أخبار متلاحقة وبلاغات مسترسلة فضلا عن إشاعات من هنا وهناك، يعيش على أثرها السلبي أرباب المطاعم والمقاهي في مدينة طنجة كل يوم، منذ بداية الأزمة الصحية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد.
ويجد ملاك وأصحاب هذه المحلات أنفسهم، في ضغط يومي لما تحمله تلك البلاغات من تغييرات متلاحقة في الساعات المسموحة لفتح المحلات تتراوح معظمها ما بين الساعة 8 مساء و11 ليلا وفي أسوء الحالات عند السادسة مساء.
أخبار وإشاعات ينتج عنها ضغط لدى الأرباب والمستخدمين على حد سواء، لما تخلفه من تغييرات متواصلة علي شكل العمل وسيرورته، تحول دون تحقيق الأرباح المرجوة خلال هذه الفترة من العام مما جعل العاملين بالقطاع يصفون صيف 2020 ب”موسم النسيان”.
وقال جمال صاحب مطعم للسمك مشهور بالمدينة بهذا الصدد لبناصا، إن ” الحسنة الوحيدة لصيف 2020 هي تمضية وقت أطول مع العائلة” في إشارة منه إلى إغلاق مطعمه بعد فترة عيد الأضحى وعدم إقدامه على فتحه مجددا إلى الآن، نظرا إلى الحالة الوبائية التي تعيشها المدينة خلال هذا الصيف، وبناء أيضا على خلو مدينة البوغاز من السياح المغاربة والأجانب، بعد منع الدخول والخروج من المدينة لتصنيفها ضمن المنطقة 2 التي تعرف تشديدات أمنية وعسكرية كبيرة.
وأضاف المتحدث نفسه أن الفترة التي سمحت بها السلطات بفتح المطاعم والمقاهي منذ 15 من يونيو الماضي، كانت، ورغم السماح باستغلال 50 في المائة فقط من الطاقة الاستيعابية للمحلات، هي التي أعطت حسب تعبيره “قبلة الحياة” لمطعمه خلال هذا الموسم، والتي ساعدته على التخلص من ديونه ودفع مستحقاته، دون النظر مطلقا حسب قوله إلى الأرباح.
حالة هذا المطعم تظهر إيجابية إلى حد كبير بالمقارنة مع مقاه ومطاعم تتمركز في أبرز شوارع ومحجات المدينة، فقد أعرب مصطفى، مستخدم في إحدى المقاهي في محج محمد السادس بطنجة، عن صدمته لما شاهده خلال هذا الموسم الصيفي، وقال” لم أكن أتوقع أن أري ليلة صيفية في” بلايا” طنجة، تنتهي عند 11 ليلا، خالية من رواد المحج والمقاهي والمطاعم” وشبه مصطفى المدينة هذا الصيف ب”مدينة الأشباح”، لا تشبه حسب وصفه مدينة طنجة مطلقا.
أما عن حال المقهى المشتغل به فقد أردف مصطفى قائلا ” هاد العام ماشي محسوب” مضيفا بطريقة ساخرة” حتى طاولات المقاهي اشتكت من الملل والأوساخ” في إشارة منه لخلو مقهاه من الزبناء والسياح إلا فيما ندر.
وأفاد المتحدث ذاته واصفا الحالة المادية والمعنوية للمستخدمين والمشغلين أيضا، بالكارثية، نظرا لشح الموارد وكثرة الأخبار السلبية الواردة، مشيرا أيضا بهذا الخصوص إلى التنمر التي عاشته مدينته بمواقع التواصل الاجتماعي والذي أثر حسب قوله ماديا ونفسيا على المستخدمين والمشغلين.
وفي سياق متصل، أفادت تقارير صحفية خلال اليومين الماضيين، أن المملكة مقبلة خلال الأسابيع المقبلة على حجر صحي مشدد جديد، مضيفة بأن المقاهي والمطاعم ستكون على رأس لائحة المتضررين من الإجراءات المقبلة، كون السلطلت ستقرر حسب قولها غلق هذ المحلات إلى أجل غير معلوم.
تعليقات الزوار ( 0 )