ما بال هذا الشر المستطير “كورونا” يصطلي بناره الأبرياء الذين لم يرتكبوا جُرما لا في حق أنفسهم ولا في حق البشرية؟ والأطفال الذين “يُحبسون” في بيوتهم ،وتُقَيد حركاتهم،ويُمنعون من الالتحاق بمدارسهم وملاعبهم؟ والشباب الذين يُحال بينهم وبين جامعاتهم ونواديهم ؟وقد يُحرم أطفال من والديهم أو أحدهما إن تمكَّن منهم “الفيروس الفتاك”؟ والعمال الذين تم تسريحهم والاستغناء عنهم ففقدوا بذلك موارد رزقهم؟ على مدار تاريخ البشرية كانت تثار مثل هذه الأسئلة كلما ضربت الناس كارثة، أو حلت بهم جائحة، أو خرت عليهم سقوف منازلهم بفعل الزلازل،أو أغرقتهم مياه الفيضانات،أو أذابت حِمم البراكين أجسادهم،أو اغبرَّت الأرض وجف الضرع ويبس الزرع نتيجة الجفاف،أو عم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان بشن الحروب،وتسلط الاستعمار،وقهر الاستبداد،وتغلغل الفساد،زد على هذا ما يتهدد العالم من حروب بأسلحة غير تقليدية لا تبقي ولا تذر:أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية .
التفسير والتحرير
على ضفاف إشكالية وجود الشرور في العالم كان يحتدم النقاش،ويثور الجدال حول قضية “الإيمان والإلحاد”،فالعجز عن تفسير المسألة أو عدم الاقتناع بالتفسيرات المقدمة لها أدى بالبعض إلى “الشكية” أو “اللاأدرية” أو “الإلحاد” بإنكار وجود “إله” أصلا،واختلف المؤمنون بوجوده بين النزوع إلى التوحيد،والقول بتعدد الآلهة،والاختلاف حول تعريف “الإله” وماهيته،فعديد من الفلاسفة والأنتروبولوجيين فسروا ظهور الدين بعجز الإنسان عن فهم الكثير من الظواهر الطبيعية مما دفعه إلى الإيمان بقوة قاهرة قد تكون نارا أو شمسا أو حجرا (الأصنام)،أو بشرا أو بقرا …إلخ.
في التاريخ الإيماني الذي سَطَّر الأنبياء –عليهم السلام- أنصع صفحاته،وتتابعوا ظهورا للتبشير بحقيقة واحدة هي “التوحيد”،غير أنهم لم يكونوا أصحاب نظريات لا شأن لها بواقع الناس،يُحسِنون فقط تشقيق الكلام،ومطاولة الخيال والمحال،مما قد يُحيل دعواتهم التوحيدية إلى طلاسم وألغاز،وإنما سعوا:
- أولا:إلى فتح أعين الناس على ذواتهم،والتفكر في أنفسهم،وما هو مركوز فيهم من الفطرة التي لم تتلوث ولم تتغير.(وفي أنفسكم افلا تبصرون) الذاريات:21.
- ثانيا:إلى نسج علاقة مع محيطهم وبيئتهم قائمة على الفهم العميق للغاية من الخَلق،وعلى تَبيُّن دلائل التصميم الذكي في الكون: (أفلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت،وإلى السماء كيف رفعت،وإلى الجبال كيف نصبت،وإلى الأرض كيف سطحت)الغاشية 17 – 20 ،(قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)العنكبوت:20.
- ثالثا:إلى رفع التناقض بين الاعتقاد والعمل،لا سيما في قصص الأنبياء مع بني إسرائيل (وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله،قالوا نومن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه،وهو الحق مصدقا لما معهم،قل فلم تقتلون انبياء الله إن كنتم مومنين)البقرة:91.
هذا الانفصام بين القول والفعل،وبين الإيمان والعمل- إذ العمل الصالح هو المظهر الخارجي للإيمان- شر أدى في كثير من الأحيان إلى فقدان ثقة الناس في المصلحين:
- فلا معنى لإيمان لدى حاكم يدّعي الألوهية والفاعلية المطلقة وعدم المسؤولية عما يفعل – كما كان الكواكبي يُعرِّض بالمستبدين- ولذلك جاءت دعوة موسى إلى التَّخلُّص من الفرعونية والاستبداد مقترنة بدعوته إلى التوحيد والإيمان،أي التخلص من شر “معصية سياسية” .
- ولا معنى لاحتواش الأموال ومراكمة الثروات وتطفيف الميزان،فجاءت دعوة شعيب إلى محاربة هذه الآفات،فرد عليه قومه ردا مفاده أن لا شأن لك “بلبراليتنا المتوحِّشة” ،وكان الأجدر بك أن تقتصر على دعوتنا للصلاة فقالوا كما حكى الله سبحانه على ألسنتهم (قالوا يا شعيب أصلواتك تامرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) هود:87،فاستغربوا أن تجمع دعوته ورسالته بين الدعوة إلى التوحيد والالتزام الأخلاقي والدعوة إلى ضبط المعاملات المالية واجتناب الجشع، فدعاهم للتوبة من “معصية اقتصادية”.
- ولا معنى لإيمان يتعايش مع رذائل الأخلاق،والمثلية الجنسية ،لذلك جاءت دعوة لوط إلى التخلي والتنزه عن هذا الشذوذ الماسخ والماسح للفطرة مقترنة أيضا بدعوته إلى التوحيد،أي التوبة من “معصية أخلاقية”.
- وأخيرا لا معنى لتوحيد وإيمان يتساكنان مع الصنمية والآبائية في التفكير (قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا) لقمان:21،ومع الجبرية الحتمية السالبة للحرية الإنسانية (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يامر بالفحشاء) الأعراف:28،ومع التسلط والظلم والاعتساف (في الحديث:الظلم ظلمات يوم القيامة)،فجاءت دعوة محمد عليه الصلاة والسلام حربا على كل ذلك مقترنة بدعوته إلى التوحيد الحقيقي المؤسس على (من أصبح آمنا في سربه (الأمن الاجتماعي)،معافى في بدنه (الأمن الصحي) عنده قوت يومه (الأمن الغذائي) فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”) الحديث.فلا مجال إذا لمثالية حالمة،بل هي واقعية إيمانية لا يمكن بتاتا أن تفضي إلى إلحاد أو إفساد.
الشرور والصدفة والعلم
لقد أرَّقت مشكلة وجود الشرور في العالَم العالِم البريطاني “أنتوني فلو” الذي كان يعتبر من أعمدة الإلحاد “العلمي” في العالم ،إذ قال :”إن أحد الأسباب المبكرة لتحوُّلي إلى الإلحاد كان موضوع الشرور في العالم” (أنتوني فلون،هناك إله،ص 19)،لكنه بعد مسيرة علمية حافلة أعلن بكل شجاعة انفصاله عن “مدرسة الإلحاد” مؤمنا بوجود إله،وقد ضمن مبررات انفصاله ذاك كتابه “هناك إله كيف غير أشهر ملحد رأيه”.
وقد قضى في البحث العلمي خمسين عاما اقتفى فيها منهجا صارما قال عنه وعن نتيجته:”إن رحلة اكتشافي للمقدس كانت إلى حد بعيد رحلة عقل،لقد اتبعت الحجة إلى حيث قادتني،وقد قادتني إلى القبول بوجود إله ذاتي الوجود،لا يتغير،غير مادي،على كل شيء قدير،وبكل شيء عليم” (هناك إله ص 215)،وفي نهاية الرحلة لاحظ ” خمس ظواهر في الخبرة الإنسانية المباشرة لا يمكن تفسيرها إلا بحجة الإيمان بإله (هناك إله ص 227):
- الأولى:العقلانية المتضمنة في جميع خبراتنا الحسية عن العالم الفيزيائي
- الثانية: الحياة والقدرة على الفعل بنحو مستقل
- الثالثة:الوعي والقدرة على أن تكون مدركا
- الرابعة: الفكر التصوري والقدرة على التعبير وفهم الرموز كتلك الموجودة في اللغة
- الخامسة:النفس البشرية مركز الوعي والفكر والفعل
ويخلص “فلو” إلى القول:”إن النظام في الكون يعكس نظام العقل الخارق الذي يحكمه”
ولقد كانت أطروحات أصحاب شبهة الشرور تتقاطع مع مسالة “الصدفة” كتفسير لوجود الكون،فدافيد هيوم سبق أن تساءل كيف يجيز إله يوصف بالعدل والقدرة المطلقة والخير العميم وقوع كم هائل من الشرور العظيمة،فهل يقصد الرب إيقاف الشر لكنه لا يقدر؟ إذا فهو عاجز،أم هو قادر ولكنه لا يريد؟،وقريبا منه رأى جون ليزي أن وجود الشر لا ينسجم مع الصفات الإلهية كالعلم المطلق والقدرة المطلقة وإرادة الخير المحض،ولخص مسألة الشرور في ثلاث قضايا اعتبرها متناقضة:الأولى الله قادر،والثانية الله خير مطلق،الثالثة مع ذلك فالشر موجود،فإذا صدقت اثنتان من هذه القضايا فالثالثة كاذبة،ولاختصار الطريق في الرد على هذه القضايا ركز “فلو” على أمرين”:
الأول:التأكيد على أن قضية وجود الشرور في العالم “موضوع منفصل عن التساؤل عن وجود إله (ص215)،وأن “وجود الإله لا يعتمد على الظفر بتبرير لوجود الشر أو عدم الظفر بتبرير وجوده” (ص216)،
الثاني: نقض لازمة “الصدفة”،برسم أمور منها:
- الصدفة تفسر كيفية الحدوث لا تحديد الفاعل
- تكرار الحدث يقلل من احتمالية الصدفة
- تعارض الصدفة مع قانون الاحتمالات
- الصدفة لا تتناسب مع الدقة والنظام
وبخصوص الاستنتاج الأخير يبدو التفسير الإلحادي متهافتا ومتناقضا عندما يدفع أولا بحجة “التطور والصدفة” ،ثم يضطر ثانيا تحت ضغط توالي الكشوف العلمية إلى الإقرار “ببعض النظام” في الكون،ومن ثم لا يستطيع جوابا عن سؤال:هل يمكن أن يصدر “النظام” عن “الفوضى والصدفة”؟،يبلغ “فلو” شأوا بعيدا حين يعتقد بأن كل شيء في الكون قد صمم على أساس “أننا قادمون”،وأن صوت العقلانية يسمع من خلال آليات المادة،وأن قوانين الطبيعة صيغت على نحو يحرك العالم باتجاه نشأة حياة،كما أن الإيمان بوجود إله أو عدم بوجوده يحددان شكل السلوك الإنساني،ولذلك قال دوستيوفسكي:”إذا كان الإله غير موجود فإن كل شيء مباح”،وقد شكل اكتشاف “الشيفرة الوراثية” وما أبانت عنه من تعقيد وتصميم ذكي ضربة قاضية لأطروحة “التطور” التي أُريد لها أن تكون بديلا عن أطروحة “الخَلق”،ولطالما نعت كهنة “كنيسة الإلحاد المعاصر” إله المؤمنين “بإله الفجوات” وهم يقصدون أن “المؤمنين” عندما يعجزون عن التفسير العلمي للظواهر يلجؤون إلى الحل الجاهز “فعل الإله” ،وهو ما رد عليه “أنتوني فلو” بما أوردناه آنفا،والحق هو أن التطوريين عندما تُخرسهم مصاديق العقلانية والتصميم الذكي في الكون،يلجؤون إلى المخرج السهل “إنه التطور”،علما بان التطور -على فرض صحته دائما- لا يفسر “التنوع الوراثي”،كما أنه لا يقدم فهما دقيقا لثلاثية “الحياة والفكر والذات”.
وكان لعالم الاجتماع البولندي زيجمونت باومان وقفات مع مسألة الشرور،لا سيما الشرور المعاصرة،وخصها بكتاب “الشر السائل” الذي جمع محاوراته مع الفيلسوف لونيداس دونسكيس (1962-2016)،وميزه عن “الشر الصلب” الذي كان قائما “على رؤية اجتماعية ترى الأمور من خلال لونين الأبيض والأسود، حيث يمكننا بسهولة تحديد ماهية الشر في واقعنا الاجتماعي والسياسي”،أما “الشر السائل” في زمن “الحداثة السائلة” فإنه “لا تدركه الأبصار بل يتوارى عن الأنظار” (الشر السائل ص6)،و”يرتدي ثوب الخير والحب … ويستعرض نفسه كأنه تقدم الحياة المحايد والمتجرد من الأهواء، وكأنه السرعة غير المسبوقة للحياة والتغير الاجتماعي بما ينطوي عليه من نسيان وفقدان للذاكرة الأخلاقية” و”يرتدي عباءة غياب البدائل وامتناعها، ويصبح المواطن مستهلكاً، ويُخفي الحيادُ القيمي حقيقةَ الانسحاب” (الشر السائل ص 11)،و”أبطال” الشر السائل “يسعون إلى تجريد الإنسانية من أحلامها ومشروعاتها البديلة وقوى الرفض والممانعة” (الشر السائل ص 14)،ويسستثمرون في الخوف “فلا سوق للأخبار السارة لأنه ليس هناك من يهتمون بها،وهذا ما يؤدي إلى الانتشار الشامل للذعر وصناعة الخوف” (الشر السائل ص 11)،ويستغلون “الأنترنت” للقضاء على “الأمن” و”الخصوصية” (حرمة الأشخاص والبيوت) فصار مجتمع الأنترنت مجتمعا “يستحوذ عليه الخوف، وصار مكاناً مثالياً لكل ما يتعلق بصناعة الخوف والإثارة الممنهجة للذعر والهلع، إنه يبرز ويكشف صعود التكنوقراطية المرتدية قناع الديموقراطية. وفي الوقت نفسه، فإن مجتمع الإنترنت والمجال العام يغذيان تلك المكونات الضرورية للتكنوقراطية ويرعيانها باعتبارها أداتية ومنفصلة عن القيمة في كل تجلّياتها”،وأصبح الفرد يبوح بأسراره طواعية ويقدمها قربانا على مذبح “الشهرة والعُجب والأنانية”،وانطلاقا من مفهوم السيولة لدى “باومان” يمكن القول إن ذلك “الشر السائل” يجري وينسكب وينساب ويتناثر وينهمر ويتسرب ويفيض ويسيل،بينما تحتفظ الأجسام الصلبة بأشكالها وتظل “محددة ومقيدة بفضائها” (الشر السائل ص 29)،ويشترك “الشر” مع “الخوف” في السيولة فاعتبرهما “باومان” “كالتوائم السيامية المتلاصقة” (الخوف السائل ص 67)،ويشكل “الخوف” الأثر النفسي “للشر”:هلع واكتئاب وقلق ووساوس انتحارية.
كان ذاك هو نصيب العلم والاجتماع من الإجابة عن أسئلة وجودية لها تعلق بمغزى وجود الشرور في العالم،وجدلية الإيمان والإلحاد،كما كان للمكتلمين والمتصوفة والفلاسفة نصيبهم،وقديما صارت المانوية الفارسية إلى القول بثنائية الخير والشر والنور والظلام،كعالمين متصارعين ومكتفيين،وظلت المسيحية تحت عبء “الخطيئة الأصلية” وما جره ذلك من تلاعب بالدين ،ومحاربة العلم “صكوك الغفران،محنة جاليلو”، غير أن الرؤية القرآنية لمسألة الشرور ظلت وستبقى متميزة ومحدِّدة،فهي:
- تنظر في عواقب الأمور ومآلاتها،فقد تكون البدايات خيرا ونهاياتها شرا (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم) البقرة:216
- تعتبر الحياة ابتلاء وامتحانا لتحقيق الأجود والأحسن بمعيار الصواب الديني والصلاحية التقنية (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) الملك:2،والابتلاء قد يكون بالشر وقد يكون بالخير(ونبلوكم بالشر والخير فتنة) الأنبياء:35
- تمييز المبادئ من الشعارات،والحقائق من الزيوف (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) محمد:31،ومعرفة من يثبت ممن ينقلب على الأعقاب (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) آل عمران:144.
- التفريق بين الإرادة الإلهية التكوينية والإرادة الإلهية التشريعية،فمن الأولى (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) البقرة:155،وهذه هي التي ينطبق عليها “لا ينفع الحذر مع القدر”،فالمطلوب إزاءها الصبر والرضا ،أما الإرادة التشريعية فمبنية على الأمر والنهي،والتقدير والتدبير،وتحديد المصالح والمفاسد،وهذه هي التي ينصرف إليها معنى الآية (وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم) النساء:102، فالمطلوب إزاءها أولا دفع القدر بالقدر ،وعليها يتنزل قول عمر رضي الله عنه لما ضرب الطاعون الجزيرة العربية “نفر من قدر الله إلى قدر الله” ردا على من استغرب خروجه من أرض الوباء،وثانيا اتخاذ الأسباب المتصلة بالتدابير الاحترازية التماسا للعافية في الأبدان حتى تحصل العافية في الأديان، واحترام قواعد السلامة العامة،وتوجيهات الجهات المنظمة.
- شرور بشرية بسبب الإنسان (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) الروم:41،شرور تتجلى في السعي لامتلاك كل وسائل” التدمير الذاتي” للعالم،بحيث وجدت البشرية نفسها”في مواجهة شرور من صنع الإنسان تزخر بوحشية وبرود وقسوة وعشوائية وامتناع عن التنبؤ” (باومان،الخوف السائل ص 78).
- نسبية الشر في الطبيعة (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم) النور:11،فما قد يظهر أنه شر قد يكون في جوهره خيرا،وقد تحدثث تقارير علمية عدة عن الآثار الإيجابية “لفيروس كورونا” على الغلاف الجوى والبيئة بعد توقف آلاف المعامل والمصانع التي كانت تنبعث منها غازات سامة في جميع أنحاء العالم،وبعد أن فشلت الكثير من الاتفاقيات الدولية حول المناخ،فضلا عن أن الكثير من الشرور تطهِّر الطبيعة،واضطرت البشرية إلى القيام “بحملة نظافة عامة” للأرض.
- – قاعدة جبر الضرر معمول بها قرآنيا في حق من صبر على البلاء ولم يجزع (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) الزمر:10،( لا يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في جسدِه ومالِه ونفسِه حتّى يلقى اللهَ وما عليه مِن خطيئةٍ.الحديث).
- ومن أعظم ما يعين على تفسير مسألة وجود الشرور في العالم هو أن يُفتح للإنسان باب الفهم فيها كما قال الحكيم ابن عطاء الله السكندري :” ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك، متى فتح باب الفهم في المنع – عاد المنع عين العطاء،متى أعطاك أشهدك بِرَّه،ومتى منعك أشهدك قهره،فهو في كل ذلك مُتَعرِّف إليك ومُقْبل بوجود لطفه عليك، إنما يؤلمك المنع لعدم فهمك عن االله فيه”،و”من لم يقبل على الله بلطائف الإحسان سيق إليه بسلاسل الامتحان”.
تعليقات الزوار ( 0 )