Share
  • Link copied

أزمة الحكم وانتقال السلطة في التاريخ العربي والإسلامي

 غالبا ما كان انتقال السلطة دمويا خلال معظم مراحل التاريخ  العربي الاسلامي  فمباشرة بعد وفاة الرسول ص الله عليه وسلم وقعت إشكالية من سيخلف النبي وهل سيخلفه في مهمته النبوية والولاية الدينية ام سيخلفه في السلطة الزمنية، ومباشرة بعد تغطية جسده الطاهر  وقعت أزمة الاختيار لأنه لم تكن هناك قواعد  ومنهجية للحكم وكل ما كان هنالك قاعدة عامة وهي قوله تعالى وأمرهم شورى بينهم صدق الله العظيم،  دون تحديد التفاصيل وقد  َكان ذلك من رحمة الله بالناس لانه لو كان هذا  الأمر محددا بوحي لتوقف   التاريخ عند تلك اللحظة   ولو حددت  القواعد والمناهج   لوقع الجمود والثبات، لكن ذلك أسفر من جهة أخرى عن اختلاف حاد أدى إلى تمزيق الأمة الوليدة،  فقد ترك جسد الرسول مسجى وحتى قبل تغسيله حين اجتمع  الآنصار في سقيفة بني ساعدة  لاختيار الخليفة منهم، وهم من نصروا الاسلام وآووا  الرسول ص  وشاركوا أموالهم مع المهاجرين  لكن وصول أبي بكر  وعمر وأبي عبيدة الجراح قلب المعادلة لصالح القريشيين خاصة وقد ثارت الخلافات  والصراعات القديمة بين قبيلتي الأوس والخزرج، وهكذا تم تجاوز الصحابي الجليل  سعد بن عبادة الدي وطئته  الأقدام لمبايعة أبي بكر الصديق  كما  يحكي المؤرخون الاسلاميون الطبري في تاريخ الأمم والملوك   وابن  الأثير  وابن كثير في اليداية والنهاية، في حين كان علي كرم الله َجهه  مشغولا بتغسيل وتكفين ودفن الرسول صلى اللع عليه وسلم هو وعمه الفظل والعباس، وفوجئ  وهو صهر الرسول ص وأول من أسلم وأكثر من جاهد  أن القريشيين استدلوا على الحكم بالشجرة وهي قريش ونسوا الثمرة وهم بنو هاشم، وهو ممثلهم بدون منازع، ولذلك امتنع عن البيعة  كما  تحكي المصادر والمراجع التاريخية  مدة ستة أشهر وكانت فاطمة  الزهراء  رضي الله عنها تدور  وهي راكبة على  أتان  بين أحياء الانصار تذكرهم بسابقة علي بن أبي طالب  وأنه المستحق للخلافة،  وتدعوهم  لمبايعته ، وكان الانصار عاطفيا معها  ولكنهم لم يكونوا قادرين على تغيير مسار الأحداث  لانه كما ذكرت بعض المصادر  أنه كان بالمدينة قوة قزيشية يصعب معارضتها  وبقي علي رافضا للبيعة  الى ان تم حصار بيته من طرف عمر  رضي الله  وارغامه على البيعة، الا ان علي استمر ممانعا إلى أن توفيت فاطمة الزهراء وهناك أحداث يشيب لها الولدان يذكرها الشيعة في مصادرهم  لا تصح  على الأرجح.

 ورغم استتباب الحكم لأبي بكر إلا أنه لم يتم وضع قاعدة عامة ومجردة  كآلية موحدة لانتقال السلطة  وانما أوصى بالتعيين  لعمر رضي الله عنه  بعده ، أما  عمر اعتمد منهجا آخر وهو شورى الستة من إهل الحل والعقد بعد افتياله من طرف المجوسي أبي لؤلؤة ويقال أنه كان بمؤامرة من البيت الأموي لأنه كان خادما عند المغيرة بن شعبة الذي أدخله الى المدينة رغم  أن عمرا سبق أن منع ذلك على الأجانب غير المسلمين  ويبدو هذا الادعاء صحيحا وفقا لما آلت اليه الأحداث لاحقا من سيطرة بني أمية على الحكم َهذا الرأي ذكره  الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه الإمام الحسين وهو من  علماء اهل السنة المحققين  ،  وقد لعبت في اجتماع الستة من أهل الحل والعقد  موازن القوى  والمصالح العشائرية والعائلية  لصالح عثمان دون اهتمام برأي أهل المدينة من الصحابة الهاجرين والأنصار  فرأي الأقلية ياغي رأي الأكثرية ولدلك وقعت الفضاعات  والفتنة الكبرى بعد  ذلك  وقد  استمر ذو النورين الصحابي الجليل عثمان بن عفان وكان شيخا طاعنا في السن  في الحكم حوالي عشر سنوات شهد حكمه  في الفترة الأولى الاستقرار لكنه ما  لبث أن وقع في أخطاء  لتفضيل عائلته واستئثارها بالهدايا والأعطيات وتنصيبهم الولايات وعزله الصحابة الكبار من الأمصار  وأهل بيته من بني أمية والمروانيين   وعزر وضرب وكسر   ضلع الصحابي الجليل  عمار بن ياسر  ثم جاء  الدور  على  أبي ذر الغفاري الذي يعد اول اشتراكي في الاسلام كما قال يوسف السباعي لأنه كان رافضا للكنز داعيا  للمساواة، وقد تم نفيه   إلى بلدة الرمدة حيث مات هناك وحيدا كما تنبأ الوسول ص  ونظرا لتأزم  انتقال السلطة بشكل سلمي سلس   قتل عثمان بن غفان رضي الله عنه من طرف الثوار ، الذين حاصروا المدينة  لأنه لم  يفهم  معنى الاحتجاج عليه  ولذلك استدل   على الثائرين بأن الخلافة  لباس سربله الله به  وأنه لن ينزع لباسا ألبسه الله إياه  ،  وقد  شارك في عملية  الاغتيال صحابة وتابعيون منهم  عبد الرحمان بن أبي بكر، وفي هذه الظروف المأزومة  بويع علي كرم الله َجهه  أخيرا  لكن الخلافة  وصلته على أكف  من نار فتارث عليه أمنا عائشة رضي الله عنها   في حرب الجمل  وخرج عليه معاوية بن أبي سفيان  وحاربه في معركة صفين وخرج عليه الخوارج فحاربهم في معركة  النهروان  وأخيرا  قتل مغتالا لأن لم يكن يحضى بأي تدابير أمنية،  وهو خارج لصلاة الفجر  من طرف  خارجي كان يعتقد أن عليا كافر هندما وافق على التحكيم بعد رفع جيش معوية الصحف فوق السيوف  ، وكان اسم قاتل  علي  عبد الرحمان بن ملجم وتذكر كتب التاريخ أنه كان عابدا  زاهدا  لا يفتر  لسانه عن ذكر الله ، ومع ذلك  ساعده خياله علي  اعتبار علي رضي الله عنه  وهو أصغر من آمن وأكثر من ضحى وجاهد، وبعد استتباب الأمر   لمعاوية بعد تنارل الحسن بن علي عام الجماعة  حكم  معاوسة  بالسيف والدهاء  والذكاء  والغنيمة والمصالح وأسس الحكم الأموي الجبري الوراثي وانتقل  الحكم  بعده لابنه يزيد الذي خرج عليه الحسين فتم قتله من طرف  لقيط هو زياد بن أبيه شر قتلة هو وسبعين نفرا من أهله في مجزرة كربلاء وهي ذكرى لا زالت تؤجج الأحزان  والحقائد بين الروافض والنواصب ، فانظروا إلى امة  تستطيع قتل أحفاد نبيها ، من أجل السلطان والحكم  وكان يزيد بن معاوية  خليفة المسلمين سكيرا  عربيدا سكر فوق الكعبة  وفي عهده ضزبت بالمنجنيق من طرف الحجاج بن يوسف الثقفي عند حصاره عبد الله بن الزبير. في حين لم يستطع  غير مسلم  عبر التاريخ  مسها بسوء  ما عدا واقعة سرقة الحجر الاسود من طرف القرامطة وبعد يزيد  ولي ولده. الوليد الدي كلن بدوره خليعا سكيرا. وتذكر كتب التاريخ أنه صادف أن قرأ آية في سورة ابراهيم تتوعد  الجبارين بالهلاك  فوضع القرآن أمامه وأخد يرميه بالسهام قائلا:

أتوعد كل جبار عنيد // فها أنذا جبار عنيد

إذا أتيت ربك يوم حشر // فقل مزقني الوليد

وتذكر كتب التاريخ أن أعمامه ثاروا عليه وقتلوه شر قتلة وهو يسبح في  مسبح من خمر ومزوق تمزيقا، الشاهد من كل هذه الوقائع التي قد تصح وقد. لا  تصح ، لأن كل التاريخ الاسلامي مروي بروايات شفوية لعدد من الاخباريين اعتمد عليهم شيخ المؤرخين الامام الطبري  ومنهم  الإخباري   سيف بن مخنف    وليست هناك حفريات أو مخطوطات  أو أثار أركيولوجية  تدل على هذه الوقائع الا الشيء القليل  ولكن  ومع ذلك لا يمكن التشكيك في كل هذه الأخبار  لأن دلك يعني  ان  كل التاريخ المكتوب والذي نعرفه عن الاسلام  لا قيمة علمية له، وذلك سيؤدي إلى إشكال أكبر  وهو من اين نأتي بتاريخ الاسلام وهو هذا الذي روي ونعرفه  وليس هناك غيره. وكله نشأ في عصر التدوين في القرن  الثالث بعد الهجرة خلالزالعصر العباسي.

 ولا يقول قائل  بأن  كل هذا التاريخ  مزور   والصواب  أن أغلب أو جل ما أرخ صحيح، لأنه لا زالت هناك آثاره  موجَودة أجيالا وراء أجيال في  خصومات الشيعة والسنة َوتطاحناتهم التاريخية  ولا زالت الطقوس والاعراف والتقاليد المرعية الموروثة  خلال المواسم والأعياد  تدل علي وجود هذا التاريخ الغابر ، وليس لنا سبيل إلى السيرة النبوية  الا سيرة  ابن اسحاق ومغازي الواقدي وابن هشام وابن سعد.

والشاهد من هده الو قائع هو  أنها تدل دلالة واضحة على اشكالية السلطة وانتقالها بواسطة التطاحنات والاقتتال بين  الطوائف  والمذاهب والنحل، وأحيانا بين نفس الصحابة ممن كانوا يحاربون جنبا الى جنب في معركة بدر وأحد وحنين  والخندق ومؤتة وتبوك والقادسية، لكن طلب الحكم فرقهم وهم معذورن لأنها حركة التاريخ ومنطقه  ولان ألية الصراع لم تكن واضحة لديهم وكانت هذه الآلية  تعتمد الغصبيات القبلية والدموية والغنائم  ، كما قال ابن خلدون في مقدمته ولان العرب لم يستطيعو  تطوير  منهجية   الشورى الى قوانين ودستور   اسمى يحكم الجميع، باعتباره قاعدة عامة ومجردة، وكان هذا الواقع هو  شأن جل الحضارات والدول في العصور الوسطى  والتي  كانت تعتمد على القوة  والغلبة بالسيف للوصول للحكم، والبقاء  فيه مدى الحياة  إلي ان تتسرب الرفاهية، واسباب الدعة والضعف إلى الأسر الحاكمة لتسقط بعد ذلك  بنفس المنطق،  وهي القوة وغلبة السيف وكذلك كانت قاعدة قيام  وسقوط الدول  التي توالت على حكم المغرب من المرابطين والموحدين والسعديين.

 إن مشكلة الحكام العرب القدماء  والمعاصرين  هي أنهم يجدون حولهم جوقة تصفق وتطبل لهم ، تؤدي بهم إلى تضخم وتقديس الذات ، بحيث لا يرون أي عيب أو نقص في مخططاتهم ولا يقبلون أي اعتراض أونقد لحكمهم ، ولو كان صادرا  عن نيات صادقة بالإصلاح والنصيحة التي يعتبرونها في غالب  الأحوال  خيانة.

وكما ذكرت سابقا  فجمال عبد الناصر لم يكن  حاكما مختلفا عن هذا النمط، فقد  جاء على إثر فساد الملك فاروق وحاشيته وعائلته وترهل الطبقة السياسية بحيث لم يعد للفاعلين  السياسيين كسعد باشا والنحاس وحزب الوفد   أي تاثير في مسار الأحداث، فكان لابد من التغيير ونظرا لأن الشعب كان ولا زال  في وضعية الأمية والجهل ولا يستطيع التعبير عن ارادته والتغيير السلمي للسلطة بالاحتجاج كان لابد من تدخل الجيش الذي نفذ انقلابا ابيضا دون عنف دموي انتهى بتنازل  الملك فاروق  ونفيه خارج البلاد، وإنهاء الحكم الملكي، وتشكل مجلس قيادة الثورة من عدد من الظباط الأحرار، وتم  استقطاب عمر نجيب لرئاسة البلاد والذي سرعان ما سيتم التخلي عنه، ووضعه في الإقامة الجبرية، ألى ان توفي بحسرته، فانقض جمال على السلطة وكل ذلك كان بمساعدة الاخوان  المسلمين، الذين وفروا غطاء شعبيا منح الشرعية لتحرك الجيش، ويقال أن الضباط الاحرار كانوا من الاخوان المسلمين، وجمال كذلك كان  منتميا للتنظيم  وانشق عليهم بعدما استتب له الحكم.

هذا حال  هو  حال الثورات طوال التاريخ الإسلامي  تبدا الحركة نقية طاهرة تحمل شعارات رائعة تم تقع الانتكاسة بعد بلوغ السلطة ويقع تطاحن الاخوة الاعداء  فيما بعد، هكذا كان حالة ثورة الامام زيد صاحب النفس الزكية وثورة الشيعة  وثورة الفاطميين  ومعارضة الخوارج   وثورة الامام ابراهيم وقيام الدولة العباسية ضد ظلم بني أمية، لكنهم ما إن وصلوا للسلطة اصبحوا أكثر ظلما منهم وثورة صاحب الزنج، وغيرهم كثير.

 ولهذا قيل إن  كرسي السلطة عقيم، لا يعترف بقرابة دم أو أخوة أو إبوة أو بنوة ،فقد قتل السلطان سليمان القانوني ابنه مصطفى خنقا لما أوزعت له زوجته السلطانة خرم (هيام) بأنه يدبر لخيانته، وما وقع بين السطان المريني ابي الحسن ووالده، وأمير قطر ووالده، والحوادث  كثيرة دالة على إستعصاء وإشكالية انتقال  السلطة في التاريخ العربي والاسلامي، فقد قتل الخليفة عمر رضي الله عنه  وعثمان رضي الله عنه وعلي كرم الله وجهه والحسن والحسين في إقل من عقد من الزمان،  وكان ذلك إشكالا مستعصيا يؤكد  على صعوبة انتقال السلطة بشكل سلس وسلمي وذلك لوقوع الخلط بين الدنيوي الزمني والازلي السرمدي، فادعى كل مدعي أنه ممثل الله في الارض، وأنه صاحب الوقت والزمان فلم تستطع الشعوب الثورة والاحتجاج ضد حكامها لأن أي تحرك ضدهم كان يعتبر تحركا ضد الجماعة وضد الله وضد بيضة الاسلام، واعتبر الخروج على  الحاكم المسلم، كفرا  ولو كان الحاكم فاسدا زنديقا ، وكل ذلك لأنه تم الاعتماد على تقوى الحاكم  وضميره و المفارقة هى أنه لم يتمكن  المسلمون من تحويل الشريعة  الى قانون  في فصول  عامة ومجردة  وقانون أسمى يحكَم  القوانين سيحاول السنهوري لاحقازلكن محاولته ستبوء بالفشل ، ولذلك تم الاعتماد  على الضمير الشخصي للحاكم ومزاجه. فكان هارون الرشيد يبكي من نصيحة مهبول مخبول  يذكره بالعذاب والآخرة، لكنه يعود في اليوم الموالي الى البطش والفتك بمعارضيه براحة ضمير  لأنه المعبر عن أرادة الله،في الأرض.

عند حديثي عن جمال عبد الناصر لم أزكه  ولم انتصر لاستبداده  وديكتاتوريته وانتقدتها أيما انتقاد وقلت أن الظلم الذي مارسه  في حق المعارضين من الاخوان والماركسيين الشيوعيين  هو  سبب هزيمة ونكسة 1967  لكنني ومن باب الانصاف ذكرت كذلك بمحاسنه وانجازاته وقد وثقها التاريخ ومنها انتصاره للفقراء والغاءه الامتيازات الارستقراطية للنبلاء والإقطاعيين وسلب أراضيهم لفائدة الدولة وتأميم قناة السويس ومحاولته توحيد مصر مع سوريا  وحربه مع اسرائيل، اعتقد أنه كان صادقا في  نواياه ببناء دولة قوية متقدمة، والدليل على ذلك تكالب العدوان الثلاتي عليه من طرف فرنسا واسرائيل وبريطانيا، لقد كان صادقا لكنه كان مغرورا ، وغروره أدى إلى تقديس ذاته وتفرعنه، وذلك ما أدي إلى الخراب والمهالك وشأنه كان  شأن بعض حكام العرب قديما وحديثا فهو لا يختلف عن حافظ الأسد وأنور السادات ومبارك والقذافي وزين العابدين بن علي إلا أنه كان أكثر زعامة وخطابة منهم وربما أكثر صدقا وديكتاتورية واستبدادية منهم لكنه قان قوميا عروبيا له مبادئ أخطأ الطريق إليها.

وتبقى الخلاصة أنهزليس الإشكال في الرؤساء والحكام  الذين حكموا عبر التاريخ العربي والاسلامي وإنما الإشكال في بنية العقل العربي الاسلامي الذي لم يستطع تجاوز  نفسه وانتاج اليات ومناهج لتداول السلطة سلميا بدون حروب واقتتال وذلك لأنه وقع خلط وسوء فهم تاريخي في مهمة وغاية رسالة الاسلام وعدم الفصل بين الدنيوي والأخروي وبين العقيدة   والشريعة وعدم اعتبار الحكم من أمور  الدنيا وليس من أمور الدين  وسبب ذلك أن الرسول ص جمع بين مهمة النبوة ومهمة الحكم باعتباره مؤسس الأمة وذلكومما اختص به دون غيره ، وأن الخلفاء إنما خلفوه  في التدبير ولم يخلفوه  في النبوة  وكان تغيير عمر رضي الله عنه اسمه من الخليفة إلي أمير  دلالة بالغة على  هذا المعنى، وقد قال الرسول ص أنتم أدرى بشؤون دنياكم ،صدق رسول الله ومن شؤون دنيانا  التفكير  عقلا  في أمور السلطة والحكم، والله أعلم.

Share
  • Link copied
المقال التالي