أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، مساء الإثنين، ارتفاع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد إلى أكثر من 2600 قتيل و13 ألفا مصابا، في كل من تركيا وسوريا.
وفي ساعة مبكرة من صباح الإثنين، ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7.7 درجات على مقياس ريختر مناطق مختلفة في جنوب تركيا كان مركزه في ولاية كهرمان مرعش، وهزّ وسط وجنوب تركيا وشمال سوريا خلال الليل، وتلاه زلزال قوي آخر بلغت قوته 7.7 درجة في ذات المنطقة في حوالي الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش.
وبحسب الإحصائيات الرسمية، انهارت قرابة 3000 بناية وعمارة سكنية يصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من 10 طوابق، إذ يصل متوسط طوابق البناية الواحدة في تركيا 6 طوابق، يحتوي كل طابق على متوسط 4 شقق سكنية، وهو رقم يشير إلى أن سكان المباني التي تهدمت يصل عددهم إلى عشرات الآلاف، الأمر الذي يزيد المخاوف من وجود “حصيلة مرعبة” للضحايا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق اليوم الإثنين، إن الزلزال أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عقود طويلة، مرجحا زيادة عدد القتلى.
وأشار أردوغان إلى أن 2818 مبنى انهار بعد الزلزال الأول، ووصف الأمر بأنه “أكبر كارثة” تمر بها البلاد منذ زلزال قوي ضرب إقليم أرزنجان شرق البلاد في عام 1939.
وقال للصحافيين في مؤتمر صحافي في مركز تنسيق إدارة الكوارث في أنقرة: “الجميع يضعون كل قلوبهم وأرواحهم في الجهود المبذولة لكن الشتاء وبرودة الطقس وحدوث الزلزال خلال الليل صعّب من الأمور”.
وتابع: “لا نعرف إلى أي مدى سيرتفع عدد الضحايا لدى تواصل جهود رفع أنقاض العديد من البنايات في منطقة الزلزال”.
وأشار إلى أن نحو تسعة آلاف يشاركون في عمليات الإنقاذ وأن بلاده تلقت عروضا لتقديم المساعدة من حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي و45 دولة.
وقال: “اليوم هو اليوم الذي يقف فيه 85 مليونا على قلب رجل واحد”.
وأعلنت الحكومة التركية حالة الإنذار من الدرجة الرابعة وهي الدرجة القصوى في مؤشر الكوارث وتضمن طلب المساعدة الخارجية.
وقتل أكثر من 1000 شخص وأصيب 3000 آخرين على الأقل في أنحاء سوريا جراء الزلزال الذي ضربها فجراً ومركزه تركيا، في حصيلة جديدة غير نهائية، وفق ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري وفرق إغاثة.
وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى الى 1000 وإصابة 3000 آخرين، في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعاً من مناطق سيطرة النظام.
وكانت الوزارة أحصت في وقت سابق 430 قتيلاً.
وسجلت معظم الإصابات في محافظات حلب (شمال) واللاذقية (غرب) وحماة (وسط) وطرطوس (غرب).
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن 255 شخصا قتلوا بسبب الزلزال في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة.
وشاهد صحافيون من رويترز العشرات من رجال الإنقاذ في ديار بكر وهم يفتشون في كومة كبيرة من الحطام والأنقاض هي كل ما تبقى من بناية ضخمة ويسحبون كتلا من الحطام بحثا عن ناجين ويرفعون أياديهم من حين لآخر طلبا للهدوء كي يتسنى لهم أن يسمعوا أصوات الاستغاثة.
الحداد العام
أعلن الرئيس التركي الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام.
وجاء في التعميم الذي وقع عليه الرئيس مساء الإثنين: “نتيجة الزلازل التي ضرب بلدنا في 6 فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية لغاية الأحد 12 فبراير”.
وأظهرت مقاطع تصوير جوي أحياء كاملة وقد سويت بالأرض إلى جانب عمارات سكنية كبيرة جداً انهارت بالكامل، وهي كلها مؤشرات تزيد المخاوف من وجود حصيلة كبيرة جداً من الضحايا.
وبحسب إعلانات مختلفة لولاة عدد من المحافظات التركية فقد انهارت مئات المنازل والعمارات السكنية ومنها مبانٍ سكنية كبيرة حيث جرى الحديث عن عدد من البنايات التي يزيد عدد طوابقها عن 10، وهو ما زاد المخاوف من وقوع حصيلة كبيرة من الضحايا.
كما أعلنت وزارة الدفاع التركية أن جميع وحداتها المختصة بالعمل الإنساني وطائرات النقل التابعة لها مستعدة للعمل بالتنسيق مع هيئة الإغاثة التركية “أفاد”، في حين دعا وزراء المواطنين لعدم الهلع والتقليل من استخدام الاتصالات والانترنت لتجنب انهيار شبكات الاتصال وسط مناشدات للمواطنين لفتح الطرق أمام فرق الإنقاذ.
وترافق الزلزال مع بداية عاصفة ثلجية بدأت في تركيا مساء الأحد ويتوقع أن تشتد خلال الساعات المقبلة وهو زاد من حجم المأساة الإنسانية للناجين الذين لا زالوا ينتظرون بالعراء مع التحذيرات من الدخول إلى المنازل واستمرار الهزات الارتدادية.
واشنطن تعرض تقديم “المساعدة اللازمة”
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لتقديم “كل المساعدة اللازمة” لتركيا على خلفية الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي البلاد، فجر الإثنين.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، في بيان: “الولايات المتحدة قلقة بشدة حيال التقارير الواردة عن الزلزال المدمر اليوم في تركيا وسوريا”.
وأضاف: “نحن مستعدون لتقديم كل المساعدة اللازمة”.
ولفت إلى أن الرئيس جو بايدن “وجه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والشركاء الحكوميين الآخرين لتقييم خيارات الاستجابة الأمريكية الممكنة لمساعدة الأشخاص الأكثر تضررا”.
وتابع: “سنواصل مراقبة الوضع عن كثب بالتنسيق مع الحكومة التركية”.
وقدمت دول وهيئات عربية ودولية، تعازيها إلى تركيا وسوريا في ضحايا الزلزال الذي وقع فجر الإثنين، وتسبب بمصرع وإصابة آلاف الأشخاص في البلدين.
تعاز عربية .. قطر والكويت تدشنان جسرين جويين
دشنت قطر والكويت، جسرين جويين لدعم تركيا في مواجهة آثار كارثة الزلزال.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية، بأن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أصدر تعليماته بإطلاق جسر جوي لتركيا.
وتنطلق “أولى رحلات الجسر الجوي الذي خصصته قطر لدعم تركيا لمواجهة كارثة الزلزال اليوم”، وفق الوكالة.
ويرافق أولى رحلات الجسر الجوي “فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات شتوية”.
كما قررت الكويت، إنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات وطواقم طبية إلى تركيا، عقب صدور توجيهات من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لمساندتها بمواجهة آثار الزلزال، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
كما وجه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا وسوريا، وفق وكالة الأنباء الرسمية للبلاد.
بدورها، أعلنت السعودية، في بيان للخارجية، أنها “تتابع عن كثب مجريات الأحداث المؤسفة في تركيا وسوريا إثر الزلزال”، معربة عن “تضامن المملكة ومواساتها وتعازيها للأشقاء في سوريا وتركيا”.
وقدمت مصر في بيان للخارجية “تعازيها وتضامنها مع كل من تركيا وسوريا في ضحايا الزلزال وتمنيها بالشفاء العاجل للمصابين”، مؤكدة “استعدادها لتقديم المساعدة لمواجهة آثار تلك الكارثة المروعة”.
وتقدم الأردن، في بيان للخارجية بتعازيه لتركيا وسوريا، وأكدت “تضامن المملكة وتعاطفها مع شعبي البلدين بهذا المصاب الأليم”.
وفي فلسطين، تقدمت وزارة الخارجية عبر بيان، بالتعازي لتركيا وسوريا في ضحايا الزلزال، مؤكدة “وقوفها الدائم إلى جانب البلدين الشقيقين، وثقتها بقدرتهما على مواجهة آثاره”.
وأعربت سلطنة عمان في بيان للخارجية عن “تضامنها مع كل تركيا وسوريا وخالص تعازيها وصادق مواساتها لأسر ضحايا الزلزال وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين”.
وفي ليبيا، قال رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة عبر تويتر: “أعزي أشقاءنا في تركيا وسوريا ولبنان في ضحايا الزلزال الأليم (..) وأؤكد تضامن بلادي التام معكم في هذا المصاب الجلل”.
وفي تغريدة بتويتر، قدم رئيس إقليم شمال العراق نجيرفان بارزاني تعازيه في ضحايا الزلزال، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى.
وفي الجزائر، أعربت الخارجية، عن تعازي بلادها لتركيا وسوريا في ضحايا الزلزال”، مؤكدة “تضامنها التام مع هذين البلدين الشقيقين وتطلعها لتجاوزهما هذه المحنة”.
كما أعرب السودان في بيان للخارجية، عن تعازيه لتركيا وسوريا في ضحايا الزلزال، متمنيا الشفاء للمصابين.
وقدم رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الإثنين، تعازيه لتركيا وسوريا في ضحايا الزلزال، مؤكدا أن حكومته تتابع إمكانية إرسال فرق إنقاذ لمساندة تركيا وسوريا في مواجهة آثاره.
وقدم المغرب عبر بيان لسفارته في أنقرة، التعازي لتركيا، على “هذا المصاب الجلل”.
وعلى مستوى المنظمات والحركات العربية والإسلامية، قدمت منظمة التعاون الإسلامي، تعازيها في ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، مشيدة بالاستجابة الفورية التي قامت بها السلطات التركية لإنقاذ السكان المتضررين والحد من تأثير الزلزال.
ودعت المنظمة في بيان “الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات ذات الصلة وجميع الشركاء للإسهام في جهود الإنقاذ التي تقوم بها تركيا”.
بدورها، قدمت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، في بيان، تعازيها لتركيا وسوريا بضحايا حادث الزلزال، مؤكدة تضامنها مع البلدين.
فيما تقدمت جماعة الإخوان المسلمين في بيانين، بخالص العزاء والمواساة للشعبين التركي والسوري في ضحايا الزلزال، داعية إلى “استنفار محلي ودولي من شعوب وحكومات العالم ومنظماتها الإغاثية وقواها الحية للإغاثة”.
كما تقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان، بالتعازي للشعبين التركي والسوري، مطالبا “الدول الإسلامية والمؤسسات الخيرية والإنسانية وأهل الخير بالقيام بواجب الإغاثة العاجلة”.
تضامن دولي
وفي باكستان، أعرب رئيس الوزراء شهباز شريف في تغريدة عن “حزنه العميق” جراء تلقيه خبر الزلزال جنوبي تركيا، مقدما التعازي للرئيس رجب طيب أردوغان وللشعب التركي.
ووصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في تغريدة ما حدث بزلزال تركيا وسوريا بأنه “خسارة مأساوية”، وقدم تعازي بلاده، معلنا استعداد “المملكة المتحدة لتقديم المساعدات”.
ومن جانبه، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برقية تعزية إلى الرئيس أردوغان بضحايا الزلزال، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة.
وأعلنت وزارة الطوارئ الروسية، استعدادها لإرسال فريق بحث وإنقاذ مكون من 100 عنصر إلى تركيا للمساهمة في مواجهة آثار الزلزال.
فيما أعرب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، عبر تويتر عن حزنه وتعازيه في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، مؤكدا استعداد بلاده لتقديم الدعم.
كما أعلن وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، عبر تويتر، أن الاتحاد الأوروبي الذي تترأسه بلاده في 2023 “سيمد يد العون لتركيا وسوريا لتنسيق جهود مساعدة البلدين بعد الزلزال”، معبرا عن أسفه الشديد تجاه آثاره “المروعة”.
وبحسب بيان للرئاسة الأذربيجانية، بعث الرئيس إلهام علييف رسالة تعزية إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان في ضحايا الزلزال، مؤكدا استعداد بلاده لـ”تقديم كل أنواع المساعدة في هذا الوقت العصيب”.
وأعلنت وزارة الطوارئ الأذربيجانية في بيان إرسال فريق بحث وإنقاذ مكون من 370 عنصرا إلى تركيا ومساعدات إنسانية وطبية، للمساهمة في مواجهة آثار الزلزال، بناء على تعليمات الرئيس إلهام علييف.
من جهته، أعرب رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار عن تعازي بلاده في ضحايا الزلزال وتضامنها مع تركيا، مؤكدا أن الشعب القبرصي التركي “يشاطر ألم تركيا من أعماق قلبه”، بحسب بيان صادر عن الرئاسة في شمال قبرص.
في سياق متصل، بعث الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف رسالة تعزية إلى الرئيس أردوغان في ضحايا الزلزال، مبديا استعداد بلاده لتقديم المساعدة، وفق بيان للرئاسة الكازاخية.
وقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رسالة تعزية في ضحايا الزلزال، مؤكدا “الوقوف إلى جانب الشعب التركي في هذا الوقت العصيب”.
(القدس العربي)
تعليقات الزوار ( 0 )