شارك المقال
  • تم النسخ

أخنوش وأزمة العطش

خرج رئيس الحكومة عزيز أخنوش بالأمس الثلاثاء بمجلس المستشارين يتباكى على مشكل الماء الذي تعانيه بلادنا، واختبأ كعادته خلف بنكيران والعثماني والجفاف لتبرير هذا الوضع، وكأنه كان في المعارضة طيلة المدة الماضية.

إذا نسي أخنوش يوما ما أنه كان وزيرا للفلاحة والصيد البحري منذ 2007 واشتغل مع وزير أول ورئيسي حكومة قبل أن يصبح رئيسا للحكومة، فإن ذاكرة المغاربة ليست مثقوبة.فالسيد عزيز أخنوش مسؤول بشكل مباشر عن أزمة العطش التي تهدد بلادنا اليوم من خلال “مخططه الأخضر” الذي أنتج لنا مفارقة غريبة، وهي أننا نزرع ما لا نستهلكه ونستورد ما نتغذى به.

ظل أخنوش، الذي لا يؤمن بربط المسؤولية بالمحاسبة، يصم أذنيه عن الأصوات التي حذرته من داخل البرلمان، أو من داخل مؤسسات دستورية أخرى، من استنزاف الفرشة المائية بسبب السياسة الزراعية، وظل يصر طيلة عقد ونصف من الزمن على تصدير ثروتنا المائية للخارج، ويتباهى بـ “الأرقام المغشوشة” التي يحققها هذا المخطط.

لقد وقف في أكثر من مناسبة يدافع، من داخل قبة البرلمان، عن سياسته الزراعية، غير آبه بالتحولات التي تحدث في محيطنا. فإسبانيا مثلا التي تبعد عنا ببضع كيلومترات فقط خفضت منذ مدة من زراعة البطيخ الأحمر الذي ظل رئيس الحكومة يرفض بشكل قاطع ربطه باستنزاف الفرشة المائية، قبل أن يحسم وزير الداخلية هذا الأمر ويمنع زراعة “الدلاح” بعدد من مناطق الجنوب الشرقي.

هذا القرار سيتعزز بقرار مشترك، السنة الماضية، لوزيري الفلاحة والوزير المنتدب المكلف بالميزانية حدد الزراعات غير المؤهلة للدعم بالنسبة لمشاريع الري الموضعي. وضمن هذه الزراعات البطيخ الأحمر والأفوكادو وبعض الحوامض. وهو القرار الذي سيدفع، لا محالة، الفلاحين إلى تجنب هذه الزراعات.

على رئيس الحكومة أن يتحلى ببعض الشجاعة ويعترف أنه تسبب في أزمة العطش التي تهدد بلادنا، والتي لم تعد تقتصر على المناطق الصحراوية فقط، بل امتد أثرها لمدن الرباط وسلا والدار البيضاء.ولولا أن ملك البلاد يتابع بنفسه هذا الموضوع لوقعت الكارثة.

ليس المطلوب من السيد عزيز أخنوش التباكي أمام المغاربة على مشكل الماء، بل اتخاذ إجراءات وتدابير عملية لوقف استنزاف الفرشة المائية. وضمن هذه الإجراءات حماية الفرشة المائية المتبقية إلى جانب تسريع وتيرة برامج تحلية مياه البحر وتعميمها وربط الأحواض المائية بعضها ببعض.

وفي هذا السياق، لا بأس أن يبتعد السيد عزيز أخنوش عن العاصمة الرباط قليلا ويتجه نحو جهة الغرب سابقا، على طول الطريق الرابطة بين القنيطرة وسيدي قاسم، ليرى بأم عينه كيف تستنزف موارد مائية كبيرة جدا في ضيعات فلاحية لإنتاج بعض الفواكه الموجهة أساسا للتصدير.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي