كشف منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف؛ المعروف اختصارا بـ”منتدى فورساتين”، عن اندلاع احتجاجات واسعة عند معبر الرابوني، وذلك على خلفية أزمة تراخيص العبور التي تتواصل منذ ثلاثة أشهر دون حلول جذرية.
وقد منعت ميليشيات البوليساريو مئات الصحراويين وعشرات السيارات من العبور نحو الأراضي الجزائرية، مما أدى إلى موجة غضب عارمة بين سكان مخيمات تندوف.
ورغم الوعود السابقة بزيادة عدد التراخيص اليومية من 100 إلى 200، إلا أن هذه الوعود لم تُنفذ، مما أثار استياء الصحراويين الذين اعتبروها مجرد وسيلة جديدة للمتاجرة بمعاناتهم.
وأكدت مصادر محلية أن التراخيص أصبحت فرصة لعصابة من داخل قيادة البوليساريو وأتباعها لبيعها بسعر مرتفع لساكنة المخيمات، وسط مماطلة متعمدة في تنفيذ حلول جذرية، أبرزها تمكين السكان من التنقل بحرية دون قيود أو شروط.
وبعد طول انتظار دون تنفيذ الوعود، اندلعت الاحتجاجات من جديد عند معبر الرابوني، حيث اعتصمت السيارات والعائلات أمام المعبر، مطالبين بحرية التنقل ورفع القيود المفروضة.
وردت ميليشيات البوليساريو بالتدخل العنيف لمنع المحتجين من العبور، مما أدى إلى حالة من الفوضى والاستياء بين المتظاهرين.
ووثقت مقاطع مصورة وشهادات حية تدخل قوات القمع التابعة للبوليساريو بعنف، حيث استخدمت القوة المفرطة لتفريق المحتجين.
وتأتي هذه المواجهات بعد أسبوع من صدامات عنيفة عند المعبر نفسه، أسفرت عن إصابات بالغة في صفوف المحتجين، وتم نقل المصابين بواسطة سيارات الإسعاف وسط حالة من الذعر بين الأهالي.
ووفقًا لتقارير منتدى فورساتين، اعتقلت قوات القمع خمسة متظاهرين خلال الاحتجاجات الأخيرة، واقتادتهم إلى أحد المقرات الأمنية بالرابوني. ومن بين المعتقلين: سيد براهيم ولد اعلي فال (الملقب بـ: لشنيبرة، وأباه ولد بنجارة، ثم خاليسكو
وتكشف هذه الأحداث المتلاحقة أن قيادة البوليساريو لا تملك أي حلول للأزمات الداخلية سوى القمع والتضييق على الحريات، في ظل صمت دولي عن هذه الانتهاكات المستمرة ضد الصحراويين بمخيمات تندوف.
ورغم تصاعد الاحتجاجات وتكرار حالات القمع، لا تزال الأصوات الدولية غائبة عن هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وتواجه قيادة البوليساريو اتهامات بالفساد واستغلال معاناة الصحراويين لتحقيق مكاسب شخصية، دون تقديم أي حلول حقيقية لأزمات التنقل والحريات الأساسية.
وفي ظل استمرار الأزمة دون حلول، يبدو أن الاحتجاجات ستتواصل، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي وعدم وجود أي مبادرات جادة من قيادة البوليساريو لمعالجة الأوضاع.
تعليقات الزوار ( 0 )