها لتمكين التلاميذ وأسرهم من جهة والمدرسين من جهة أخرى من أخذ نفسهم و هذا الإجراء هو في نفس الوقت فرصة لاتخاذ تدابير أكثر نجاعة و توسيع دائرة المستفيدين منه”.
تعليقات الزوار ( 0 )