خلف تلقي عدد من المواطنين المغاربة لرسائل نصية مصدرها أحزاب سياسية موجة سخط عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا من طرف عدد من الوجوه المعروفة، التي تساءلت عن الطريقة التي استطاعت بها هذه الأحزاب الوصول إلى معطياتهم الشخصية، كما انتقدوا هذه الوسيلة الجديدة في استقطاب الناخبين.
وجاء فحوى هذه الرسائل في قالب دعائي، ذي مضمون على شكل روابط تحتوي على برامج الحزب الذي يغطي مختلف القضايا المحلية والجهوية والوطنية، والتي يعد بأن يرافع على حلها وتحقيقها خدمة للمواطنين، وكذا الالتزامات التي يتعهد الحزب بتنفيذها في حال وصوله لمركز القرار.
وعبر خاصية ال “سطوري ” على حسابه بتطبيق الإنستغرام، تساءل فنان الراب المغربي دون بيغ قائلا “أش هاد البسالة، كيفاش قدرات الأحزاب السياسية توصل لمعلوماتنا الشخصية “وذلك بعد توصله برسالة نصية ذات حمولة دعائية من أحد الأحزاب السياسية.
وقد طرحت موجة الانتقادات هذه لسلوك بعض الأحزاب السياسية، عددا من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول وضعية المعطيات الشخصية للمواطنين، خاصة في ظرف حساس كالانتخابات.
وقد دون الأستاذ بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، عبد الكبير الصوصي العلوي على حسابه بالفايسبوك “أحد الأحزاب تطلب التصويت عليها برسائل نصية قصيرة، والشريك في هذه العملية هي الشركة الموزعة للرسائل عبر الهواتف الخاصة للمواطنين، وهذا السلوك هو خرق سافر للقانون المتعلق بحماية المعطيات الشخصية. الذي يمنع المس بالمعطيات والبيانات المحمية بالقانون. بأي شكل من الأشكال في برامج الفترة الانتخابية”.
وتابع الأستاذ في التدوينة ذاتها “لعلمكم. ثمن الرسالة يقارب 80 سنتيم، وهناك أحزاب أرسلت أكثر من 200.000 رسالة، مايقدر بحوالي 160 ألف درهم من المال العام”.
وعقب أحد النشطاء على تدوينة الصوصي، حيث كتب ” ماذا تنتظر من أحزاب سياسية تصرف الملايين من أجل حملتها الانتخابية، أكل ذلك رغبة في الوصول للسلطة من أجل الإصلاج فقط، لا أعتقد، انهم يعلمون كل العلم بالامتيازات التي سيحصلون عليها، وبما سيحققوته من ثروات”.
كما لم يخف البعض تأييدهم لهذه الخطوة، واعتبروا الأمر عاديا جدا، وعقب أحدهم ب” أعتقد أنه وبالنظر إلى الظرفية الوبائية الحالية، من المقبول أن تتجه الأحزاب السياسية لاستعمال التكنولوجيا في عمليات التواصل، وما أقدموا عليه لا أظنه يستحق كل هذه الضجة، خاصة وأن مضمون الرسائل هو تعريف فقط ببرامج انتخابية وليست مضامين أخرى خطيرة أو ماسة بالأمن أو الحياء العامين”.
تعليقات الزوار ( 0 )