أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الإثنين، أن مجال التمكين الاجتماعي للنساء حاضر بقوة ضمن أجندة الجهاز التنفيذي، باعتباره مدخلا أساسيا لتعزيز مبادئ الدولة الاجتماعية المنشودة، وذلك بالموازاة مع الحصيلة الحكومية المرحلية “المشرّفة” للتمكين الاقتصادي للمرأة.
وأفاد أخنوش، في معرض رده على سؤال محوري خلال الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة بمجلس النواب، حول موضوع “تمكين المرأة ورهانات التنمية”، أن الحكومة اتخذت إجراءات عملية ومبادرات ملموسة لتمكين النساء الأرامل من حقوق أساسية، مبرزا أن تعميم التغطية الصحية والتعويضات العائلية مستقبلا، يعتبران من أهم الآليات المساعدة على التحصين من تقلبات الحياة، خاصة داخل فئة النساء في وضعية هشاشة، التي تعتبر الأكثر حاجة لذلك.
لذلك، يتابع رئيس الحكومة، يتم التعجيل بتنزيل هذا الورش، وذلك تبعا للتعليمات الملكية السامية القاضية بتسريع تفعيل المنظومة الجديدة للاستهداف التي اعتمدها المغرب بالنسبة لكل البرامج الاجتماعية.
وأبرز أخنوش أنه إلى غاية استكمال كل مكونات هذا الورش الملكي، واصلت الحكومة برنامج دعم الأرامل في وضعية هشة الحاضنات لأطفالهن، مع اتخاذ التدابير اللازمة لملائمة هذا البرنامج مع المقاربة الجديدة للاستهداف، موضحا أنه تم العمل على سن تدابير مؤقتة تتعلق بالاستفادة من الدعم المباشر للنساء الأرامل في وضعية هشاشة الحاضنات لأطفالهن اليتامى.
كما ستستفيد، وفقا لرئيس الحكومة، النساء الأرامل في وضعية هشاشة الحاضنات لأطفالهن اليتامى، المستفيدات من نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بالأشخاص غير القادرين على تحمل واجبات الاشتراك، من الدعم المباشر دون مطالبتهن بشرط العتبة، وذلك إلى غاية تاريخ سريان مفعول التشريع السالف الذكر المتعلق بتعميم التعويضات العائلية.
وبحسب أخنوش، سيتم ضمان استمرار استفادة النساء الأرامل في وضعية هشة الحاضنات لأطفالهن اليتامى المستحقات، في تاريخ 30 نونبر 2022 للدعم، في الاستفادة من هذا الدعم لفترة انتقالية تمتد إلى غاية تاريخ سريان مفعول التشريع المتعلق بتعميم التعويضات العائلية.
وفي سياق ذي صلة، شدّد أخنوش على أن صحة الأم والطفل تحظى بعناية خاصة لدى الحكومة باعتبارها أولوية نهدف من خلالها إلى المساهمة في تحسين الولوج إلى العلاجات لفائدة الأم والطفل، وتغيير سلوك الساكنة من أجل الحد من الوفيات التي يمكن تجنبها، مع العمل على تقليص الفوارق الملحوظة في هذا المجال بين الوسطين الحضري والقروي.
وفي هذا الإطار، يتابع رئيس الحكومة، يأتي ورش تأهيل 1.400 مركز صحي للقرب، وتجهيزها بالوسائل والمعدات الحديثة والمتطورة، إضافة إلى مدها بالموارد البشرية اللازمة، والتي ستشكل الفضاء الأنسب للنساء للاستفادة من خدمات التخطيط العائلي وتتبع صحة الأم والطفل فضلا عن تلقيح الأبناء.
وأشار إلى أن المغرب نجح في تسجيل تراجع نسبة وفيات النساء الحوامل بحوالي 38 في المائة، عبر تبني مجموعة من البرامج الصحية الموجهة بشكل خاص للنساء الحوامل، أبرزها البرنامج السنوي “رعاية”.
على صعيد آخر، اعتبر أخنوش أن الهدر المدرسي، إذا كان خصوصا في صفوف الفتاة القروية، ظاهرة معقدة ومركبة وممتدة عبر الزمن، نتيجة تراكم مجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، فإن الحكومة اتخذت مجموعة من التدابير للحد منها والمتضمنة في خارطة الطريق لإصلاح المنظومة التربوية يأتي في مقدمتها تعميم التعليم الأولي، وتوسيع العرض المدرسي عبر الاهتمام بالمدارس الجماعاتية، وتقوية التعليم الإعدادي في العالم القروي، وتعزيز الدعم الاجتماعي المخصص للتلاميذ.
وتطرّق رئيس الحكومة في هذا الإطار، إلى توفير مراكز “الفرصة الثانية” للفتيات المنقطعات عن الدراسة لتمكينهن من الإدماج المدرسي أو المهني، معتبرا أن هذا البرنامج سيساهم في الرفع من نسب تمدرس الفتاة بمختلف الأسلاك التعليمية، ومن تحسين مؤشر المساواة بين الجنسين، وكذا من تقليص الهدر المدرسي.
وسجّل أخنوش أن الإجراءات التي باشرتها الحكومة مكّنت من إعادة 120 ألف تلميذة وتلميذ إلى الفصول الدراسية بالأسلاك التعليمية الثلاثة، 42 في المائة منهم إناث، خلال الموسم الدراسي 2021-2022، وإدماج أكثر من 59 ألف تلميذة وتلميذ، منهم 36 في المائة إناث، في الوسط القروي، وذلك بفضل حملات التعبئة المجتمعية للإدماج المباشر، وإرجاع أكثر من 50 في المائة من التلاميذ غير الملتحقين بالمدرسة.
في هذا السياق، أشاد أخنوش بالتفوق الملحوظ للتلميذات في امتحانات البكالوريا، في تكريس واضح للمجهود التعليمي المتميز طيلة أطوار مسارهن الدراسي، منوّها بتميز فتيات مغربيات في مسابقة “الأولمبياد الإفريقية في الرياضيات 2023″، التي مكّنت تلميذتين مغربيتين، شهر ماي الماضي، من احتلال المرتبة الأولى والثانية في هذه المسابقة الدولية.
وبالموازاة مع ما تحقق لفائدة المرأة المغربية، يؤكد السيد أخنوش، أولت الحكومة عناية خاصة للارتقاء بالممارسة الرياضية النسوية وتوسيع دائرة انتشارها في ربوع المملكة، مبرزا أن المرأة المغربية بصمت على حضور رياضي وازن في جميع المحافل والملتقيات الدولية الكبرى، ولم تكتف بالمشاركة العابرة فقط، بل احتلت مراكز متقدمة في الكثير من التظاهرات على المستوى القاري والدولي.
ونوّه في هذا السياق بالمشاركة “التاريخية” للمنتخب الوطني للسيدات خلال النسخة الأخيرة من كأس أمم إفريقيا، التي نظمتها المملكة، وذلك بالعبور إلى الدور النهائي والتأهل لكأس العالم لأول مرة في التاريخ، والتي ستجرى أطوارها، خلال الأيام المقبلة، بأستراليا ونيوزيلندا.
كما استحضر أخنوش تأهل المنتخب الوطني للسيدات لأقل من 17 سنة للمونديال الذي نظم بالهند شهر أكتوبر الماضي، مشيدا كذلك بالأداء المشرف للمنتخب النسوي لكرة السلة خلال البطولة العربية التي أقيمت بمصر، حيث أكمل المنافسة وصيفا للبطولة.
وأكد أن “استقبال صاحب الجلالة لأعضاء الفريق الوطني المغربي، بعد الإنجاز التاريخي بقطر مرفوقين بأمهاتهم، يبقى لحظة تاريخية راسخة في الذاكرة الوطنية وتكريما لهؤلاء المغربيات الحريصات على تلقين أبنائهن مبادئ الوطنية والتضحية والانتماء للوطن، وتعبيرا عن المكانة التي يوليها جلالته للمرأة المغربية باعتبارها دعامة للأسرة والمجتمع عموما”.
تعليقات الزوار ( 0 )